كتابات وآراء


الثلاثاء - 11 فبراير 2020 - الساعة 01:50 م

كُتب بواسطة : أمين عبدالسلام - ارشيف الكاتب


أمين عبدالسلام
قاسم الريمي، موجّه حركة مقاتلي القاعدة الذي لعب دورا رئيسيا في استيلاء الارهابين على أجزاء كبيرة من المحافظات الجنوبية لليمن يسقط أخيرا كبقية أحجار الشطرنج التي سقطت قبله.
وُلِد الريمي في صنعاء عام 1978 وتلقى تدريبه على يد تنظيم القاعدة في أفغانستان في التسعينيات، ثم سُجن في عام 2005 في صنعاء، لكنه سرعان ما هرب، أو ربما هُرّب في العام 2006 مع 22 سجيناً آخر، بمن فيهم ناصر الوحيشي، الذي كان عضو رفيع المستوى في تنظيم القاعدة في اليمن والزعيم السابق قبل الريمي.
وفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية لعب الريمي دوراً كبيراً في "إحياء العقدة الإقليمية للقاعدة" و "تجنيد الجيل الحالي من المتشددين الذين يشكّلون القاعدة في جزيرة العرب". وربما هذا ما دفع الوزارة في 2018 إلى عرض مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل أية معلومات تؤدي إلى القبض على الريمي، بعد أن تمّ تصنيفه كإرهابي عالمي في 2010 وشغله منصب رئيس تنظيم القاعدة في جزيرة العرب خلفاً لناصر الوحيشي.
أثمرت جهود الولايات المتحدة في 2020، حيث أكد البيت الأبيض وفاة الريمي في 6 فبراير 2020 بعد غارة جوية لطائرة دون طيار. ووفقاً لمسؤول أمريكي مطلع، لم يتم تنفيذ الضربة الجوية بدون طيار من قِبل الجيش الأمريكي، ولكنها بجهود قام بتنظيمها وكالة المخابرات المركزية الامريكية بعد أشهر من تعقّب الريمي من خلال المراقبة الجوية وغيرها من المعلومات الاستخباراتية. بالطبع لم يُذكر من حصل على المكافأة السخية نتيجة تلك المعلومات، ولكن المكافأة الاكبر هي تخليص اليمن والعالم من أحد شرور الإرهاب. وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية قال ترامب في هذا الصدد إن الولايات المتحدة وحلفاءها أصبحوا أكثر أماناً نتيجة لوفاة قاسم الريمي.
وفي الأسبوع قبل الماضي، قال مايك بومبو، وزير الخارجية الأمريكي، إن الولايات المتحدة "تشعر بالانزعاج" من الزيادة الأخيرة في العنف في اليمن. وأضاف إن العنف "ينتج عنه عدم استقرار يمكن أن تستغله الجماعات الإرهابية وغيرها من الجهات الخبيثة لأغراضها الخاصة"
كما أشارت صحيفة النيويورك تايمز إلى أن وفاة قاسم الريمي هي جزء من سلسلة من النكسات التي أضرّت بقدرة تنظيم القاعدة على تنفيذ عمليات ضد الغرب؛ حيث أسفرت موجة الغارات الامريكية في السنوات الاخيرة عن مقتل اثنين من قادة الجماعة المتعاقبين، الوحيشي والريمي، وكذلك إبراهيم حسن العسيري، أحد كبار قادة تنظيم القاعدة وصانع القنابل الذي كان وراء محاولة "قنبلة الملابس الداخلية" على متن طائرة في يوم عيد الميلاد عام 2009.
وفي تعليق للسفير البريطاني السابق في اليمن، إدموند فيتون براون، أمام جمهور من الخبراء في واشنطن الأسبوع الماضي جاء فيه: "لا يبدو تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بمثابة الوحش الذي كان عليه من قبل".
وبحسب موقع آسيا تايمز، قالت إليزابيث كيندال، الباحثة بجامعة أكسفورد: "سيتم خسارة مهارات الريمي كمخطط عسكري، لكن قدرة القاعدة في جزيرة العرب على العمل على أرض الواقع في اليمن قد تقلّصت إلى حد كبير بالفعل".
لكن جريجوري جونسن، زميل غير مقيم في مركز صنعاء للأبحاث قال، وفقاً لآسيا تايمز: "وفاة الريمي كبيرة"، ووصفها بأنها "ضربة أخرى" لهجمات الجماعة في الخارج. وأضاف: "قبل هجوم بنساكولا ، كانت آخر مرة أعلنت فيها القاعدة في شبه الجزيرة العربية الفضل في أي هجوم خارجي كانت في عام 2015".
أما أندرياس كريج من جامعة كينجز كوليدج في لندن فقد قال إن مقتل الريمي له "قيمة عامة" بالنسبة للولايات المتحدة ولكنه لن يؤثر على العمليات البرية للقاعدة في جزيرة العرب. فيما قالت النيويورك تايمز، انه على الرغم من إضعاف القاعدة، إلا أن مسؤولي الاستخبارات ومكافحة الإرهاب يحذرون من أن المنظمة لا تزال خطيرة.