الخميس - 02 ديسمبر 2021 - الساعة 06:46 ص
- تلعب الأمارات دورا هاما في التأثير بقضايا الشرق الأوسط – و الوطن العربي تحديداً منذ بداية الفية القرن الواحد و العشرين ، ألا أن هذا الدور صار اكثر ثقلا و ضخامة و كلفة بعد احداث الربيع العربي ، و التي حاولت فيها كل من قطر – تركيا – كمشروع آخر – منافس ومضاد اعطاب آلة الأنظمة السياسية القديمة و استبدالها بأدوات ناعمه تدعم افكارها وطموحاتها ، وهو أمر كان على عكس ما تشتهيه السفن الإماراتية و التي سعت لأيقاف تمدد رقعة الاحتجاجات ، و دعم القوات النظامية و العسكرية في اكثر من منطقة ، هذا الصراع – التنافس الحاد بين المشروع الإماراتي و المشروع التركي – القطري جعل المشهد السياسي في الوطن العربي يمر بتقلبات حادة و معارك صفرية وان بدت مصغرة بينهما ، خصوصاً بعد ان أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الخمس الاتفاق النووي مع طهران ، و الذي بدورها ( ايران ) استطاعت خلال فترة طويلة من الزمن زيادة تمددها – ايديلوجيا – وسياسيا – وعسكريا في اكثر من بلد عربي و أسلامي ، و في حين ان الأمارات تملك قوة اقتصادية كبيرة – ومصالح سياسية – وعسكرية رغبت بطريقة خاطفة تغيير المشهد المرسوم مسبقاً عن سياستها الخارجية .. ماذا يعني هذا التحرك الأماراتي الجديد ؟
- لم يكن مفاجئاً في الحقيقة ان يزور وزير المخابرات الأماراتية – رجل الظل كما يوصف – طحنون بن زايد انقرة قبل قرابة الشهر من الآن من اجل إعادة رسم سياسيات جديدة مع تركيا ، حيث ان التحولات التركية الخارجية هي من اوعزت من ان تركيا تريد استبدال جلدها القديم – أي علاقتها بالاخوان المسلمين!، ولسنا هنا في صدد الحديث عن أسباب التغيرات التركية هي الأخرى ، ولكن يمكن القول من ان الرسائل التركية هي من اوعزت لـ ابوظبي من ان هنالك نوايا لأنقرة بدأ صفحة جديدة مع ابوظبي! .
التغييرات في السياسة الخارجية الأماراتية هي ابنة تحديات كبيرة يمنى بها العالم من حولنا ، فكون الولايات المتحدة بدأت عمليات الانسحاب العسكري و الاقتصادي من الشرق الأوسط نحو شرق آسيا ، هو امر سيجعل حلفاء الأمس في حالة فراغ كبير، وهذا الفراغ يمكن ان يكون عامل إيجابي اذا ما توطدت العلاقة مع الجيران! ، تملك الأمارات اذراع عسكرية كثيرة في الشرق الأوسط ، وليس من الضروري ان تكون ذات بعد حاد و جارف ولا يمكن تغييره !، ولذلك كان لابد من التوقف ملياً عن المشاكل التي واجهت السياسة الأماراتية في الخارج وبالتالي فك رموزها من خلال التواصل المباشر مع الذ أعداء الأمس! ..
وفي حين آخر ، يمكن القول أن السبب الثان للتحركات الأماراتية الجديدة نحو دمشق و انقرة و الدوحة متعلق بكون الولايات المتحدة الامريكية و الدول الخمس تريدان إعادة الاتفاق النووي مع ايران دون مواربة ، حيث ان الاتفاق النووي الإيراني هو متعلق كما نعلم بالجانب النووي و مسألة تخصيب اليورانيوم مثلما وقع في 2015م ، ولا يهتم بدعم طهران لأذرعها و انيابها في العراق و اليمن و جنوب لبنان والخ، و الذي سيعطي مساحة كبيرة لأيران كى تتمدد و تزيد من تحصيل قدرات اذرعها في مواجه المشاريع الأخرى ، وبالتالي حتى يمكن للأمارات تحوير الدور الإيراني من جهة و احاطته من جهة أخرى لابد من بناء جسور وموانئ اقتصادية دافئة مع المحاور الأخرى ، فالاقتصاد و التمدد اكثر من دون قلاقل كبيرة بالنسبة للسياسة الخارجية الأماراتية يأتي اولاً وقبل أي شيء! ..
في خلاصة الأمر ، تعتمد الأمارات في سياستها الخارجية على التمدد الناعم و الخشن الذي يسمح بفتح آفاق اقتصادية جديدة للسوق المحلي ، وبالتالي زيادة التأثير و السيطرة في الدول المحيطة ، وهو آمر يزيد ويقصر كلما كانت المنطقة العربية تقترب من حافة الهاوية! ..