كتابات وآراء


الإثنين - 04 مايو 2020 - الساعة 03:22 ص

كُتب بواسطة : وجدي صبيح - ارشيف الكاتب


في ظل وضع سياسي وإداري معقد ومتداخل يلقي بظلاله على حياة المواطنين ، و أطراف سياسة متعددة ومتحاربة فقدت الكثير من مصداقيتها ، وجهات صحية تفتقر إلى الشفافية، فأن المواطن يتعرض لضغط كبير وأرباك متزايد وهو يواجهة أزمة كورونا رغم التفشي الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام دولية ومنظمات صحية عالمية ولجنة الطوارئ المحلية لمواجهة كورونا وحديثها عن تصاعد سجل الأصابات والوفيات وتفشي العدوى بفيروس كورونا من محافظة إلى أخرى .

أن النتيجة الحتمية لهذا التشويش والأرباك وعدم الشفافية ، خلق صورة متقطعة وغير وأضحة لدى أغلب المواطنين مع كل أعلان ومستجد يصدر عن اللجنة العليا للطوارئ ، وولد تراخي وتساهل زادت وتيرته وأزال الجدية عن التدابير الوقاية التي كان قد أتخذها الكثير من المواطنين لحماية أنفسهم وأسرهم ، وكذلك السلطات المحلية ومنها السلطة المحلية بحضرموت فقد ضاعت هي الأخرى في ساحبة هذا التشوية والأرباك وعدم اليقين وهذا وأضح في رفع التدابير وتخفيف القيود الوقاية الوبائية إلى حد التسيب والتساهل رغم كل المستجدات الصحية والوبائية في المحافظات الأخرى .

وفعلاً أغلب المواطنين اليوم يتعاملون بعدم الثقة مع كل المستجدات ألتي تعلن عنها اللجنة العليا للطوارئ برغم التطورات وأعلاناتها اصابات مؤكدة جديدة في عدن وتعز وتزايد وفيات مسجلة بهذا الخصوص ووفيات أخرى مجهولة الأسباب .

أن الأرباك والغموض الذي يحيط بالوضع الصحي ، والنفي والتأكيد الذي يلف حالات الأصابات بفيروس كورونا المعلنة، صير ألمواطن إلى ضحية وفريسة سهلة لهذا الوباء وهذا الصامت القاتل إذا ما كان فعلاً يتفشى في مجتمعاتنا ،وسنكون في الأيام القادمة ندفع أثمان باهظة لا تقدر بثمن ، ما لم تخرجنا الجهات المختصة والمسؤولة من هذا الغموض والضبابية وعدم اليقين التي نعيشها ،وما لم يتحلى المواطن بالوعي والمسوؤلية تجاه نفسه وأسرته ويتجنب كل ما من شأنه أن يقلل من خطورة هذا الوباء وكلاً من يريد أن يرسم له صورة مضللة وخادعة عن الوضع الصحي الذي تعيشه البلاد والمستجدات على هذا الصعيد .



وفي ظل عدم الوضوح هذا يتعين على السلطة المحلية بحضرموت أن تمضي في إتخاذ التدابير الوقاية التي تم رفعها وان تقدم على قرار شجاع بخصوص الدخول إلى المحافظة وتكثيف جهود الوقاية والأحتراز ، وتقيد حركة الوافدين ، حفاظاً على حياة وصحة وسلامة المواطنين في حضرموت من أي تفشي للوباء قادماً للمحافظة من محافظات أخرى قد أُعلن عن وجود حالات كورونا مؤكدة فيها .

وما دمنا نعيش على الأرض وليس على كوكب أخر فعلى جميع المواطنين في حضرموت وجميع المناطق التعامل بجدية مع هذا الوباء والتطورات بخصوصه وأخذها على محمل الجد ففي الأخير لن يدفع ثمن التسيب والتراخي هذا غيرنا نحن المواطنين .