كتابات وآراء


الأحد - 08 نوفمبر 2020 - الساعة 11:26 م

كُتب بواسطة : سميحة أحمد - ارشيف الكاتب


إدعاءات الوطنية التي تتصاعد مع إستمرار تشكيل الحكومة، ليست أكثر من غطاء تحاول مراكز القوى التقليدية من خلاله مواصلة هيمنتها التي استمرت منذ عقود، حيث تحولت البلاد بأسرها لقطاعات خاصة لهذه القوى القليلة أمام عامة من أغلبية الشعب تعامل كفائض عمالة وخدمة في مؤسسات بلادها.!
واحد من الملفات التي ماتزال محل لهث مراكز النفوذ في التشكيل الحكومي القادم هو قطاع الإتصالات، الذي يقدم كنموذج لأطراف صراع سياسية تواجه إرادة شعبية لم يسمح لها حتى بالمعرفة لفرض ممثليها المعبرين عنها.
وبينما يقف طرف ليحاول فرض ذات الفشل الذي تكرس منذ العام 2014م ، عبر وزير اتصالات ربما يعد هو الأكثر بقاءا في مقعده ضمن حكومتي بحاح ثم حكومة بن دغر واستمرارا بحكومة معين عبدالملك ،وحيث يمكن ربط حقيقة صراع الهيمنة وتملك قطاع الإتصالات، بمثول حقيقة مقابلة يعلمها كل مواطن وتتجسد في تحول خدمة حكومية كلفت الدولة المليارات لسوق سوداء تحكمها السمسرة والعمولات، لا حضور فيها لمقر رسمي ولا مراكز خدمات ولا مجلس إدارة ..
وشبكة عجزت عن تغطية مديرية كاملة في عدن ناهيك عن المحافظة بأسرها، وحيث يصبح الحديث عن توفرها في المحافظات المحيطة بعدن أو حضرموت ومأرب مثلا"، ضربا" من الحرج لإخفاق الوزير المذكور.
على الجانب الآخر تقف أطراف نافذة بأدواتها السياسية محاولة نيل الفرصة، بتقديم ترشيحات مماثلة من الفشل لتشكل واجهة جديدة لإدارة قطاع الإتصالات كمنحة خاصة ، وهي تسوق مختلف المبررات وتربطها بمزاعم عجزها عن إدارة الحرب.
تنازع هذه الأطراف حول الإتصالات، وافق أن اتحد للهجوم على واحد من الخيارات المثلى التي يمكن القول أنها مرادفة لما كان سيتم لو قدر لإرادة العامة أن تتدخل لتدفع بأصوات وحضور حقيقي لها.
وما يسقطه العارفون بالمهندس مطيع دماج - وهو اليوم أحد الأسماء التي طرحت لشغل حقيبة وزارة الإتصالات وهوجمت بشكل له مبرراته في دائرة صراع النافذين والمخفقين - لا يقال من قبيل المبالغة.
وإذا تجاوزنا جانب الكفاءة الأكاديمية والمهنية المتوفرة والمرتبطة بقطاع الإتصالات في سيرته ، فنحن كذلك أمام واحدة من الشخصيات النادرة التي يدرك نضجها بمجرد الإستماع إليها ، وحيث لا يتوقف الأمر أمام قدرة متحدث أو تحليلات متابع ، بل شخصية سياسية نظيفة لاشائبة فيها ، لم تعد تتوفر بكثرة في زمن الإنحدار الذي أوصلتنا إليه من دأبت على وصف نفسها بالنخب اليمنية.

من صفحة الكاتب على الفيس بوك