كتابات وآراء


الخميس - 11 أغسطس 2022 - الساعة 03:06 م

كُتب بواسطة : محمد حقص - ارشيف الكاتب


يسوق الزعماء السياسيون، سواء في إطار اليمن (جنوبًا وشمالًا) أو في عموم الدول العربية والعالمية؛ الخوف في جرعات متنوعة وبكل ما يمكن أن يثير مشاعر الخوف لدى المواطنين، ابتداًء من الإرهاب والتطرف مرورًا بتسلط قوى وكيانات ذات عقائد منحرفة أو همجية، والانتهاء بنزوح جماعي والدمار الناتج عن الحروب أو حتى الكوارث الطبيعية.

الشعور المفضل الذي يرد السياسيين تسويقه هو "الخوف" الذي يتحول إلى التمسك "بالحاصل" أو كما يقال بالعامية (صبر على قردك لا يجيك أقرد منه)، فيحاولون دائماً إذكاءه لدى عامة الناس، وخلق حالة طوارئ دائمة في نفوس المواطنين، لأن الخوف يصرف الانتباه عن الحقائق التي يجب أن تُبنى عليها القرارات الواعية، ولا يترك مجالاً للتشكيك في خطاب السياسيين ولا في تصرفاتهم، بالمختصر يقول هؤلاء السياسيون لشعوبهم: كونوا خائفين.. ونحن المنقذون.

أن خوفنا يُستخدم ضدنا وتطول الامثلة في ذلك خصوصًا في العلاقة بين مجتمعنا المحلي "حضرموت" والوطن عمومًا وبين السياسيين في حالات كثيرة، وبل وكثيراً ما يعمد هؤلاء إلى خلق تهديد –حقيقي أو متخيّل– لإثارة الخوف الذي يتحول الى رعب عند الجمهور، ودفعه إلى مساندة هذا السياسي أو تلكم القضية على اعتبار أنها الخاتمة المثالية التي يفرض القبول بها، رغم أنها في بعض الأحيان ظالمة أو مجحفة أو قمعية، ولا تخدم مصالح المجتمع والوطن، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تُحصى.