مجتمع مدني

الخميس - 18 نوفمبر 2021 - الساعة 10:49 ص بتوقيت اليمن ،،،

خاص - عين العرب


أعده لـ عين العرب: أمجد الرامي

مركز آفاق أوقد اليوم شمعته السابعة مكللاً مسيرة استمرت منذ 2014 م ، سنوات مليئة تضحية ومحبة و إخلاص من قبل كل أطراف هذه العلمية التربوية بالمديرية  ، مركز آفاق لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة هو مركز تدريبي غير ربحي تابع لجمعية آفاق لدعم ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة . ويعمل على تقديم خدمات العناية النهارية للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ويضم حالياً 101 منتسباً .

حكاية فخر :

لا يمكن لزائر معرض الذكرى السابعة لتأسيس المركز إلا ان ينحني إجلالاً لمربيات ومربي المركزوالعاملين فيه ، إنهم يقدمون جهداً فوق طاقة البشر لكنه جهد وقوده المحبة ، وحق لعمل وقوده المحبة أن يبرز .

الأستاذ خالدالسيؤني رئيس جمعية آفاق و كذا الأستاذ مساعد بافرج كان الفخر يملؤهما وهما يؤكدان قائلين ( إن من منتسبينا من التحق بالمدارسالنظامية ونافس وحقق نجاحاً مبهراً )

سألت الأستاذ خالد السيؤني مستوضحا كم عدد الطلاب الذين التحقوا بالمدارس النظامية من منتسبي المركز فأجاب موضحاً : (( لقد استطاع 7 من منتسبي المركز أن يلتحقوا بالمدارس النظامية من المصابين بالتوحد لان الجهد المبذول معهم كان أكثر ، حيث أن كل سمات التوحد كانت موجودة لديهم بداية ، و قد مكثوا معنا قرابة الاربع سنوات وعندما بدؤوا يلتحقون بالمدارس كانوا عناصرًا منافسة بحق وحققوا نجاحات باهرة )) كان فخورا وحق له ذلك .

لا يمكن لمركز كهذا ان يقف على قدميه إلا بجهد كادره وبدعم مجتمعي وحكومي ، وعند استيضاح الأمر من الاستاذ خالد السيؤني أكد قائلاً : (( لا شك أن الشراكة المجتمعية والحكومية كان لها دورفي دعم المركز و تأهيله حيث أكد ان الجميع متعاون لأبعد الحدود وبحسب المقدرة في دعم المركز، بما في ذلك مكاتب الوزارات في المديرية ، خاصة التربية والتعليم ممثلاً بالاستاذ عبدالعزيز عمشوش ، و مكتب الصحة ممثلاً بالدكتور حسني بن فضل ، ومكتب الشؤون الإجتماعية ممثلاً بالأستاذ أحمد الجوهي )) .

الأستاذة فاطمةالاخصائية النفسية

كنت قد زرت المركزفي سنوات سابقة ولحظت أن هنالك اهتمام بالتأهيل حدث ، فها هي الاستاذة فاطمة أخصائية نفسية وعبرها تتم أولى خطوات الانضمام الى المركز ، وبسؤالها عن مهمتها كأخصائية نفسية في المركز أجابت الاستاذة فاطمة (( كأخصائية نفسية في المركز فإن من مهامنا أن نشخص حالة المنتسب ، ولدينا وسائل تشخيص واختبارات على اساسها يتم فرز المنتسبين الجدد بحسب نتائج الاختبارات إضافة الى التشخيص )) .

من التغيرات التي لحظتها أيضاً أنه ثم إنشاء غرفة فحص ومعينة حيث أوضحت دكتورة مها بن دحمان (( أن العيادة ستهتم بالمعلمات والاطفال وستقدم الاسعافات الاولية وانه سيتم تنسيق عيادة اسبوعية بجهود اطباء تطوعوا معنا في المركز )) كما شكرت مدير مكتب الصحة على جهده في تنسيق عمل الأطباء و تجهيز العيادة .

