أخبار وتقارير

السبت - 12 يونيو 2021 - الساعة 06:13 م بتوقيت اليمن ،،،

عين العرب | متابعات




روى القيادي في المقاومة الجنوبية بمديرية المسيمير محافظة لحج المقاوم البطل "بشير صالح حسن الحوشبي" التفاصيل الأولى لإنطلاق معركة تحرير عاصمة المديرية من قبضة مليشيا الحوثي والتي توجت بتحقيق النصر في 11 - 6 - 2015 للميلاد.

وقال: تحرير مديرية المسيمير اتى من جبال قبيل وضنات وذلك بعد سيطرة مليشيا الحوثي على جبل الفقع المطل على منزلنا، وكانوا يطلقون رصاص المعدل والقناص نحو منزلنا، ثم تسللنا لهم في البداية انا وأثنين من أولاد عمي لحالنا وكان ذلك يوم 3 - 6 - 2015م بدون تنسيق مع أي قيادة، وانطلقت أول شرارة لعملية التحرير من بندقيتي انا وأولاد عمي الأثنين من جبل مطل فوق ضنات، ثم أنتصرنا واتونا مقاومين من مخران وريمه وحصل التقدم.

وأضاف: ثاني يوم أستشهد نبيل السروي بجانبي في جبل الفقع ونزلوه العيال وانا استمريت أقود مجموعة مكونه من ثلاثين فرد في جبل الفقع حتى حققنا النصر واخضعنا العدو ليتراجع الى جبل صرر الواقع أعلى منطقة قبيل السفلى، ثم استهدفونا بقذائف البي عشرة وصمدنا امامهم، وفي اليوم التالي كان القيادي جامع وهو من منطقة جراب ومعه مجموعة يقاتلون في جبل معروش أعلى من موقع العدو حتى تم دحره من جبل معروش، وكان معنا رجال مقاومة من ابناء الأزارق وعلى رأسهم عبدالحافظ وعبده مثنى الأزرقي وجموع من ابناء منطقتي ريمه ومخران.

وتابع قائلاً: هددونا بقصف منزلنا بقذائف الهاون بسبب ان أسرتي هي من تقدم الطعام والشراب للمقاومين في كافة المواقع، مع العلم باننا نسكن في أماكن تواجد المقاومة بمنطقة قبيل لحالنا، وجلست الأسرة تضحي بجميع أفرادها من أشقائي وأبي الذين كانوا يتجشمون العناء لإيصال المؤن والوجبات الغذائية والماء في أوقات الصباح والظهيرة والليل الى كافة مواقع أبطال المقاومة بقمم الجبال الشاهقة، وقدمت أسرتي أنموذجاً من الفداء التضحية واستمدت القوة والعزيمة من الله سبحانه وتعالى على طباخة الطعام الكافي لأكثر من 200 فرد متفرقين في عدة مواقع ممتده في قمم وسلاسل جبلية متباعدة وعالية المسافة، وكانت الأسرة لوحدها تطبخ كافة الغذاء ووالدي وأخي وبعض من عيال عمي هم من يوصلون الغذاء والماء الى جميع المواقع في مرتفعات الجبال العالية.

