كتابات وآراء


الثلاثاء - 19 مايو 2020 - الساعة 10:53 م

كُتب بواسطة : طه بافضل - ارشيف الكاتب


‏⁦علاقة تنظيم الإخوان بالثورة الإيرانية الخمينية أثمرت وبالا على البلاد العربية المسلمة، هذه الثورات التي قامت بحجة القضاء على الاستبداد لم تنتج سوى استبدال استبداد علماني باستبداد مغلف بالدين والويل كل الويل من يقف أمامه فهو ضال منحرف عميل للثورة المضادة.

ولهذا فالنتيجة صفر.
‏⁦لم يكن باستطاعة جماعة صغيرة تعيش في منطقة صغيرة أن تتمدد لولا حبل مُدّ لها من قبل تنظيم الإخوان يلتقي مع أفكار داعمها الإيراني؛ فبالإمكان في نظرهم الإلتقاء مع "الحوثيين"في خطوط متوازية تواجه خطوط الرئيس السابق علي عبدالله صالح وعندما لم يسلم لهم السلطة وسلمها لنائبه تمردوا!
‏⁦حزب الإصلاح اليمني فرع تنظيم الإخوان، نهل من تخبط تنظيمهم الدولي الذي لم تفلح فروعه في البلاد العربية من السيطرة على الحكم والبقاء به ولو دورة انتخابية، الفوضى السياسية التي عاشها هذا الحزب وتداخل السياسي مع العسكري وتحالفاتهم المشينة مع التنظيمات المتطرفة هي سبب الفشل!⁦
‏لقد تجنبوا الظهور في المشهد الانقلابي، ففتحوا الأبواب لتمدد جماعة الحوثي نكاية في علي عفاش كان الصراع قبيحا بين الطرفين، لاعقل ولاحكمة ولاإيمان ولارؤية لمآلات الأمور التي سيتجرع الناس بسبب تصرفات المعارضة الحمقى المرارات.
هذا شأن داخلي محظ من المحال أن تحسمه الجارة الكبرى.

‏⁦صحيح ان علي عفاش في الأخير اضطر إلى مهادنة الحوثي والتحالف معهم وهذا أفضل برأيي من الظهور بمظهر المقاوم وهو يلعب على كل الاتجاهات فيظهر نفسه بأنه مقاوم وهو هارب بل ومعطل لأي تقدم للشرعية في جبهات القتال.
استطاع تنظيم الإخوان اليمني أن ينافق ويسترزق ليبقى على قيد الحياة!

‏‏⁦مات علي عبدالله صالح الذي طالما رقص على رؤوسهم فلدغوه بتحالفهم مع الحوثي وقد حاولوا من قبل في مسجد الرئاسة، كان قرارهم؛ التخلص من هذا الحجر الكبير ودحرجته لتمر جحافلهم لكنهم كانوا أقل حنكة وتمرسا ودهاء لأنهم أكثر عبثية وفوضى فكرية لن يصلوا بأي بلد يعيشون فيه إلا إلى التخبط.
‏‏⁦منذ اللحظة الأولى لتأسيس حزبهم وهذه نظرتي لهم لم تتغير، الخلطة القبيحة بين الدين النقي الصافي وبين السياسة الخبيثة المتوحشة لعنة على المجتمع ومستقبل أجياله.

هؤلاء يكررون صفحات التاريخ الإسلامي القبيحة، والمرفوضة عقلا وشرعا لأنها لاتمثل الأمة الوسط التي جعلها وأرادها خالقها.
‏⁦ستظل البلاد الإسلامية في حالة تخبط سياسي مستمر مادام هذا التنظيم الإخواني بهذه العقلية في التفكير وبهذه الآلية التنظيمية في العمل، وسيظل الاستبداد هو المتحكم على رقاب الشعوب العربية والإسلامية، لن تتغير الأوضاع إلى التقدم والاستقرار والتنمية المستدامة إلا بتغيير جذري عميق.
‏⁦التغيير الذي يبدأ بتحديد المفاهيم وتوضيح المصطلحات، ويرسم الهدف الأساس للتعايش؛ بالعيش السليم في حياة المجتمع، والعناية بالإنسان والحفاظ عليه ودرء كل المخاطر بأنواعها وأشكالها عنه.
الوطن وطن الإنسان يعيش فيه بأمن واستقرار وحماية واطمئنان والجميع حاكما ومحكوما يقومون بخدمته.

الفساد المضر بالوطن والمجتمع والإنسان هو فساد التفكير والتصور تجاه الحياة، ولهذا البشر ليسوا بهائم في زريبة ولا وحوش في غابة هم خلق من مخلوقات الله على المستوى الأرقى والأفضل والأحسن. ولهذا أي خلل في منظومة التعامل بين البشر هو فساد يستشري ويتمدد ويدمر متى وجد إهمالا أو توحشا.
‏⁦والفساد بلبوس التدين أخطر الأنواع وأشدها فتكا بمنظومة العيش السليم؛ فالذين يشترون بآيات الله الثمن، يظهرون أنفسهم أنهم المحاربون باسم الدين المدافعون عن الشريعة الإسلامية ومقاصدها ورؤوسهم يعيشون حياتهم الخاصة المترفة وفتح لهم مالم يفتح لغيرهم فعمروا واستأثروا واترفوا!
‏فهل يرعوي تنظيم الإخوان اليمني عن غيه ويعود إلى بناء منظومة العيش المشترك السليم بعيدا عن التطرف والإرهاب؟
أعتقد جازما أنهم لن يلتفتوا لمثل هذه النصائح فضلا عن قراءتها، ولكنها معذرة للتاريخ وللشهود والمرء الحكيم يسعى أن يخرج سليما معافى من ذرة فساد أو عنت حصل لأخيه الإنسان...