كتابات وآراء


الجمعة - 04 نوفمبر 2022 - الساعة 05:52 م

كُتب بواسطة : أمجد الرامي - ارشيف الكاتب



خلقت عدة مزايا لحضرموت تفرداً ملحوظاً عن محيطها ، مزايا كـ ( الهجرة ، البعد عن المراكز السياسية ، كبر المساحة ، الارث التاريخي ، التصوف ، صلح انجرامس ، الفسيفساء المجتمعية ) ، هذا التفرد مع ظهور الثروة مؤخراً إضافة إلى المظلومية التاريخية للمحافظة ، كان بمجمله مع عناصر اخرى هو المحفز لبروز وتصاعد الدعوات الاستقلالية للمحافظة ، ومتتبع التطور التاريخي والسياسي للمحافظة يمكنه أن يلحظ مرور المحافظة حالياً بما يشبه المرحلة التي مرت بها ألمانيا قبل الحربين العالميتين ، بروز النزعة القومية ونعرة التميز ، مع الاحتفاظ طبعاً بفوارق المقارنة ، لكن خلف هذه التطورات والدعوات تختبئ معضلات هائلة .
...........................................................
دولة حضرموت المنشودة :-
تزامن تصاعد الأصوات المنادية باستقلال حضرموت وأصبح لها أثر ومكونات تتبنى هذا الخطاب مع اشتداد الفعل السياسي والميداني للحراك الجنوبي ، والذي تسبب مع عوامل اخرى بإضعاف هيمنة صنعاء السياسية والعسكرية .
بالرغم من تصاعد هذا الخطاب ، إلا ان صورة هذه الدولة المنشودة ضبابية للغاية ، حيث لا يوجد لها مثال أو مرجع تاريخي متفق عليه ، فآخر سلطة سياسية حكمت المحافظة هما السلطنة اليافعية والأخرى الكثيرية ، التي كادت في مراحلها الأخيرة أن تكون ضمن النفوذ اليافعي القعيطي .
هذا النموذج لم يكن يحظى بإجماع حضرمي قبلي عليه ، وانتقل هذا الخلاف مع الدعوات الحالية ، فلا يتفق كثير من دعاة الدولة على هذين النموذجين كمثال سابق مع بعض الافضلية للخيار الكثيري ، الأمر الذي يسهم في إضعاف هذه الدعاوى ، إذ الجماهير تستهوي الأمثلة والنماذج المتفق عليها و القريبة زمنياً .
...........................................................
دعاة الدولة وأصنافهم :
يمكن إجمالهم في ثلاث أصناف
1- وطنيون حضارم دافعهم مصلحة حضرموت فقط ، يكمن ضعفهم في عدم تميزهم عن الانتهازيين الذين تلبسوا هذه الدعوى بمكون يخصهم .
2- سياسيون يتصفون بالانتهازية واستغلال الخطاب لخدمة قوى لها أطماعها ، في عرقلة أية مستحقات جنوبية في الصراع الحالي .
3- حضارم يمتلكون أرثاً مأساوياً مع حكام الجنوب سابقاً ، واكبر اهدافهم هو مجرد عرقلة الدولة الجنوبية التي ينشدها القوى الجنوبية ، مهما كانت المآلات .
..................................................
موقف دعاة الدولة من باقي المكونات الحضرمية :-
برغم مبادرة مؤتمر حضرموت الجامع لضم بعض المكونات غير القبلية والمدنية للخطاب الحضرمي ، إلا انه وإلى الآن لم تحدد بقية مراكز القوى القبلية موقفها من بعض التكتلات القبلية والمدنية ، وأبرز تلك الجهات التي لم تجد لها موقعاً في خطاب الدولة الرائج هذه الأيام هي :-
1- الوجود اليافعي : حيث لم يلحظ اي تكتلات قبلية يافعية تتناغم مع هذه الدعوات ، إضافة إلى اهمال دعاة الاستقلال هذه المكونات ، رغم أن أحدى صور الدولة المنشودة ماهي إلا إمارة يافعية .
2- المكونات الحضرية والمدنية ، وهي إلى الآن تكاد تكون مغيبة عند هذه الدعوات ، بل وابتدأ بعض الخطاب العنصري غير المنطقي تجاه المكون الحضري ، و إن كان خجولاً إلى حد الآن ، وهي ضربة قاتلة للمشروع إن استمر هذا التجاهل .
.......................................................
مخاطر تعرقل استدامة الدولة :
في حال أن تهيأت الظروف و تمخضت عن تشكيل دولة حضرمية مستقلة خاصة و أنها تمتلك مقومات مهمة ( المساحة - الثروة - الكادر الثيوقراطي ) ، فهل ستمتلك هذه الدولة عنصر الاستدامة ، والواقع أن ثمة عدة عوامل ستشكل مخاطراً وجودية لاستمرار الدولة المنشودة منها :-
1- القوى القبلية المستثناة
2- القوى الإقليمية التوسعية ومخاطر الابتلاع
3- الجنوب واستحالة قبوله بجسم يفصل جعرافيته ،ويحرمه من اهم محافظاته.
4- اليمن مهما كانت طبيعة الحكم التي سيؤل لها .
.............................................
معوقات دعاوى استقلال حضرموت :
كل نقطة من النقاط التالية تشكل عقبة أمام الدعوة إلى نجاح إعلان مشروع استقلال حضرموت ، وينبغي لأي فصيل معالجتها ، كي يصل إلى خطاب جمعي وموحد مناد بالاستقلال ، ناهيك عن الاستقلال نفسه .
1- غياب النموذج والمثال التاريخي القريب والمجمع عليه .
2- التفكك المجتمعي ( طبقي – مناطقي – عنصري ) .
3- تخوف المكونات الحضرية وغياب ضماناتها .
4- غياب الحامل السياسي .
5- ضعف الثقل العسكري .
6- تعقيدات الازمة اليمنية .
7- اختراق الدعوات من قبل كل الفصائل المتنازعة .
8- فشل الحكم شبه الذاتي الذي اداره الحضارم مؤخرا.
9- تجارب الهبات القبلية السابقة ، وما خلفته من نظرة ارتياب تجاه أي نشاط يماثلها .
10- مخاطر الجماعات الراديكالية المسلحة .
كتبه :
امجد الرامي