كتابات وآراء


الخميس - 17 يونيو 2021 - الساعة 12:43 م

كُتب بواسطة : أ. د. عبدالله سالم بن غوث - ارشيف الكاتب


التوقعات تشير الى أن العالم سيستقبل عام2022م بانحسار جائحة الكوفي د-19 إذا لم تحدث أي تطورات مفاجئة نتيجة تزايد انوع مختلفة من السلالات الجديدة من تحور الفيروس سارس-كوفي د2 الذي أع طى العالم بكل فئاته ودوله درسا علميّاً في ضعف الانسان مهما بلغ مجده العلمي. حتى تاريخ 13/ 6/ 2022م) تحديث منظمة الصحة العالمية بتاريخ 15/ 6/2021م( سجلت عالميا أكثر من 175 مل يو ن إصاب ة و 230 ,793,3 وفاه بتناقص عدد الحالات الجديدة بنسبة 12 % بين الأسبو ع الما ضي )7-13 يونيو 2021م( والأسبو ع الذي قبل ه )31 مايو -6 يونيو 2021م(، وبنسب ة 2% في الوفيا ت. يرجّح هذا الانخفاض العالمي الى التوسع في التغطية بلقاح الكوفي د-19 وهو أمر يبشر بقر ب احتواء الجائحة وتحوّله ا الى مرض متوطن أو وباء محدود في مناطق مختلفة من العال م.
التح دّي الذي يواجه جهود مكافحة الكوفي د-19 هو انتشار أنوع جديدة من السلالات المتحورة للفيروس الت ي تم رصدها وتوثيقه ا حتى الان حوالي احدى عشر سلال ه وصنفته ا منظمة الصحة العالمية الى صنفي ن: الأو ل وهو الخطير ويسم ى سلالات مثير للقلق وعدده أربعه بينما الصنف الثاني أقل خطورة وتسم ى سلالا ت جديرة بالاهتمام وعددها سبع سلالا ت.
في بداية ظهور هذه السلا لات عام 2020م اعتمدت منظمة الصحة العالمية تسمية هذه السلالات برموز ذات تأصيل جيني مثل B.1.1.7 للسلالة البريطانية او C.37 /452Q.V1 للسلالة الجديدة في بير و لكن عامة الناس و الهيئات الغير متخصصه بما فيها وسائل الاعلام و القنوات العالمية لا يهمها الاسم العلمي و الجيني لصعوبة ت ذكره و استيعاب ه و صعوبة نقل الرسالة واضحة لعامة الناس و أصحاب القرار و السياسيين، و لكن الأسر ع في الفهم و سهولة نقل مضمون الرسالة هو بلد منشأ السلالة او البلد الذي ظهر او سجل هذه السلالة أول مرّه و هو مسجّل في تقارير منظم ة الصحة العالمية المتضمّ ن التحديث حول أنواع السلالات. وبالتال ي انتشر بسهولة اسم السلالة البريطاني ة بدلا عن B.1.1.7 لأنه ا أو ل ما أعلن ظهورها في المملكة المتحدة في سبتمبر2020م ثم سلالة ج نوب افريقيا بدلا عن) B.1.351) لأنها تم التعرّف عليها أولاّ في جنوب أفريقيا في مايو 2020م والسلالة البرازيلي ة (P.1) التي تم التعرّف عليها في البرازيل في نوفمبر 2020م )رغم منشأها في اليابان( و أخيرا السلالة الهنديّة )B.1.617.2( التي تم التأكد منها في أكتوبر 2020م وك ل هذه السلالات مثير ل لقلق.
الملفت للاهتمام انه بتاريخ 31 مايو 2021م أعا د ت منظمة الصحة العالمية تسمية السلالات )تحديث منظمة الصحة العالمية بتاريخ 1 يونيو 2021م(، حيث تم تسمية السلالات بأحرف إغريقي ة: الفا و بيتا و جاما و دلتا )بالنسبة للسلالات المثيرة للقلق( ي عني لا نقول السلالة البريطانية بل نقول سلالة ألفا Alpha و هك ذا سلالة جنوب افريقيا )سلالة ب يت ا Beta( و السلالة البرازيلية )سلالة جام ا Gamma( أما السلالة الهندية فنقول سلا لة دلت ا Delta . بينما السلالات الجدير ة للاهتمام أعطي لها أحرف أخرى مثل سلالة بيرو تعرّف بالحرف لامد ا ) Lamda ).
في تق ديم المبررات لهذا التغيير في التسمية ارجعت المنظمة الصاق تسمية أي سلاله بأسما ء بلدان معينه يعتبر وصمه وق د يسيْ لدولهم وشعوبه م. تسمية السلالا ت ب هك ذا تسمية عددية أو رمزية شي ء محمود لو كانت التسمية أتت من قبل ، أما ان يتغيرّ الاسم بحجة الوصم ة فكيف لو كانت منشأ هذه السلالا ت هي الدول الأشد فقراّ هل ستشهد هذا التغيير؟ علما بأن تصنيف الدول الى غنية وفقير ة وأش د فقر اً هو أيضا وصم ه!! !
في بداية انتشار الجائحة ولا زالت حتى الان ولو بشكل محدود تشكل الإصابة بالكوفي د-19 وصمة اجتماعية ما س بّ ب الى تدني اكتشاف الحالات الحقيقية وضعف التبل ي غ في كثير من الدول وم ع أن أغلبية الوصمة تشكلها عامة الناس فكيف نلوم عليهم ذلك وق د أصبحت الوصمة دولية تخافها الحكومات والهيئا ت الدولية وهو أمر يحتاج الى مراجعة مستقبلية للتعامل مع أ ي وباء عالمي او محلي حتى تتم الاستجابة والاحتواء بكل سلاسة .