الثلاثاء - 24 ديسمبر 2019 - الساعة 06:14 م
سعيد أحمد بن إسحاق
أيام قلائل فقط ويتغير رقم ويأتينا البديل عنه ليزيد العمر برصيده.. كل شيء يتغير وتتغير معه الاحتياجات والمتطلبات ونبقى نحن كبشر حول الدائرة المستديرة قابعون احيانا امام الطاولة المربعة متربعون نتحاور بالاستراتيجية ونتناقش للتنمية دورات طوال الفصول الاربعة نقف امام الكاميرات للذكرى ونتسلم الشهادات التقديرية وما أكثرها وما أجمل ألوانها وخطوطها تعبر فقط فترة الحضور والانصراف واجرتها، ذكريات وتعارف للوجوه ولكنها مشاركات فاقدة للمضمون والمعنى.
عام بالقريب عني ماضيا والتخطيط فاقد للمعنى والتعاون قائم على ما تمنى، تكودت فيه المشاكل حتى الارض لم تسلم وبقي الجوع متربعا والكادر مقبورا والفاسد بارزا.
عام صعب تحليله بطرق التحليل الاحصائي والنماذج الرياضية فازدحمت المدن لافتقارها للتخطيط برغم المنظمات الوافدة لعلها تجد الماء لترتوي من منابعه.. لكن كيف لها ان تجده من مارق يلهث ومنافق يعرض بضاعته للغريب الباحث؟!
دراسات وبحوث قائمة على بيانات احصائية معلوله فكيف لها ان تعطي توصيات عملية واقعية؟! فالعلة لا تصدر قرار.
يجب ان يعلم المارقون ان التنمية تعني تغير وتبدل كيفي في ظاهرة التوسع الحضري.. وان النمو يعني زيادة كمية في حجم الظاهرة، وان هناك فرق في أن يكون النمو الحضري مقتصرا على عدد محدود من المدن أو يكون موزعا بشكل متجانس بين المدن.
يا حسرة على وطن وفيه مدربون يتحدثون عن الاستراتيجية ولا يعرفون معناها وقد تأكد لنا فقر معرفتهم عند سؤالنا عن البديل، فتجده يقلب رباطه (الكرفته) لعله يجد فيها جوابا للسؤال.. لا يعرف أن الاستراتيجية تعني الإطار الشمولي العام الذي يوجه عملية التخطيط، بينما (البديل) هو الاختيار الممكن والمناسب ضمن هذا الإطار الشمولي وهناك رباط بين التعبيرين ولكن ليس كرباط(كرفتة) بعض المدربين الذين ظهروا مؤخرا بقاعة فندق كورال مؤخرا تسمى وضعية Situation وأخرى ظرف Condition فالذي يحدد نوعية البديل المختار هي طبيعة الظروف السائدة في وضعيات معينة.
يامن حذرناهم من مغبة التغافل والتهاون والعشوائية بالبيانات الاحصائية وانعكاس ذلك على سلبيات القرارات وبالتالي افشال ما يتمناه المرء فأعلموا: أن التخطيط عبارة عن تقرير خطة عمل متكاملة لمواجهة أحوال وأحداث مرتقبه سواء لفرد أو مجموعة أفراد.. ولتحقيق أهداف معينة في فترة زمنية محددة وبحيث يتوفر لهذه الخطة المرونة الكافية حتى تتمشى مع ديناميكية الحياة، وأن يتم ذلك في إطار فكر سليم لا غموض في عناصره، اذا كنا حقا نطمح بعملية تخطيط مستمر يتم على مستويات محلية وإقليمية..
حافظوا على بيانات إحصائية قائمة على تعاريف ومفاهيم ومنهجيات حسب معايير واتفاقيات ومعاهدات دولية متفق عليها من مراكزها الإحصائية حسب كل دولة على حدة لتعطى لها رسمية المصدر (الجهاز المركزي للإحصاء).
نتأمل خيرا من عام جديد لتصحيح أخطاء عام مضى.. ويجب ان نعلم ونفهم جيدا أن البيئة وارتباطاتها بالإنسان لا يمكن ان تتم إلا ضمن إطار شمولي يأخذ بعين الاعتبار كل الارتباطات والعلاقات القائمة بين الظواهر.
كما أن تعقيد وتشابك العلاقات تفرض على المحلل البحث عن مصادر للإحصائيات والبيانات والمعلومات عن جميع النشاطات، وتتراوح هذه المعلومات من معلومات عن الواقع وخصائصه وصفاته وأنواع الظواهر الموجودة في منطقة من المناطق والمتغيرات التابعة لكل ظاهرة.
فيا ترى الى أي مدى تصل رسالتي لإنقاذ مصدر البيان الاحصائي من مارق تمرد ومنافق تبجح؟!.
