كتابات وآراء


السبت - 04 يونيو 2022 - الساعة 11:47 ص

كُتب بواسطة : م. نسيمة العيدروس - ارشيف الكاتب



في الآونة الأخيرة استطاع موضوع المرأة وحقوق المرأة أن يفرض نفسه، وتحولت العديد من المطالب النسائية إلى قوانين حقيقية مفعلة و شبة مفعله بالعديد من الدول العربية. ولكن يبقى النهوض بالمرأة أمرا ضروريا يتطلب تضافر جهود كل مكونات المجتمع، وخاصة في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية التي نعيشها بعد ثورة الربيع العربي.
وعلى المستوى السياسي ظلت المرأة اليمنية ولفترة طويلة بعيدة عن هذا العمل السياسي، حيث لم يسمح لها المشاركة في العمل السياسي الا في بداية الالفين مع حصرها في الزواية الانتخابية من أجل الحصول على صوتها مع إقصائها من الممارسات السياسية الاخرى، ولم تتمكن المرأة من الوصول إلى مناصب مهمة في المجالس المنتخبة ولا في المراكز القيادية بل اصبح وضع المراة سياسيا يشهد تدهور بسبب الحرب التي تمر بها اليمن منذ 2015 حتى الان. وهناك العديد من التحديات و المعوقات ومنها:
العامل الاجتماعي:
تسود في المجتمع اليمني ثقافة تقليدية تحدد الادوار النمطية للمرأة والرجل، وتحصر دور المرأة الاساسي بالعمل في المنزل، و هذا بدوره اثر على دخول المراة المجال السياسي و المجال المهني.
العامل الاقتصادي:
العملية السياسية هي عملية مكلف و تحتاج الى تمويل مالي لخوضها و المراة اليمنية تفتقد لهذا النوع من الدعم مما شكل عائق من خوض المراة للعملية السياسية.
دور السلطات العليا في الدولة:
برغم ان دولة اليمن صادقت ووقعت على القوانين و المعاهدات الدولية التي تحث على مشاركة المراة في العمل السياسي, وأقرت نظام الكوتا الا ان تطبيقها لم يتم وفق ما اقره القوانين اليمنية و المعاهدات الدولية ، بمعنى ان دور الدولة في تمكين حق المراة اليمنية في العمل السياسي شكلياً. الاحزاب والجماعات السياسية يرون المراة كائن غير سياسي غير مقتنعين بدورها وقدرتها التنافسية، و كذلك المناخ الانتخابي مناخ سلبي لا يدعم المشاركة السياسية الفاعلة للمرأة، إذ تسوده ممارسات سلبية مثل العنف اللفظي والمعنوي وهذا يؤدي الى عزوف المراة عن العمل السياسي.
العامل النفسي:
العملية السياسية هي عملية معقدة وليست سهله على المراة على غرار ما تتعرض له من ضغوطات اجتماعية و دينية, بالتالي العملية السياسية تحتاج الى الثقة بالنفس وهذا الشيء تفتقده المراة اليمنية , الى جانب عدمم وجود تحالفات بين المؤسسات النسوية في اليمن لمساندة بعضهم البعض, مما يخلق خوف للمراة من الخوض و المشاركة في العملية السياسية.
من التحديات الأخرى التي تعيق من مشاركة المراة في العمل السياسية التفكير الايدولوجي باعتبار مشروع اشراك المراة في الشأن العام والعمل السياسي هي مشاريع غربية وتفرض نفسها على المجتمع اليمني و تهدف الى افساد المراة و تعطيل النسيج المجتمعي. في عام 2004 صدر قادة الدول العربية قراراً في قمّة تونس يتعهّدون فيه برفع شأن المرأة في العالم العربي، وتعزيز حقوقها، وتشجيع مشاركتها في المجاالت السياسية. وكانت هذه المرة الاولى التي تُذكر فيها المرأة في تاريخ القمم العربية.