أخبار وتقارير

السبت - 16 مايو 2020 - الساعة 11:14 م بتوقيت اليمن ،،،

اسوشيتد برس ترجمة : مشير المشرعي

قالت وكالة اسوشيتد برس إن وباء كورونا قد يصيب أكثر من نصف سكان اليمن وقد يؤدي إلى وفاة أكثر من 40 ألف شخص بسبب انهيار النظام الصحي في اليمن واستمرار الحرب منذ أكثر من خمس سنوات .

وأضافت الوكالة أن محافظة عدن بجنوب اليمن تشهد في الوقت الحالي ارتفاعًا كبيرًا في عدد الوفيات مع انهيار المنظومة الطبية وهروب الأطباء وإغلاق المستشفيات خوفًا من إصابة الطاقم الطبي بوباء كورونا .

وبحسب التقرير الذي ترجمته " عين العرب " فإن مليشيا الحوثي في شمال اليمن تتعمد إخفاء العدد الحقيقي للمصابين مع ارتفاع عدد حالات الوفاة دون ذكر السبب في تصاريح الدفن .

وقال مسؤولون محليون في الصحة في مقابلات مع وكالة أسوشيتد برس إن مئات الأشخاص في عدن، المدينة الرئيسية في جنوب اليمن، لقوا حتفهم في الأسبوع الماضي بسبب أعراض ما يبدو أنه الفيروس التاجي.

ويخشى المسؤولون أن يزداد الوضع سوءًا: فاليمن ليس لديه سوى قدرة ضئيلة على إجراء الفحوصات للمشتبه في إصابتهم بالفيروس، كما أن الحرب الأهلية المستمرة منذ 5 سنوات تركت النظام الصحي في حالة من الفوضى.

وقال أحد حفاري القبور في عدن لوكالة أسوشيتد برس أنه لم ير قط مثل هذا التدفق المستمر من الموتي - حتى خلال تعرض عدن لمعارك الشوارع الدموية خلال الحرب الأهلية التي اندلعت عندما حاول الحوثيون اجتياح جنوب اليمن .

وبشكل رسميٍ، فإن عدد حالات فيروس كورونا في اليمن منخفض –حيث أعلن عن إصابة106 في جنوب اليمن، مع 15 حالة وفاة.
وأعلنت السلطات الحوثية في الشمال في 5 مايو/أيار عن أول حالة لها، حيث قالت إن شخصين فقط أصيبا بعدوى، توفي أحدهما وهو مهاجر صومالي.

لكن الأطباء يقولون إن الحوثيين يتسترون على عدد متزايد من الحالات لحماية اقتصادهم وقواتهم. 
وقد أثارت الزيادة الكبيرة في أعداد الوفيات في عدن - أكثر من 500 حالة وفاة في الأسبوع الماضي فقط، وفقاً لتصاريح الدفن التي تعطي لحالات الوفاة

- السيناريو المرعب المتمثل في انتشار الفيروس بسرعة في بلد لا يملك القدرة تقريبًا على مقاومته.

إن ارتفاع عدد الحالات المشتبه بكونها كورونا في اليمن يدق ناقوس الخطر في جميع أنحاء المجتمع الصحي العالمي الذي يخشى أن ينتشر الفيروس كالنار في الهشيم في جميع أنحاء العالم والأكثر ضعفًا من السكان هم اللاجئون أو أولئك الذين تأثروا بالحرب.وغادروا منازلهم

وقال ألطاف الموساني، رئيس منظمة الصحة العالمية في اليمن: "إذا كان لديك  إصابة في اليمن، وبسبب الهشاشة، وبسبب الضعف، وبسبب القابلية، فسيكون ذلك كارثيًا على اليمنيين
وتقول منظمة الصحة العالمية إن نماذجها تشير إلى أن نصف سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة قد يصابون بالعدوى وأن أكثر من 40,000 شخص قد يموتون.

حيث أن نصف المرافق الصحية في اليمن تعاني من خلل وظيفي، و18% من المناطق الـ 33 في البلاد ليس لديها أطباء وقد انهارت شبكات المياه والصرف الصحي وبالكاد تستطيع العديد من الأسر تحمل تكلفة وجبة واحدة في اليوم لتسد رمق جوعها .