و إذا كان التجهيزأمراً ضرورياً فلا شك أن التأهيل والتعلم أكثر ضرورة ، لذا تظل الحاجة الى تأهيل مستمرلكل الكادر حتى يقوموا بعلمهم على أسس علمية مطعمة بمهارات جديدة .

دعم المركزحكومياً:

يعتبر تأخر وعجلة ممثلي الجهات الحكومية في أي فعالية أمر معتاد ، ربما لانشغالاتهم أو لأمور أخرى ، لكن ما لفت نظري في فعالية مركز آفاق ، هو أنني وجد جميع مدراء المكاتب الوزارية بما فيهم مدير المديرية موجودين وفي انتظار انتهاء تجهيزات المعرض و كانت فرصة لاستعراض آراءهم وما الذي قدموه ويمكن أن يقدموه للمركز .

الأستاذ سالم العطيشي مدير مديرية غيل باوزير كان حريصاً أن يكون من أوائل الحاضرين ، وبسؤاله عما قدمت الجهات الحكومية وعن دورها في دعم المركز أجاب الأخ مدير المديرية قائلا(( نحن نقف مع كل جهد يقدم شيئا من شأنه ان يحدث تغييراً إلى الأفضل في المديرية ،ولك أن تسأل المكاتب الوزارية بالمديرية عما قدموه لهذا المركز، رغم شح الإمكانيات )).

وبسؤال مدير مكتب التربية والتعليم بالمديرية الأستاذ عبدالعزيز عمشوش عن المركز ومدى تعاون المكتب معه أكد الاستاذ عبدالعزيز (( رغم ان المركز غير حكومي إلا أن مكتب التربية بالمحافظة كان سباقاً في حل أزمة المربين والمربيات ، حيث وفر رواتب الكادر بشكل كامل ، واستوعب كافة المربين والمربيات كمتعاقدين ومتعاقدات ، كما أننا في مكتب التربية بالمديرية حريصون دوما على التجاوب مع متطلبات المركز والسعي في انجازها ،والمتابعة لدى مكتب التربية بالمحافظة ممثلة بالأستاذ جمال وكيل وزارة التربية الذي لم يتأخر يوما في دعم المركز )).

وكالتربية لم يتأخرمكتب الصحة بالمديرية عن تقديم ما بوسعه حيث اوضح الدكتور حسني بن فضل مدير المكتب مدى دعم مكتب الصحة للمركز قائلا)) : تكفل مكتب الصحة بتوفيرالعلاج المجاني في المستشفى الحكومي لكافة الحالات المنتسبة للمركز ، كما قام المكتب بدعم المركز ببعض التجهيزات الطبية ، حيث يعتزم إنشاء غرفة فحص طبي لمنتسبي المركز من عاملين وحالات منتسبة )) .

طلاب الطب والصيدلة والتمريض و احتفالية المركز بالذكرى السابعة :

كان معرضاً أكثر من رائع تحوطه المحبة والجمال ، يشع حيوية ونشاطا في جميع ارجائه ، بجميع من فيه مشاركون منتسبون و زائرون . لكن سيجذب انتباهك قطعا شباب ارتدوا مجسمات لشخصيات كرتونية لإضحاك الاطفال والمشاركين

هؤلاء الشباب..عبدالله جمعان ، محمد الشاطري ،محمد الشاعر ، فيصل اليافعي ،عبدالله بن بشر،باسل بامرحول وغيرهم... هم طلاب كليات طب بشري وصيدلة وتمريض ورغم أنهم ليسوا من قاطني المنطقة لكنهم أخذوا على عاتقهم ادخال البهجة والبسمة ، قلت لهم إننا فخورون بما صنعتم فأجابني شاب يفيض البشر من وجهه : ((  بالعكس شرف لنا ان نكون في هذ المركز الذي يساعد الطلاب ونتمنى ان نكون ونقدم ولو شيئاً صغيراً امام الشيء الكبير الذي قدمه المركز)) ذلك الشاب هو عبدالله اليافعي طالب طب بشري في المستوى الثالث .

