كتابات وآراء


السبت - 25 أبريل 2020 - الساعة 12:10 ص

كُتب بواسطة : أمجد الرامي - ارشيف الكاتب


لا يمكن إنكار ما للقومية من أثر فبها تشاد الدول وبعصاها تساس البشر ، خاصة في أوقات التحولات الكبرى كالتي نعيشها واقعاً ، لكن أحياناً يكون هذا الانتفاخ القومي قاتلاً .... حدث مثل هذا لأمم عظيمة ، الألمان أنموذج صارخ لهذه الحالة ... حيث سبق النهوض الألماني وتوحشه النازي دفعة فكرية قادها فلاسفة ومفكرين عظام جعلت من العرق الآري في نظر الألمان أسمى الأعراق . انتفاخة ساقتهم إلى الانفجار و الموت. لم يبعد من قال أن الكلمة تقتل فقد كان .
شيء من هذا يحدث في حضرموت مع التحفظ على مستوى المقارنة فليس لدينا أمثال نيتشه . سوق الوهم لدينا رائجة أباطيل خرقاء وأسمار زرقاء .. مرة باسم التفاؤل و باسم القدر تارة أخرى.. من قبيل ( حضرموت ليست كغيرها )... و ( حضرموت الله حارسها )
أعلم أنه من الإجحاف بمكان أن نتجاهل مكانة حضرموت وميزاتها لكن من العته فصل هذه المزايا والمكانة عن المؤثرات والعوامل التي صنعتها وأنها ترتبط بها وجوداً وعدماً .
ما اكتسبناه من صفات ومزايا إنما هو تراكم لتطور حضاري إنساني يمكن لأي شعب أن يحظى به إذا مر بنفس المؤثرات التي مررنا بها . يجب أن ندرك ذلك وأن نعي أيضاً أنه قد مرت بنا أدوار كنا فيها أسوأ حالا من غيرنا فقبلنا كل غريب إلا قبولاً بإخواننا ... ونجحنا في كل صقع خلا ديارنا... وأصبح قوتنا فيها قليل وقولنا عنها كثير ... نقيم الصلاة غرباً إن أقيمت شرقاً ونقنت ظهراً إن قنت بعضنا فجراً .
أدوار كان الحضرمي فيها عندما يتحدث عن تميز حضرموت... فإنما يعني جهته . و قبيلته وقريته إلى أن يصل إلى بيته في أضيق الحدود .
حضرموت يا سادة كغيرها بل ربما كان حالها أسوأ في بعض مراحلها.... اقرؤوا تاريخها ... بلد كغيره بإيجابياته وسلبياته ، مراحل علت فيها حضرموت ومراحل انحطت شأن الله في المداولة .
قطعا هي ليست ارض الميعاد .. ولا شعبها شعب الله المختار....فلم يرد نص واحد في تقديسها ولو قتلتم أنفسكم بحثاً في كتب التراث عنه ... وهبكم جدلاً وجدتم أليست أرض الشام الأرض المباركة أمامكم .. وفيها عشرات الآيات والأحاديث تعلي من شأنها وتقدس أركانها.
والأحمق من يصور لكم ذلك والأشد حمقاً من يصدق. نحن خلق من خلق الله يطرأ علينا ما يطرأ على الآخرين ... فلسنا بمعزل ولا بمنأى عن سنن الكون ، مؤلم احتياجنا أن نقرر مثل هذه الحقيقة الآنفة لأنه دليل على وجود أزمة ضربت في الوعي الجمعي للقوم .
حضرموت اليوم ليست قطعا حضرموت الأمس كل شيء يتبدل فيها سريعا القيم الأخلاق المبادئ ونحن اليوم إنما نقتات على سمعة صنعها التراكم الحضاري الذي مرت به حضرموت ، سمعة تتناقص... رويداً ...رويداً وسيأتي يوم وتتلاشى حتى تغيب
كلياً ونصبح عندها أعضاء طبيعيين ضمن محيط التوحش والعنصرية العربيين
ختاماً....
يقولون:- إن المثقفين لا يفرضون حلولاً...... فقط إن أنصفتهم هم يصفون ...
و أحياناً يشيرون .. وإلا هم في أبراجهم سالمون