منوعات

الثلاثاء - 13 أكتوبر 2020 - الساعة 06:15 م بتوقيت اليمن ،،،

سبوتنيك

خلال أقل من أسبوع، فارق طفلان الحياة في مصر بسبب لعبة ببجي الإلكترونية الشهيرة، أولهما قضى نحبه إثر أزمة قلبية داهمته أثناء اللعب، والآخر انتحر إثر توبيخ أسرته له بسبب إفراطه في ممارسة اللعبة الإلكترونية.
يشارك في اللعبة أكثر من مليوني لاعب حول العالم، ومن أسباب شهرتها التحكم السهل والمريح ووجود عدة أنماط متاحة للاعب، ما بين الفردية أو الجماعية أمام لاعبين حقيقيين عبر الإنترنت، ما يشكل جاذبية كبيرة للتحدي والمنافسة وللتواصل.
ويحذر الخبراء من أن هذه الميزات جعلت اللعبة مادة خصبة للإدمان، ويقولون إنها عززت العنف والانتقام والعدوانية والعزلة وصعوبة التواصل لدي الأطفال، حيث يتخلى اللاعب عن مسؤولياته ويقضي جل وقته في اللعب.
وتشير الإحصاءات إلى أن مبيعات قطاع الألعاب الإلكترونية تجاوزت 100 مليار دولار، فيما تظهر دراسات حديثة أن واحداً من كل 10 أطفال مدمن على هذه الألعاب. ويحذر رجال السياسية أيضا من سوء استغلال هذه الألعاب الإلكترونية بعد قيام تنظيم داعش باستغلالها لتجنيد أطفال وقيام جهات متعدةة باستخدامها لارسال رسائل موجهة.
يقول استشاري هندسة الطب الحياتي د. زياد يوسف:
إن "أغلب الألعاب الإلكترونية مصصمة لتحفيز الأطفال ويتم ذلك عادة عبر سلوكيات سلبية لايسمح للطفل بفعلها في العالم الواقعي لهذا ينجذب ليها الأطفال، وتتسبب هذه السلوكيات السلبية في بناء نفسية شريرة لدى الطفل وروح لاستخدام العنف قبل أي خيار آخر".
وحذر الخبير من "غياب الوعي عند الوالدين الذين يلجؤون إلى العقوبة المباشرة، وهذا خطأ، والأفضل مصادقة الأطفال ومشاركتهم اللعب".
وقال الأستاذ بكلية التربية بجامعة عين شمس د. طلعت عبد الحميد:
إن "مواجهة الخطر تتركز في تحصين الطفل بالمعلومات والقيم والمهارات والأنشطة والقدوة وأيضا الرقابة عن بعد، ولايجب أن يقضى الأطفال وقتا طويلا على الإنترنت، ونحتاج إلى تغيير طريقة التفكير".
وحول استهداف الأطفال عبر الألعاب الإلكترونية، قال خبير أمن المعلومات أستاذ الإعلام الرقمي د. غسان مراد إن "إن هناك دائما من يستخدمون هذه الألعاب لاستهداف الأطفال، وأكثر الأطفال يبقون بمفردهم أمام الحاسوب ما يسهل للطرف الآخر الدخول إلى حواسيبهم نظرا لعدم معرفتهم بطرق الحماية، ومن ثم يمكن أن يبدؤوا بالتأثير عليهم".
وحول التشريعات اللازمة لحماية الأطفال، قالت المحامية والناشطة الحقوقية نهاد أبو القمصان:
إن "المنظومة التشريعية في مصر تتناول كل قضايا الجرائم الالكترونية، والحاجة الآن هي لنشر الوعي بهذه التشريعات، وبحقوق الأطفال، وما هو الآمن لأن هناك اندفاع شديد لاستخدام الانترنت خاصة بعد كورونا في الوقت الذي يجهل الكثير هذه التشريعات".
 وأكدت أبو القمصان أن "الحل الأمثل لحماية الأطفال هو تضافر الجهود الدولية للضغط على الشركات عابرة القارات من مقدمي خدمات الإنترنت عبر إدانة عالمية ورأي عالمي".