وقالت مصادر طبية أنه لا يوجد في اليمن أكثر من 500 جهاز تنفس اصطناعي و700 سرير من وحدة العناية المركزة في جميع أنحاء البلاد وهناك اسطوانة أكسجين واحدة في الشهر لكل 2.5 مليون شخص. وقدمت منظمة الصحة العالمية نحو 6700 مجموعة اختبار إلى اليمن، مقسمة بين الشمال والجنوب، وتقول أن 32,000 مجموعة اختبار في طريقها إلى اليمن .
 وتقول منظمة الصحة في اليمن أنها تحاول شراء المزيد من معدات الحماية والإمدادات لمكافحة الفيروس . إلا أن منظمة الصحة العالمية قالت إن الجهود تعرقلت بسبب القيود المفروضة على السفر والمنافسة مع الدول الأخرى .

الحرب الأهلية دائرة مع الحوثيين، الذين يحتلون الشمال، ضد تحالف المدعوم من الولايات المتحدة والسعودية الذي  شكل حكومة معترف بها دوليًا في الجنوب. 
والآن بعد أن تشرذم التحالف في الجنوب: انتفض الانفصاليون المدعومون من الإمارات العربية المتحدة وطردوا الحكومة من العاصمة الجنوبية عدن الصيف الماضي وأعلنوا الحكم الذاتي الشهر الماضي بسبب ما قالوا أنه فساد الشرعية كما يتقاتل المجلس الانتقالي الجنوبي والشرعية في أبين، وهي محافظة مجاورة لعدن.

وقد قتلت الحرب بالفعل أكثر من 000 100 شخص وشردت الملايين.

وسبق أن اتخذ الطرفان المتحاربان في الحرب الأهلية في اليمن خطوات مختلفة إلى حد كبير للتعامل مع الوباء، كل بطريقته الخاصة لمحاولة إيقاف الانتشار المحتمل للفيروس.


التغطية الكاملة: تفشي الفيروس 

الجنوب هو صورة للانهيار التام: الفصائل المتنافسة داخل التحالف المدعوم من الولايات المتحدة تتقاتل من أجل السيطرة ولا يبدو أن أحدًا هو المسؤول لأن النظام الصحي المحطم بالفعل يبدو أنه قد أغلق تمامًا.

ويخشى العاملون الصحيون ، الذين لا تتوفر لديهم سوى القليل من معدات الحماية ، من علاج أي شخص يشتبه بأنه يعاني من الفيروس التاجي.

وكانت قد أغلقت العديد من المرافق الطبية في عدن مع فرار الموظفين الطبيين ولا يوجد أحد ليجيب على الخط الساخن الذي أقامته فرق الاستجابة السريعة التي دربتها الأمم المتحدة لاختبار الحالات المشتبه فيها في المنزل.

وقال الدكتور محمد ربيد ، نائب رئيس مكتب صحة عدن: "إذا كنت تشتبه في إصابتك بكورونا وأنت في عدن ، فمن المحتمل أن تنتظر في المنزل حتى وفاتك".

من 7 مايو حتى الخميس ، سجل السجل المدني في المدينة 527 حالة وفاة ، حسبما قال رئيس المكتب سند جميل لوكالة أسوشييتد برس.

وقال مسؤول الصحة بالمدينة إن أسباب الوفاة لم تكن مدرجة ، لكن المعدل كان أعلى بكثير من متوسط معدل الوفيات المعتاد الذي يبلغ حوالي 10 أشخاص في اليوم. 

وقال العديد من الأطباء أنهم مقتنعون بأن الوفيات مرتبطة بـكورونا في بيان يوم الخميس وقدرت منظمة إنقاذ الطفولة عدد الأشخاص الذين يعانون من أعراض كورونا في عدن الأسبوع الماضي بـ 385.

في هذه الأثناء ، في الشمال ، يشن المتمردون الحوثيون حملة لقمع أي معلومات عن حجم تفشي المرض ، حتى عندما أخبر الأطباء وكالة أسوشييتد برس عن زيادة الإصابات والوفيات.

ويقول أطباء و مسؤولون آخرون أن الحوثيين رفضوا الكشف عن نتائج اختبارات إيجابية تم إجرائها لمصابين، كما يقومون بترهيب الطاقم الطبي والصحفيين والأسر الذين يحاولون التحدث عن الحالات. 

قال أطباء و مسؤولون صحيون محليون أنهم يعتقدون أن الكثير من الناس يموتون بسبب كورونا في منازلهم ، بدون إجراء أي فحوصات .

