كتابات وآراء


السبت - 02 يناير 2021 - الساعة 10:29 م

كُتب بواسطة : وديع منصور - ارشيف الكاتب




في العشرين من يناير سيتعين على ترامب أن يعود مواطنا امريكيا عاديا ، وإن كان محظوظا فلن يضطر للمثول أمام المحاكم بعد ذلك . هل هذه شخصية ترامب ؟ هل سيرضى أن يغادر البيت الابيض هكذا بدون ان يسقط احجار الدومينو ، وهو اسقط بعضها على اي حال خلال الاربع السنوات .

حاول ترامب ومستشاروه وفريقه القانوني التشكيك بعمليات التصويت ، لكنهم فشلوا ، على الرغم من ان اربعة وسبعين مليون امريكي مازالوا مؤيدين لترامب وبقوة . لكنه إقتنع هو ومن معه أن لا امل يرجى من مواصلة السير في هذا الطريق مع قرب تاريخ العشرين من يناير . حتى دعوته لمؤيديه للتظاهر ليست خطته الحقيقية لقلب الموازين على دولة بايدن العميقة . ولكنها خطوة هدفها القاء المزيد من الضغط على إدارة بايدن القادمة .

يفكر ترامب بأمر أكبر يجعل من إدارة بايدن غارقة في امر أكبر من الوباء واكبر من الوضع الاقتصادي المتردي . والكلمة السحرية هي إيران ، فاشعال الحرب مع إيران سيجعل شرارة هذه الحرب تنتقل لادارة بايدن .الطلقة الاولى ستكون كافية لاشعال الحرب .. لكن سيتعين ان تكون طلقة مستفزة لنظام الملالي . اليست هذه فكرة جيدة لعقل شيطاني كعقل ترامب . هل لدى إيران إعتقاد بأن ترامب سيشعل الحرب معها في ايامه الاخيرة ،الجواب هو نعم .. وهي متخوفة كثيرا من ذلك .

هناك من سيقول ان إعلان الحرب في الولايات المتحدة لا يمكن ان يتم الا بواسطة الكونجرس .. وأن الكثير من قادة البنتاجون لا يفضلون الحرب مع إيران . حسنا ، الأمر يحتاج فقط لهجوم واحد على أهم منشاة نووية لكي ترد إيران ، حينها ستدحرج كرة الثلج .

هل ستحاول إيران إمتصاص أي هجوم عليها خلال فترة ترامب ؟ هذا يعتمد على نوع الهدف الذي سيتم قصفه . لكن إيران التي تراهن على أذرعها في المنطقة قد تختبر شكلا مغايرا من إختبار قوتها لو قرر ترامب توريط إدارة بايدن في الحرب . تجارب الناريخ تعلمنا ان الحرب تبدأ بسهولة ، وقد تحتاج ليوم واحد لكي تبدأ .

لكن توقفها قد يحتاج سنوات . وهنا يكمن هدف ترامب الحقيقي ، إضعاف الديمقراطيين في السنوات الاربع القادمة ، هناك إعتقاد بانه لم يعد امام ترامب من اوراق فاعلة للانتقام غير الورقة الايرانية ، وإسرائيل على مايبدو الى جانبه . ربما لانها تعتقد ان فرصة القضاء على النظام في إيران قد تاخذ مئة عام لكي تعود مرة اخرى . فربما تقول لنفسها كم سيتكرر ترامب في تاريخ الرؤوساء الامريكيين !

الارجح أن ترامب والعقول الشيطانية من حوله ، لن يغادروا البيت الابيض من دون إهداء إدارة بايدن وضعا متفجرا في مكان ما ، والمكان المؤهل هو إيران .