أخبار وتقارير

الأحد - 29 نوفمبر 2020 - الساعة 02:03 م بتوقيت اليمن ،،،

عين العرب | متابعات

وصفت مصادر سياسية يمنية التصعيد العسكري في جبهات محافظة أبين بأنها محاولة يقف خلفها طرف إقليمي معاد للتحالف العربي يسعى لإفشال تشكيل الحكومة اليمنية التي بات الإعلان عنها وشيكا وسط اتهام من المجلس الانتقالي لخصومه باستعمال مسيّرات تركية حديثة في المعارك.

واعتبرت مصادر يمنية أن التصعيد في هذا الوقت الذي يقترب فيه الرئيس عبدربه منصور هادي من إعلان الحكومة المنبثقة عن اتفاق الرياض، بعد لقاء جمعه مع نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، الخميس، في الرياض، محاولة لعرقلة أيّ تقدم في جهود تنفيذ اتفاق الرياض.

ويأتي التصعيد العسكري في أبين مع تحركات مدعومة من قطر وتركيا في محافظة تعز التي أحكمت قوات ما يسمّى “الحشد الشعبي” الإخوانية الممولة من الدوحة، السيطرة عليها، والبدء في مرحلة جديدة لتضييق الخناق على عدن، من خلال التمدد في محافظة لحج، بالتزامن مع تزايد الهجمات الحوثية على محافظة الضالع.

وتشير مصادر مطلعة لـ”العرب” إلى أن القرار العسكري للكثير من القوات المحسوبة على الحكومة الشرعية، والتي تمّ تشكيلها في الآونة الأخيرة بدعم قطري، في منأى عن التوجهات السياسية المعلنة لقيادة “الشرعية”، فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق الرياض، وتوحيد الجهود لمواجهة الانقلاب الحوثي.

وتؤكد المصادر وجود تنسيق قطري – تركي لدعم توجهات إخوانية لاجتياح العاصمة عدن من خلال التصعيد العسكري من شرق عدن وشمالها، وتحريك الخلايا النائمة من داخل المدينة بهدف إسقاطها، وطيّ صفحة اتفاق الرياض بشكل كامل، وفرض الأجندة المدعومة من الدوحة وأنقرة على كامل المناطق المحررة في جنوب اليمن.

وبالتوازي مع انحسار وجود الإخوان والحكومة الشرعية في شمال اليمن، بعد سقوط محافظة الجوف ونهم ومناطق واسعة من البيضاء ومأرب، يسعى الإخوان للتمدد جنوبا على قاعدة اتفاق غير معلن بين أنقرة وطهران والدوحة لتمكين الحوثيين من شمال اليمن، وتسليم الجنوب لجماعة الإخوان بهدف خلق مشروعين معاديين لدول التحالف في اليمن.

وتمكّن الإخوان تحت غطاء الشرعية، ومن خلال سيطرتهم على مؤسسات الشرعية والجيش الوطني وبتمويل من قطر ودعم لوجيستي واستخباري تركي، من السيطرة عمليا على معظم محافظات جنوب اليمن حيث تسيطر قوات الإخوان على محافظة شبوة وأجزاء من أبين وشمال محافظة حضر موت، إضافة إلى السعي للتمدد في محافظة لحج، وزرع العشرات من الخلايا النائمة في مديريات عدن، انتظارا للحظة الانقضاض على قوات الانتقالي التي تخوض حربا مع الحوثيين في الضالع، بالتزامن مع مواجهات أبين.

وترجّح مصادر يمنية مطلعة لـ”العرب” أن يواصل تيار قطر في الحكومة اليمنية وجماعة الإخوان سياستهما في التصعيد العسكري والتوتير السياسي من داخل مؤسسات الشرعية عبر خطة لتوزيع الأدوار بين قيادات تدّعي حرصها على العلاقة مع التحالف العربي، وقيادات أخرى تعمل بشكل متزامن مع أنقرة والدوحة لتوفير الأرضية المناسبة للتدخل التركي في اليمن، الذي ترجّح المصادر أن يكون عبر محافظة شبوة، وساحلها على بحر العرب، القريبة من القواعد التركية في الصومال.

ووفقا للمصادر تعد محافظة تعز أولى مناطق سيطرة الإخوان التي تعلن موقفها المعادي للتحالف العربي عبر تسريبات وتصريحات رسمية مناهضة لدول التحالف ومساندة لمشروع قطر وتركيا في اليمن، حيث وصف القيادي الإخواني السعودي المتواجد في لندن، سعد الفقيه، في تسجيل مرئي، قيادات الإخوان في المحافظة بأنها كانت السباقة في إعلان موقفها الذي يمكن أن ينتقل خلال الفترة المقبلة لمحافظات أخرى تعلن فك ارتباطها بالمشروع العربي الذي تقوده السعودية.