وقال أطباء في ثلاث محافظات شمالية، بما في ذلك العاصمة صنعاء، لوكالة أسوشيتد برس إنهم شهدوا أعدادًا متزايدة من حالات الفيروس التاجي والوفيات المشتبه بها وجميعهم تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، خوفًا من الانتقام من قبل المتمردين الحوثيين .

وكانت ميليشيات الحوثي قد أغلقت عدة أسواق في صنعاء كما أغلقت الشوارع في 10 أحياء راقية ، ومنعت عائلات من مغادرة منازلها، بعد ظهور حالات مشتبه بها.

وقال الموظفون الطبيون إنهم تحت المراقبة من قبل المتمردين الحوثيين ولا يستطيعون التحدث عما يفعلونه داخل المراكز الصحية .

وقد تم تحذير كل من وزارة الصحة المحلية و مسئولى الإغاثة الدوليين بعدم مناقشة الحالات أو احتمال انتشار الفيروس في المجتمع ، حيث يصر المتمردون الحوثيون على أن الحالات القليلة في الشمال جاءت من الخارج ، وفقا لما ذكره مسؤولان على دراية بالمناقشات .

وقال أربعة مسؤولون إنه في الأسبوع الأول من مايو/أيار، دخلت موجة من المرضى إلى مستشفى الكويت، وهو المركز الوحيد الذي يقوم بعلاج المصابين بكورونا في العاصمة صنعاء . 

وقال أحد المسؤولون أن 50 من المرضى أصيبوا بالفيروس التاجي وتوفى منهم 15 مريض في وقت لاحق . ويقول الموظفون أنهم يعتقدون أن المرضى أصيبوا بالعدوى إلا أن سلطات الحوثيين لم تكشف قط عن نتائج اختباراتهم.

وقال المسؤول "عندما يكون الأمر سلبيًا، يعطوننا النتائج".
وقد أظهرت وثيقة داخلية نتائج الاختبارات التي أجريت في المستشفى يوم 4 مايو ثلاث حالات إيجابية . وفي إحدى الصفحات تم كشف حالة امرأة ماتت وحصلت وكالة أسوشيتد برس على نسخة من الوثيقة التي عممت أيضا ً على وسائل التواصل الاجتماعي وأكد مسؤولان صحتها حيث ثبت إصابتها بالفايروس .

وتقول عائلات الذين توفوا بسبب الاشتباه بإصابتهم بعدوى الفيروس التاجي إنهم تُركوا في حيرة ولم يعرفوا لماذا توفي أقاربهم .

وقال أقارب رجل توفي في صنعاء مؤخرًا إن سلطات الحوثيين رفضت الإفراج عن جثة والدهم من المشرحة، قائلة إنهم ينتظرون نتائج الاختبار. و يعتقد الأقارب أن مسؤولي الحوثيين أرادوا دفن الجثة دون جنازة جماعية حيث يمكن أن ينتشر الفيروس.

وبعد ثلاثة أيام، وتحت ضغط شديد من العائلة، أطلق مسؤولون حوثيون الجثة، لكن لم يكشفوا عن النتيجة وتحدثت عائلتان أخريتان لوكالة أسوشيتد برس عن تجارب مماثلة.

وفي محافظة إب التي يسيطر عليها الحوثيون، قال مسؤول محلي أن 17 شخصًا على الأقل لقوا حتفهم. وأضاف أن "الوضع خطير جدًا وخارج عن السيطرة". وقال طبيب في إب إن الفحوصات ترسل إلى صنعاء لكن النتائج لا تظهر أبدًا، مضيفًا: "هناك حالات، لكن لا يسمح لي بالكلام".

وفى ذمار قال مسؤول طبي محلي أنه تم نقل ما لا يقل عن 10 حالات يشتبه بإصابتها بفيروس كورونا إلى المستشفى وتوفى شخصان منهم على الأقل ، أحدهم جاء من صنعاء، مما يعني أن الفيروس انتشر في المجتمع .

وقال مسؤول طبي نشتري ملاءات بلاستيكية ونقوم بخياطتها لصنع العباءات والأقنعة الواقية. 
وقال مسؤولو الأمم المتحدة إن سيطرة الحوثيين على المعلومات حول انتشار حالات كوفيد -19 المشتبه بها أعاقت ردهم على تفشي المرض. وقال مسؤولون إنه طالما لم يعترف الحوثيون رسميًا بالحالات ، فلا يمكن للأمم المتحدة حشد الجهات المانحة العالمية لإرسال الإمدادات لمعالجة تفشي المرض.