وسرد قائلاً: في ليلة 10 - 6 - 2015م اتصل بنا بعض المتحوثين يهددوننا ويطالبوننا بإخراج الأسرة لكون الحوثي عنده بلاغ بان أسرتي هي من تطبخ الطعام لأفراد المقاومة، وانهم جابوا مدفع هاون وثبتوه عند خزان مياه مدينة المسيمير لغرض استهداف منزلنا، وانا كلمت الأسرة بان يغادروا في الليل لكن أمي رفضت هذا الطلب وقالت سوف نبقى هنا نطبخ للمقاومة وما نخرج من منزلنا إلا شهداء، ثم بدء استهداف منزلنا فجر يوم الحادي عشر من يونيو وحطت أول قذيفة بجانب المنزل، ثم هرعنا انا وبعض من العيال لإخراج الأسرة، ورفضت أمي الخروج، ثم أتت قذيفة ثانية لتحط بزاوية المنزل مما احدث تحطيم لأعمدة سقف المنزل وما زالت آثارها باقيه حتى هذه اللحظة، ثم انسحب معظم المقاومين من مواقعهم نحو منطقة مخران، وبقينا انا وعبدالحافظ وعبده مثنى الأزرقي ومجموعة من ريمه وهم الشهيد البطل بسام الشيبه وعبده صالح وآخرين، وأتذكر قول المقاوم عبده مثنى الأزرقي وهو يحدثني قائلاً الأسرة تقصف بسبب المقاومة، يابشير اخرج أسرتك من البيت او جهزوا لنا عشرين انتحاري نهجم على جبل صرر الذي يرابط فيه الحوثيين لنوقف قصف الهاون من عند الخزان، ثم جهزنا سلاح معدل وعشرين مقاوم انتحاريين من الأزارق وريمه، وأخذت انا سلاح المعدل وتقدمت الجبل المقابل لموقع الحوثيين، وكنت أمشط لهم وذلك في حوالي الساعة التاسعة صباحاً بينما عبدالحافظ الأزرقي وعبده مثنى ومعهم مجموعة من الشباب صعدوا جبل صرر بصورة إنتحارية بقصد إقتحامه وبقيت انا أمشط المكان حتى تمكن الأبطال من الوصول الى موقع الحوثي واشتبكوا معه وجهاً لوجه وقتلوا العديد من عناصره ممن كانوا متواجدين بالموقع، وكان الشهيد البطل بسام الشيبه ومعه مجموعة من ابناء ريمه في خط السيارات الذي يخرج من قبيل عند الكنتيره، وعندما شافوا اصحابنا سيطرو على جبل صرر والحوثيين يلوذون بالفرار من الخيمة ومن مواقعهم بجهة المسيمير، تقدم البطل بسام الشيبه وعلي صالح وكان أمامهم طقم مدرع يحمل عيار 14 ونص تابع لمليشيا الحوثي وكانوا يظنوا انه خال من الأفراد، واقتربوا ناحيته وباشرهم من كان بداخله بوابل من النيران لينسحب من نجأ منهم الى مكان آمن، وعلى أثر هذه الواقعة استشهد عبده علي العبادي بالطريق بالقرب من الكنتيره، وحصل تهور منا والتقدم صوب العاصمة دون أي تكتيك او تنسيق مع أي قيادة، حيث ونحن كانت خطتنا الى جبل صرر فقط والمديرية سوف نرسم لها من عدة محاور في يوم آخر، ولكن نحن تهورنا بنفس الوقت وتقدمنا دون خوف نحن وجامع وبسام الشيبه ومجموعة من ابناء ريمه ومخران، في حين بقى أصحاب الأزارق في جبل صرر وما وصلنا قلب المديرية إلا ومجموعة من ابناء العاصمة من بينهم الشهيد عبدالله الفيتر قد تقدموا من جهة حبيل علاف والتقينا عند مطلع عقبة المسيمير المردومه المؤدية للشرطة.

واستدرك بالقول: اندلعت انتفاضة من شباب العاصمة الذين كانوا بالداخل، وحصلت المواجهات بيننا نحن والحوثيين، واستشهد الفيتر وبسام الشيبه وجرح حمزة جمال وعبده الكعيدي، حتى وصلنا الشرطة والضرب مستمر علينا من عدة اتجاهات من الحوثي ولم نعرف مصدرها ثم رمى جامع بقذيفة آر بي جي صوب مبنى الشرطة، وكان تعزيز قوي من التدخل السريع للحوثيين، فوقنا حتى تراجعنا الى الخلف وتحاصرت انا وراء بيت شجنه وشباب المقاومة من اصحابنا عند بين احمد الحكيم ودكان مازن القريضي ودارت معركة قوية شارك فيها الكثير من ابناء المسيمير من العاصمة ومن القرى الأخرى وشاركت فيها ايضاً النساء بتقديم العون والمدد للمجاهدين وتزويدهم بالماء والغذاء وأصب البعض منهن بالرصاص وسقطت شهيدتان اثناء المعركة "بنت المريدي وزوجة عبيد سالم" بالإضافة الى أستشهاد كلاً من وليد قائد وشقيق صبري عبدالله حيدرة.

