كتابات وآراء


الإثنين - 27 يناير 2020 - الساعة 03:52 م

كُتب بواسطة : خالد سلمان - ارشيف الكاتب



يكسر الحوثي بتمدده، خارج نطاقه الجغرافي، ثابت التوازن المتفق عليه ضمناً، وان بصورة غير معلنة ، ويرسل بإشارات ،ان اعادة احياء مشروعه في حكم كل اليمن ،قابلاً للإحياء مرة اخرى ،وان توزيع الاحجام والتموضع الجغرافي ،لم تعد ترضيه بعد الانتصارات التي حققها مؤخراً، في نهم ومأرب ،وتوجهه نحو الجوف ،مما يجعل المحافظات الجنوبية المتاخمة ،تحت مرمى النيران ،وفِي نطاق خطة التوسع جنوباً ،وتكرار محاولة الهرولة صوب عدن.
الحوثي مشروعه ليس اقتطاع جزء من الكعكة، بل ابتلاع كل حصص الآخرين منها، وترك لهم الفتات ، وبالمعطى الميداني الراهن ليس هناك من منتصر ،يجبره المهزوم ،على ترسيم حصته بحدود اقل ،من ما حققه على ارض المعركة.
الحوثي الآن يخوض السياسة من خلال ضرب النار، ويفاوض بالبندقية ، وينتزع المكاسب، بفوهات المدافع لا بطاولة الحوار.
الخطر الحقيقي يكمن في عدم اعتراف الحوثي، بالقوى ومصالح الأطراف الأخرى، وان صنعاء هي ليست هدفاً نهائياً، لمشروعه التوسعي الهيمني ،بل ان إقصاء كل الخصوم، ووضع اليد المذهبية على كل اليمن ،هي الخطة الف وليس لديه الخطة باء ،او اَي من الخيارات، دون اقل من حكم كل البلاد.
الآن والحوثي ،يكسر التوازنات، المرسومة بالتفاهمات ،وليس بالميزان العسكري ،فإنه يضع الجميع امام إستحقاقات اقل ما توصف به ،انها في منتهى الخطورة، وان الجنوب من شبوة باتجاه حضرموت وأبين ومن ثم عدن، هي النقلة التالية في رقعة شطرنج الصراع ،مما يوجب على الجميع ،اعادة دراسة المشهد ،والخروج من الخطاب الشعاراتي العاطفي ،القائل برص الصفوف ، الى خطوات عملية إبتداءً من تنظيف ،وتنقيح وبناء مؤسسات التصدي للهجمات المقبلة ،وان تشعر جميع القوى، ان عنقها ومصالحها باتت الآن، في منعطف جديد وخطير ، وتحت تهديد الغزو الحوثي الداخلي.
اعادة التوازن للجبهة العسكرية ،بحاجة الى الكف عن ممارسة سياسة الاستحواذ ،والتقليل من الشركاء السياسيين ، ورسم خارطة جديدة للتحالف، تقوم على الشراكة الجدية ،من موقع الايمان الحقيقي باهميتها ،كرافعة تصدي ،لا من زاوية شكلانية يستأثر فيها فصيل بالحكم ،ويوزع ما تبقى على الشركاء، من موقع الواهب العاطي ،لا من موقع الحق المستحق ،والضرورة الملحة لخلق اجواء الثقة ،وتعزيز تراص الجبهة الداخلية ،السياسية والعسكرية، لمواجهة الخطر الذي يلوح في الأفق ،ويدهم الجميع ،انه خطر الحوثي بمشروعه السلالي الإستئصالي ،المضاد جغرافية ومشاريع وهوية.
الشمال تحت قبضة الحوثي ،والجنوب تحت مرمى نيرانه ،والنقلة التالية لاٰ تصد ،الا بإعادة بناء مؤسسة الجيش ومؤسسات السياسة معاً.
مالم ليس هناك من مجال لتوزيع الأرباح ،بل اقتسام الخسائر جميعاً، وعلى حد سواء.

*من حائط الكاتب على موقع "فيسبوك".