في الجنوب ، أعلنت السلطات عن أول حالة إصابة بفيروس كورونا في 10 أبريل / نيسان ، وهي لرجل في السبعينيات من عمره يعمل في ميناء بمحافظة حضرموت.

وفر على إثر ذلك العديد من العائلات خوفًا من تفشي المرض من حضرموت إلى عدن.

بعد عشرين يومًا ، أعلنت السلطات عن مجموعة من الحالات في منطقة المنصورة المكتظة بالسكان في عدن.

بحلول أوائل شهر مايو ، أبلغ مسؤولو المدينة عن عشرات الوفيات في اليوم.

وكانت الخدمات الأساسية في عدن في حالة فوضى وانهيار تام بسبب الحرب الأهلية وتدهور الوضع بعد سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي حيث تقاسمت الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي السلطات الصحية حتى أن الموظفين ليس لديهم أدنى فكرة عمن يقدمون التقارير له ، ولا أحد متأكد من الجهة التي تتخذ القرارات.

في خضم الفوضى ، أغلقت العديد من المرافق الصحية أبوابها وتوفي ما لا يقل عن خمسة أطباء يشتبه في إصابتهم بالفيروس التاجي ، وفقًا لمسؤول في وزارة الصحة.

ونتيجة لذلك فلا أحد يقوم بالكشف المبكر عن الإصابات - والسلطات ليست حريصة على رؤية أرقام أعلى على أي حال ، وقد قال أحد المسؤولين  مضيفًا ، "السلسلة بأكملها مختلة".

وتعتقد وكالات الإغاثة الدولية أن الفيروس التاجي ينتشر في اليمن منذ مارس. لكن الأطباء ربما غابوا عن الأمر جزئيًا بسبب الفيضانات التي ضربت عدن في أبريل ، تاركة أجزاء كاملة مغمورة في مياه الصرف الصحي والمياه لمدة أسابيع.

وقال ثلاثة من مسؤولي الصحة إن الفيضانات ساعدت على تفشي أمراض أخرى ، بما في ذلك حمى الضنك ومرض المكرفس لكن مسؤولي الصحة قالوا إن ضحايا تفشي هذه الأمراض في الماضي لم يكن بنفس عدد الوفيات في الوقت الحالي .


وقال الدكتور زكريا القعيطي ، الرئيس السابق لمركز العزل الوحيد في عدن بمستشفى الأمل ، إنه ليس لديه شك في السبب "يمكنني أن أؤكد أن الفيروس التاجي ينتشر في عدن".

وقال مسؤولون إن جناح العزل استقبل حتى الآن 60 حالة توفيت 20 منها.

غالبًا ما يكون مركز العزل بدون كهرباء بسبب نفاذ الوقود من مولدات الطاقة ولأسابيع  لم يكن لدى المركز مختبر مجهز ولا سيارة إسعاف خاصة لجلب مرضى فيروس كورونا.
كما أنه لم يكن لديهم أي أموال - قال القعيطي إن الحكومة الشرعية حجبت ميزانيتها عن المركز بعد استيلاء الانفصاليين على السلطة. لذا لم يتم دفع رواتب موظفيها الـ 100، و قد استقال 15 منهم.

وتدير منظمة "أطباء بلا حدود مركز الأمل للعزل

وقال عاصم صبري، وهو رجل أعمال شاب كان يعاني من ضيق في التنفس والحمى، إن صديقه نبيل عبد الباري، وهو رجل أعمال أيضًا كان يعاني من ضيق في التنفس والحمى، مُنع من دخول أربعة مستشفيات , وأضاف "نظر الأطباء إليه وصرخوا: "لديك فيروس كورونا". "لقد فقد الأطباء في عدن كل إنسانيتهم ورحمتهم. نحن نسير في اتجاه خطير جدًا".

وقال صبري إن عبد الباري عاد إلى منزله وتوفي بعد أيام.

وفي القطيع وهي واحدة من أصغر المقابر الست في عدن، قال عبد الله سالم، وهو حفار قبور، إنه يتلقى من 10 إلى 15 جثة يوميًا، أي أكثر بنحو 10 مرات عن المعتاد.

وأضاف إنه لا يعرف كيفية التعامل مع الجثث، لأن تصاريح الدفن لا تبين سبب الوفاة.

"هل هي كورونا، حمى الضنك، أو السل؟ ليس لدينا أدنى فكرة".