ومضى قائلاً: انطلقت هجمة التحرير من قبيل دون أي تنسيق من أي قائد، وانتفض شباب العاصمة من الداخل والتقت مجموعة الفيتر من حبيل علاف بنفس الوقت وهذه قدره من الله كانت دون أي اتصال اوتنسيق معهم، ثم انا واصلت المشوار بأكبر مجموعة اقودها في جهة الميسرة بقيادة جامع وفي الميمنة كانت بقيادة منجستو وفي الوسط بقيادة حمزة حسين ناجي، ثم كانت الهجمات علينا من الجبال المطله على منطقة مريب حتى حررنا جبال الأسد ومناعة ليلة استشهاد القائد محسن مجستو، وبقينا هناك وحصلت هجمات تحتنا في مشيقر في ليلتين كانت اقوى مواجهات سقط فيها عدد من الشهداء منهم رياض جودات وعبد درويش وحمزة وايهاب وجرحى آخرين حتى تحرر جبل مشيقر، وآخر هجمه انتحارية كانت بدخول جبل السنترال الواقع في منطقة عقان حينما تقدمتها بمجموعتي وكانت أشرس هجمة انتحارية لي في حياتي، واستشهد حينها من رجالنا المقاوم البطل قائد مثنى المغرمي فيما جرح آخرون، ودارت المواجهات وجه لوجه حتى اختلطنا نحن والحوثيين مع بعض ولكن كان تعزيزهم كبير واستطاعنا ان يزحفوا نحونا، ثم تحاصرنا في مكان ضيق تحت مواقع الحوثيين مباشرة وكنت حينها أشاهد المقاوم يسري العمري عندما أنسحب يجري وهو جريح وانا محاصر، ثم تواصلت بجامع وطالبني بالإنسحاب، وعندما انسحبت جهة البئر المحاذية لطريق قيف وانا أجري ظهرت على موقع الحوثي المعتلي وكان يرمي عليا وانا أجري والرصاص يسقطين بالقرب مني وتحت أقدامي ونجيت بأعجوبة إللاهية من الموت حتى وصلت وألتقيت بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي الذي كان مشاركاً في هذه المعركة وحينها جرح أحد مرافقيه الشخصيين وكنت أقول له ياشيخ عيدروس أنسحب خسارة ان يحصل لك شيء هنا بالحواشب، وهو متألم على الشهداء الجرحى ونحن جالسين على مقربة من مواقع الحوثيين، ولن نستطيع الإنسحاب في النهار كي نصل رهوة مريب، وكانت الدبابة ثلاث مرات تأتي تريد إخراج الرئيس عيدروس الزبيدي وهو يرفض، وآخر مرة قلنا كلنا لأزم تطلع الدبابة وتخرج من هذا المكان، وآخر كلمة قبل مايطلع الدبابة قلت له ياشيخ عيدروس نحن محتاجين لك والجنوب محتاج لك في هذه المرحلة، اقسم بآيات الله اني كلمته بهذه الكلمات وذكرته هذه المرة عندما التقيت به في السابع والعشرين من شهر رمضان للعام 1442هـ انا والأخ رئيس الاتحاد العام الاقتصادي الوطني الجنوبي.

وأستطرد متحدثاً بالقول: وهناك عدة هجمات ومواقف حصلت معي في هذه المعمعة التحررية لايتسع المقام لذكرها، وعندما دخلنا لواء لبوزة ومنعت الناس من نهب وسلب أصول وممتلكات المعسكر، وكان لي دور في ايقاف بعض الأشخاص الذين حاولوا نهب الأسلحة الثقيلة والدبابات من هذا اللواء ليلة ما أستشهد فضل ناصر راوح باعتبار تلك ممتلكات عامة تعود لجميع ابناء الجنوب وتعد ملكاً لهذا الوطن، ثم انخرطت بالقتال في صفوف المقاومة بجبهة كرش وكنت أقود حينها مجموعة تتبع القائد فضل حسن العمري واتذكر حين شنينا هجمات انتحارية وكان هناك القائد محمد علي الحوشبي طيب الله ذكره وأعز قدره ورفع شأنه، مشاركاً في الجبهة، واقتحمنا حينذاك جبل مشكورة وجبل الإرسال حتى حققنا نصر كبير وفقد علينا في هذه المعركة المقاوم علي ركب الذي لم نعلم مصيره حتى الآن، ونفذنا عدة هجمات لإنتشال جثته ان كانت الإصابة قد تسببت بإستشهاده ولم نتمكن بسبب وجودها في نطاق سيطرة الحوثي ولم نعثر على جثة هذا المقاوم الحوشبي البطل الذي يظل مفقوداً ومصيره مجهولاً حتى اللحظة.

واختتم حديثه بالقول: شاركت في جبهة حبيل حنش مع عبد الخالق منجستو وبعدها مع يسري، حيث عرضت عليا قيادة سرية في بداية جبهة الساحل الغربي ورفضت وقلت لهم سوف أقاتل داخل الأراضي الجنوبية حتى الحدود فقط ولن أقاتل خارج حدود الجنوب حتى لو يعطوني سفينه ذهب وقائد لواء، كما شاركت في تحرير العاصمة عدن من العصابات الإرهابية مرتين مرة مع صالح السيد ومرة مع القائد يسري الحوشبي، علاوة على مشاركتي في جبهات محور أبين مع القائد الحوشبي يسري العمري حتى لحظة أستشهاده ونحن هناك بالجبهه
حيث كنت انا ركن طبي للواء العاشر صاعقة ومازلت على هذا المنصب حتى هذه اللحظة، ناهيك عن مشاركاتي ومغامراتي الإنتحاريه الأخرى في حرب الحوثي والتي لايتسع المجال لسرد تفاصيلها، فضلاً عن مشاركتي بالكفاح المسلح عام 2008م مع الدكتور ناصر الخبجي في حرب جبال الأحمرين بردفان ضد قوات الإحتلال، ومشاركاتي العديدة الأخرى منذ العام 2007م حتى يومنا هذا وكلها من أجل تحرير بلدنا واستعادة دولة الجنوب.