كتابات وآراء


السبت - 28 مارس 2020 - الساعة 01:27 م

كُتب بواسطة : أمجد الرامي - ارشيف الكاتب


هل علمتم لماذا كنا نلح ونحذر عموم الناس من ترك تسليم عنان الأمور التوعوي في هذه الأزمة إلى رجال الدين ... وليس إلى الأطباء الذين هم أولوا العلم الحقيقي في هذه الأزمة ... انظروا إلى كم الفتاوى المتناقض في مسألة ينبغي أن تكون بدهية ( الحفاظ على النفس وعلى عموم الناس من خطر متوقع ) ... هل رأيتم تناقضهم هل رأيتم مزايدات بعضهم ... اليوم في مسألة تعليق إقامة الجماعات وغداً في مسألة لبس الكمامة وبعد غد في حكم الحجر الصحي و حكم العمل في المستشفيات و... و..و ... مناكفات لا تنتهي ... وأحيانا مزايدات .
صحيح أن أولي الفكر الديني فيهم من يطرح طرحاً مواكباً للمنطق والعقل لكن هذا يتبخر بفتوى أمام فتوى و رأي أمام رأي
يجب الاعتراف بأن أولي التفكير الديني قدموا دوراً سلبياً بشكل عام بجانب عوامل أخرى على أكثر من صعيد
الأول :
اعتقاد المعاملة الخاصة من الله بالحماية التي تتجاوز الأسباب .
الثاني :
واقع الصراعات بين التيارات و التي استخدمت الأزمة في المماحكات بينهم .
الثالث :
مساواة ضرورة الاحتياجات المعيشية الحياتية بإلزامية الشعائر الدينية وأحياناً تفضيلها بمسوغات غير عقلانية .
لم تخبرنا السيرة ولا السنة عندما صاح المؤذن في القوم أن صلوا في رحالكم عن نشيج الصحابة وبكائهم لعدم صلاتهم جماعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ... رغم أن خطر الخروج إلى الصلاة حال المطر لا يعدو أن يكون إلا مجرد انزلاق أوكسر لطرف أو ما أشبهه فما بالك بوباء هز دولاً عظيمة وأربكها ومن يطبقون هذه القرارات هم مؤمنون مثلكم وليسوا كفرة قريش كما يقول بغض المتندرين ساخراً ... يتحججون بأمرين .
أولهما:-
أن المرض لم يقع وأنه ظني وهذا من آكد الأمور على جهل القوم عما يتحدثون عنه فالمختصون يقولون أن المرض يكمن إلى من 14 إلى 21 يوماً فإذا ظهرت حالة فهذا يعني أنها مكثت 14 يوما تنشر المرض في المجتمع ( حالة واحدة أعدت ما يقارب 1200فرد ) .
الأمر الثاني :
كون الأسواق والمحال مفتوحة للرواد فلم تغلقون دور العبادة .. سبحان الله أليس الأجدر بأرباب الإيمان أن يأخذوا بزمام المبادرة فيكونوا هم أول من يطبق ولا يقرنون أنفسهم ووضعهم بالسوقة ( وهنا ننبه السلطات إلى ضرورة سد هذا المدخل حتى وإن كان متهافتاً ).
ولو أن قراراً كهذا صدر من جهة من ينصرونه أو من حزبهم الذي يجلونه لوجدت التبريرات ... وسيقولون أن هذا المنع فيه تحقيق لمصلحة وأنه إحياء لسنة ولحكم شرعي وخلافة كأحكام البغاة التي لولا الفتنة التي حصلت في عهد الصحابة لما عرفناها ونحو هذا ...
ضرورة لجم فوضى الفتوى أمر ملح خاصة في أوضاع خطيرة كهذه ... وأهل الطب وناسه هم أولو العلم في هذه المسألة .. ثقتنا برحمة الله ثم بالميكروسكوب .
كتبه أمجد الرامي