كتابات وآراء


السبت - 13 أغسطس 2022 - الساعة 11:35 ص

كُتب بواسطة : خالد سلمان - ارشيف الكاتب





يعرفون جيداً أن عامل الوقت لا يلعب لصالحهم، وأنهم على شفا جرف عظيم، وأن حضرموت هي المحطة التالية بعد أن طفح صبر الناس على تجاوزات المنطقة الأولى.

لذا بادروا للهروب إلى الأمام بجحفلة القوات والزج بها نحو شبوة، لخوض معركة استعادة نفوذ الإخوان في حال النجاح، وفي حل الفشل عدم انتقال الصراع الحتمي إلى عمق المنطقة الأولى، واعتبار شبوة حدودها الآمنة.

من مأرب الذي يكمن الحوثي على بعد كيلومترات من آخر مواقع الشرعية، وحضرموت سيئون تتحرك القوات لتثبت ما ترفض الشرعية الاعتراف به، أن ليس لديها جيش وطني، وأن "الأولى" ومأرب ومحور تعز مليشيات إصلاحية، وأن سلاحهم مشرع ضد الداخل منكس في مواجهة الحوثي.

الزحف المليشاوي على شبوة من الاتجاهين، يضع المجلس الرئاسي أمام إحدى نتيجتين:

إما أن يصدر قرارات تعلن كل تحرك خارج توجيهات وزارة الدفاع تمرداً، وبالتالي فإن المنطقة الأولى وقوات مأرب ينطبق عليهما ذات توصيف تمرد شبوة.

وإما أن ينفجر المجلس من داخله، لفقدان سلطاته على مؤسساته الأمنية والعسكرية، ولوجود "الإصلاح" في داخله للقيام بمهمة مزدوجة داعماً وموجهاً للانقلاب، وكاسر إجماع وطني.

ما يحدث من جحفلة باتجاه شبوة، لا يجعل هذه القوات متمردة وخارجة عن سلطة المستوى السياسي وحسب، بل ويجعل مكون "الإخوان" في الرئاسي خارجاً عن التوافق وواجب المحاسبة.

الصمت بلا قرارات ردع، لا يُفسر لصالح الرئاسي في وقت يحتاج فيه الوضع المتفجر لِما هو أكثر من الكلام.