عمر أحمد الجوهي لم تمنعه إعاقته الحركية طيلة ثلاثين عاماً أن يحلق في سماء الإبداع كاتبا ومؤلفاً ،ارتبط اسمه مؤخراً بمسلسل جذب انتباه قطاع عريض من محبي الدراما (( مسلسل الجمرة )) إلتقيناه في منزله الكائن بمدينة شحيربمديرية غيل باوزير حيث دار الحوار بيننا في أغلبه عن المسلسل بجزأيه الاثنين :
- وحي فكرة المسلسل من أين التقطتها ؟
الكثير لا يعرف أن المسلسل ينطلق من قصة حقيقة واقعية وهي تمثل المرأة البدوية الحضرمية الشاعرة واتت فكرة القصة لإبراز هوية المرأة الحضرمية إضافة إلى ربط أبناء اليوم بماضيهم والاعتزاز به .
- ما هي المدة التي قضيتها وأنجزت خلالها قصة المسلسل؟
فترة أي عمل تختلف بحسب ملابسات العمل وضغوطه وعمل قصة الجمرة كنت فيه مضغوطا واخذ مني جهدا ليس بالهين بالنسبة للجزء الأول من العمل استغرق سنة كاملة بينما استغرق الجزء الثاني قرابة السنتين.
- رواية الجمرة أعتقد أنها أول عمل قصصي لك إذا استثنينا كتاباتك التاريخية ؟
لا لم تكن الأولى بل لي سبقتها قصص بعضها مطبوع مثل ( حكايات عرب البادية والريف ) و( مسن في جسد مولود ) وبعضها لا زال تحت الطبع إضافة إلى عدة كتب تاريخية ككتاب ( صفحات من تاريخ الجوهيين ) مطبوع .
- عند العمل على إنتاج القصة في جزئها الأول كمسلسل هل كانت تعطي رأيك ؟
للأسف حالتي المريضة ( معاق حركياً ) لم تسمح لي بحضور جلسات التصوير لكن المعالجات الفنية والأدبية كانت تتم مع المخرج مباشرة وبسلاسة تامة .
- هل ثمة فرق بين قصة المسلسل مكتوبة وممثلة ؟
أكيد ثمة فرق لأن التمثيل هو إحياء لشخوص القصة واقعاً مشاهداً وللأمانة كان الجزء الأول أكثر ارتباطاً بنصي الذي كتبته وكان التعامل سلسلاً مع الطاقم المنفذ .
- أتعتقد أن المسلسل بنسخته الأولى ظلم القصة الحقيقة ؟
عند تحويل أي نص إلى عمل درامي اعتقد انه لابد من وقوع اختلاف في تقييم وتقدير إيصال فكرة النص إلى المشاهد واعتقد أن العمل لم يعط العمل حقه الكامل حيث كانت الفكرة المتجردة في عقلي هي حضرموت وليست شخصية الجمرة وطبعا في الأخير هذا أمر تحكمه رؤية الطاقم المنفذ و ما تفرضه أصول مهنتهم .
- مسلسل الجمرة بعد عرضه هل تعتقد أن صفة (عمل حضرمي ) تنطبق عليه ؟
لا يمكن أن يكون حضرميًا محضًا لأنه تمت به بعض التجاوزات مثلاً في اللهجة واللبس وتناول الفنون بشكل عشوائي .
- هل نلت حقوقك الأدبية والمالية كاملة في الجزء الأول ؟
بالنسبة للحقوق المالية اعتقد أنها لم تكن منصفة ( تصدق أن القهوجي نال مثل الكاتب ..يضحك ) وبالنسبة للحقوق الأدبية كانت جيدة جدا ومحفوظة .
- لماذا لم تعمد عند تأليف القصة إلى ربطها بحدث تاريخي مر بحضرموت كالمجاعة أو حدث من الأحداث التي تركت أثراً على تاريخ حضرموت ؟
صحيح وللأسف لم افعل ذلك ولكن الجزء الثاني والذي كتبته ربطته بشكل كبير بالواقع الحضرمي البدوي ودمجته وأشبعته كثيرا من العادات الحضرمية البدوية الصرفة ( مثل عرف الشنافة عرف النقا عرف الحلافات ) بل واختتمته بمشهد يجسد تلاحم حضرموت وأهلها لكن للأسف بحسب ما بلغني أنه تم التصرف بشكل كبير في النص بما يخرجه تمامًا عن المسار الذي رسمته أنا وذلك بعدما أحيل إلى مختصين أردنيين .
- كلامك هذا يعني أنه قد تم تجاهلك كلياً أثناء الإعداد للجزء الثاني ؟
للأسف لن تصدق إذا قلت لك أنني فوجئت مثلما تفاجأ الجميع من هذا التجاهل وان العمل تم وأنجز كاملًا من غير العودة إلى ولا استشارتي في أي نقطة وأن العمل أسند إلى مختصين أردنيين تصرفوا في السيناريو بشكل كبير حيث أعتقد انه سيشوه فكرة حضرمية القصة وفكرة الكاتب بشكل كامل ، صحيح إلى الآن لم نشاهد العمل لكن الإرهاصات والتسريبات التي وصلتني تفيد بإلغاء كثر من المشاهد والأحداث التي تعزز حضرمية العمل بل وأتوقع أن يلغى المشهد الأخير من القصة ورمزيته في تحالف كل أبناء حضرموت . و ربما لن تصدق إذا قلت لك أيضاً أنه لم يصلني أي عقد ولم أوقع أي شيء ، فبعد كتابتي لهم القصة بجزئها الثاني لم يتم التواصل معي أبداً في بخصوص أي شأن فني أو أدبي ولا أي حقوق مالية أثناء إعداد العمل.
-هل تعني أن القناة التي أنتجت المسلسل السنة الماضي أو الشركة المنفذة قبل مباشرة إعمال الجزء الثاني لم تتواصل معك أبدا إلى الآن والعمل قد أنجز؟
التواصل جرى مع احد مندوبي الشركة المنفذة عند كتابة النص ، كما وُعدتُ بزيارة إلا أن الزيارة لم تتم ، وبعد أن حصل التجاهل أثناء تنفيذ العمل إلى أن أُنجِز كاملاً ، ونظراً لظروفي وإعاقتي الحركية قام بعض المعارف بالتواصل بإلحاح مع القناة التي نفذت الجزء الأول والشركة المنفذة حالياً والذين قالوا أن الحق المادي محفوظ لكن إلى الآن لم يصلني العقد الذي وعدوا به ، ولكن أنا أكبر ما يقلقني أن يخرج العمل مشوهاً لحضرمية العمل ولفكرة الكاتب أو أن تضيع حقوقي الأدبية .
- من تعتقد أنه المتسبب الرئيس ومن تلوم في هذه التداعيات وما يبدو أنه خلاف ؟
ألوم نفسي بشكل رئيسي لأن الأمور تمت بدون مراجعة قانونية .
- هل أنت بصدد المقاضاة ... ومن ستقاضي القناة أو الشركة المنفذة ؟
ممكن جداً إذا لم تحل الأمور بشكل ودي ومنصف .
- كلمة أخيرة توجهها إلى من تحب ؟
بعد الله نناشد الشيخ عبدالله أن يطلع على التفاصيل ، كما لا يزال أملنا قائماً في إدارة القناة الراعية للعمل أن تعالج هذه الإشكاليات بما يحفظ للجميع حقوقهم .
أ . هـ
أجرى الحوار:
أمجد الرامي
