كتابات وآراء


السبت - 28 مايو 2022 - الساعة 10:13 ص

كُتب بواسطة : م. نسيمة العيدروس - ارشيف الكاتب



تحدث القران الكريم عن تجارب ناجحة لنساء في الحياة السياسية و منها مملكة سبأ اليمنية و التي كانت من ازهى المملكات في عهد النبي سليمان -عليه السلام - حتى تكون مثلاً يقتدي بها الرجال، و اظهار نموذجا ناجحا لمشاركة المراة في العمل السياسي. و من ملامح القوة في تجربة مملكة سبأ انها عاصرت في فترة كانت الممالك لم تقتصر على الأرض بل تجاوزت الانس و الجن و الحيوانات و الرياح التي كانت تخدم النبي سليمان في دعوتة.
مملكة سبأ اليمنية – منطقة مارب – بلغت المملكة شأن تاريخيا و حضاريا و جماليا و تقدما في قوله تعالى( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) و قوله تعالى ( إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ( و إشارة الاية القرانية لثلاث معالم حضارية تميزت بها مملكة سبأ وهي فخامة المسكن و كثرة الخيرات و فرة النظافة ولم تكن الامراض والحشرات منتشرة في المملكة.
ملكة مملكة سبأ هي بلقيس بنت الهدهاد بن شرحبيل الحمير، خضعت اليمن كله لها و جعلت من مدينة سبا عاصمة لمملكتها بعد هزيمتها لعمرو بن ابرهة.
كانت ملكة بلقيس تدير شؤون بلدها بمنهج الديمقراطية و الدليل عندما بعث لها النبي سليمان تهديداً و قال فيها ( إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)، قامت ملكة بلقيس بجمع أهل الراي قي السلطة التشريعية و الرجوع لهم في اتخاذ القرار و هذا يظهر مبدأ الديمقراطية التي حكمت بها الملكة بلقيس كما ذكر في القران الكريم ( قَالَتْ يَٰٓأَيُّهَا ٱلْمَلَؤُاْ أَفْتُونِى فِىٓ أَمْرِى مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ).
و تميزت ملكة سبا في حكمها باداب الحوار السياسي مع مرؤسيها و ذلك من خلال وصفها لانذار و تهديد النبي سليمان – عليه السلام- بأنه كتاب كريم كما ذكر في القران ( قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلأ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) و هو قول يظهر الحنكة و الثبات و التعقل في وقت الازمات.
ومن الملامح السياسية التي تمتعت بها ملكة بلقيس في حكمها التعقل و الرصانة و عدم التعجل في اصدار القرارات لعدم دخول المملكة في حروب مع النبي سليمان – عليه السلام- برغم القدرات العسكرية للمملكتها كما ذكر في القران الكريم ( قَالُواْ نَحْنُ أُوْلُواْ قُوَّةٍۢ وَأُوْلُواْ بَأْسٍۢ شَدِيدٍۢ وَٱلْأَمْرُ إِلَيْكِ فَٱنظُرِى مَاذَا تَأْمُرِينَ) بل اقترحت تمديد السلام مع سليمان و لم ترد على الوعيد بوعيد مثله كما ذكر في القران الكريم ( إِنِّى مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍۢ فَنَاظِرَةٌۢ بِمَ يَرْجِعُ ٱلْمُرْسَلُونَ ).
قدمت ملكة بلقيس نموذجا ناجحا للمراة في العمل السياسي يقتدي بها الرجال. و هذا دليل مؤكد من القران الكريم بان المراة تمتلك كافة المقومات و القدرات للمشاركة في العمل السياسي.