المعرض والمشاركون:-

المعرض ضم أقساماً متنوعة منها ركن الاسرة المنتجة ، المسابقات والترفيه ، ركن الضيافة ركن الإعلام ,ركن الطبق الخيري ، ركن الصحة ، ركن التوعية، ركن ضع بصمتك ، ركن المعاينة ، ركن الضمور ركن المكفوفين ، ركن التوحد ، ركن مهارات التخاطب ، الصم والبكم ، ركن صعوبات التعلم ، متلازمة داون ، ركن الإعاقة الحركية ، ركن التصوير.

ادرس جميع الموادالدراسية بالإضافة الى لغة برايل :

سترسخ هذه العبارة في ذهنك عندما تغادر ركن المكفوفين والصم والبكم ، حيث يقولها كل طفل بعد ان يختم شرحه التوضيحي لما وكل به .... ستجد في الركن سكينة وعمر وقحطان و بن دحمان ، أحدهم يكتب اسمك بلغة برايل و وآخر يقرؤه وثالث يستعرض ابداعه ... تشعر أمامهم بتضاؤلك وتضاؤل كل مشاكل حياتك ومعوقاتها ، وستنحني أمام صلابتهم و إرادتهم في تغيير واقعهم .

ستخرج من هذا الركن والعبارة ( ادرس جميع المواد ... ) ترن في أذنك حتى تدعوك بعد إفاقة الى التساؤل كيف لم تتم مراعاة حالاتهم ...إنهم يدرسون نفس منهج المدارس النظامية فياللعجب .

في أحضان محمد بن دهمش

كانت صورة أبوية أكثرمن مؤثرة حينما دخلت قسم التوحد ومتلازمة داون حيث كان الأطفال يحفون به من كل جانب غير آبهين بمن حولهم ، يبادلهم الضحكات ويعرض عليهم أن يلتقطوا صورة معه .التقطت صورة لهم والتقطت معها كل فيوض المحبة .

لم يكن الأخ محمدبن دهمش هو الوحيد الذي تشدك عاطفته بل الأمر يكاد يكون كسكينة هبطت على قلوب كل مربي ومربيات وكادر المركز ، يالها من قلوب عظيمة ، استطاعت ان تحتوي هذه الأجساد الغضة .

يوجد بالمركز أكثرمن خمسين مربي ومربية ، يستحقون كل الاهتمام والدعم ، التقيت بالأخت وردة الاشولي وأبديت لها استغرابي بل اعجابي بقوة تحملهن وصبرهن ثم سألتها عن أبرز الصعوبات التي تواجههم فاجابت : (( بالنسبه للصعوبات تتلخص في النقاط التالية:-

- عدم وجود مبنى مهيألهم

- الاحتياج المستمرللتأهيل لاختلاف الاعاقات وتنوعها

- الدعم المالي والعينيالمستمر لعدم التبني الكامل من قبل الدولة.

- عبئ المواصلات والمحروقاتالذي ارهق كاهل الاهالي وإدارة المركز. )) وفي انتظار من يذلل هذه الصعوبات آباء و أمهات بحاجة لمن يعينهم خاصة مع الانهيار في العملة الوطنية مؤخراً

وداع :

حين تغادر هذا المركز تشعر وان كل قيودك آلامك أحزانك قد تبددت ، وحل محلها أمل في تغيير حياتك ، تغادره وانت تسائل نفسك من الذي يستحق أن يطلق عليه لقب معاق ( سيء الصيت ) أهي هذه الأجساد الملائكية في هذا المركز أم أنه أنت .  أ هـ

تقرير من إعداد :

 أمجد الرامي