كتابات وآراء


الأربعاء - 08 يناير 2020 - الساعة 07:26 م

كُتب بواسطة : حسين الحنشي - ارشيف الكاتب


لو وجه مواطن لبناني سؤال لحسن نصر الله قائلاً:امريكا قتلت مواطن ايراني وما دخلنا نحن في لبنان بالأمر لماذا نحن من يرد ويدخل حرب مفتوحة من اجل مواطن إيراني ؟
او سال مواطن يمني عبدالملك الحوثي ذات السؤال ما الذي سيكون الرد ؟
الرد ان كان صادقا وشفافا سيكون تعبير حرفي عن الاستلاب والتبعية وانعدام السيادة ودليل عمل ضمن المشروع الفارسي ضد العرب !
ولو سال مواطن سوري قيادة الإخوان في سوريا :تركيا وأردوغان لديهم حرب في ليبيا من اجل مصلحة تركيا فلماذا نحن نذهب نقاتل بدلًا عنهم وإعلامنا يساندهم ؟
او سال مواطن يمني توكل كرمان :السعودية قتلت مواطن سعودي ودخلت في صراع مع تركيا لانه قتل على ارضها لماذا تقفين مع تركيا ضد السعودية من مصلحتنا نحن حتى تجندوا كل اعلامكم مع تركيا ضد السعودية ؟
غالبًا الإجابة عن السؤالين ان كانت شفافة فهي تعني استلاب كلي للإخوان وعمل ضمن المشروع التركي ضد العرب !!
من الطبيعي ان يكون هناك مشروع عربي قومي وان تكون الدول العربية الكبيرة تقود الصغيرة فيه فهو مشروع قومي يقابله مشروعين فارسي وتركي في المنطقة وهناك صراع قومي وبالتالي طبيعي ان يكون اي مسؤول او إعلامي عربي او حزب او جماعة عربية قومية ضمن هذا المشروع وكذلك طبيعي ان يكون هناك مشروع فارسي وهناك مواطن او مسؤول فارسي او جماعة فارسية مثل يعمل ضمنه وكذلك طبيعي ان يكون هناك مشروع قومي تركي وطبيعي ان يكون هناك مواطن او مسؤول تركي او جماعة او حزب تركي يناضل من اجل مشروع قوميته كل ذلك طبيعي .!
لكن ليس من الطبيعي ان يكون هناك مثلا مشروع قومي عربي وان يخدم فيه مواطن او مسؤول او جماعة او حزب إيراني ضد بلده او مواطن او مسؤول او جماعة او حزب تركي ضد قوميته !
وليس من الطبيعي ان يكون هناك مشروع قومي فارسي يعمل فيه حزب او جماعة او مواطن تركي او عربي ضد قوميته !
وليس من الطبيعي ان يكون هناك مشروع قومي تركي يعمل فيه حزب او جماعة او مواطن فارسي او عربي ضد مشروع قوميته !
ومع كل هذه البديهيات القومية نجد العكس فلدى اتباع (المرشد العام الاخواني ) (إسلام سياسي سني ) حديث فيه تضخم السيادة ضد اي وجود عربي لنصرة بلد عربي ولو بدعوة رسمية مثل وجود السعودية والإمارات في اليمن رغم انه (عربي ) ويعتبرون ذلك انتهاك للسيادة بينما يعتبرون تدخل تركيا في سوريا وهو بدون دعوة رسمية مباح ولا يخدش السيادة وسيادتهم في نوم مستريح معه !
ونجد اتباع (المرشد الأعلى )(إسلام سياسي شيعي ) تدخل السعودية والإمارات انتهاك للسيادة في اليمن رغم انه بدعوة رسمية و(عربي )ويعتبرون تدخل ايران في اليمن عبر الحوثيين وهو انقلاب مباح ولا يخدش السيادة !!
ويعتبر الطرفين تدخل مصر والسعودية والإمارات لدعم الجيش الوطني الليبي المؤيد بالبرلمان المنتخب ضد سيادة ليبيا بينما تدخل تركيا في ليبيا بدعوة حكومة لا سيادة شعبية او برلمان لها مباح ولا يخدش السيادة !

هذا هو الانفصام السيادي بامتياز فان تعمل لمشروع قومي غير عربي ضد المشروع القومي العربي هي (سيادة) وان تعمل ضمن المشروع العربي ضد المشاريع الغير عربية فهذا (انتهاك للسيادة )!
هذا تشخيص مرض جماعات الإسلام السياسي العربية والعلاج ان تعي ان عملك في مشروع قومي خارجي ضد مشروع قومي لأهلك لن يجعلك قومي تركي ولا قومي فارسي او يجلب لك تقدير بل ان هذا العمل يسمى (عمالة ) وانتهاك سيادة لا غير حتى عند من يوظف من الفرس والأتراك بينما عملك مع اي قطر عربي ضمن المشروع القومي العربي لا يعني الا كونك قومي عربيا تستحق التقدير والسلام!