تحت شعار إقرأ لترتقى شهدت مدينة غيل باوزير عصر الأحد - 26 سبتمبر 2021 افتتاح المعرض الثالث للكتاب
و الذي يأتي ضمن الأنشطة التي تهدف إلى إحياء الحراك الثقافي بالمحافظة بشكل عام و قد أقيم المعرض بجهود الشباب في فريق (We Can) وبالتعاون مع مؤسسة أثر التنموية .
تم افتتاح المعرض بحضور كل من الأستاذ محمد العطاس مستشار محافظ حضرموت والدكتور عدنان حمران مدير مديرية غيل باوزير والأستاذ أكرم باقحيزل مدير مكتب الثقافة بمديرية غيل باوزير والدكتور محمد العمودي مدير مؤسسة أثر التنموية والأستاذ أديب الحضرمي مدير شعب التعليم الفني إضافة إلى منسق فريق (We Can) .
حضور نسائي طاغ :
لحسن الحظ كنت من الزائرين والمغطين إعلامياً لانطلاق هذا المعرض وأكثر ما شدني فيه بعد كون الحدث معرضاً للكتاب هو الحضور النسائي الطاغي جدا والذي لا تخطؤه عين فنون النسوة كانت مهيمنة عارضة وزائرة ، إلى درجة تدعوك لتتساءل أين الشباب ، لكن يبدو أن هذا العصر عصر نسائي بامتياز .
ثلاثي نسائي مميز:
سعاد سواد ، نور الهدى باشراحيل ، وسماهر بن طالب الغائبة الحاضرة ، ثلاثي نسوي كن ... هواهن مختلف , لكن جمعهن الأدب والرواية ، كن من أهم رموز هذا المعرض حيث خصص لكل واحدة منهن ركن تعرض فيه آخر إصداراتها الأدبية ، لم يكن أحسن المتفائلين يظن وخاصة في مثل هذه الظروف أن يجد أديبة حضرمية شابة لكن هاهو يفاجأ بثلاث أديبات وروائيات حضرميات و يوقعن روايات وقصصاً خطتهن أناملهن .
أمر يجعلك تسترجع السؤال الذي يتناوله أولو الشأن في الأدب هل هناك أدب نسوي ؟ وكيف يمكن تعريفه ؟ وكما هو معروف أن هناك تعريفان له فهناك من يرى أنه يشمل كل ما تكتبه المرأة بينما يرى آخرون أن الأدب النسوي هو المواضيع، التي تتناول وتمس المرأة حتى لو كتبها رجل. لكن هذ المعرض يبدو أنه سيجيب زائره عن كثير من التساؤلات , قد يكون منهن سؤالنا السابق .
الأديبة الطبيبة سعاد سواد :
على خطى غسان حتاحت و رجاء الصانع , هاهي تتكرر مرة أخرى , تجربة الجمع بين الطب والأدب ، الطبيبة سعاد عمر عبدالله سوّاد من مواليد الكويت في 12 أكتوبر 1984م .
حاصلة على بكلاريوس طب وجراحة عامة تدرس حاليا في عين شمس ماجستير طب شرعي آخر أعمالها الروائية سلسلة الحب والوطن وتتناول الأحداث التي تمر بها اليمن من 2015 ‘لى 2020 الجزء الاول حين عاد قلبي من 2015- 2016 والجزء الثاني زاد الشوق من 2016 – 2020 حيث يعتبر هذا هو الإصدار الثالث المنفرد لها ونشرت من قبل دار نشر مصرية وبجهود ذاتية .
وبتلقائية سألتها كونها طبية في الأساس ما الذي يجعل كثيرا من الأطباء يبدعون في الرواية والأدب ! ، وهل لممارسة الطب أثر على كتاباتك ؟ فأجابت : (( كانت دراسة الطب هي رغبة الأهل بينما شغف الأدب كان ملازما لي منذ الطفولة .... وحتماً أثر الطب على كتاباتي الأدبية ، ولدي روايات متعلقة بالطب لكني لم انشرها بعد )) . وأضافت قائلة (( أن فرصة الإبتعاث إلى مصر كان لها دور كبير في انطلاقتي الأدبية و أتاحت لي فرصة لا تقارن بما هو موجود لدينا )) .
وحينما سألتها عن رواية ( همام مبثوثة ) التي حصلت على جائزة عليها قالت :
(( رواية همام مبثوثة وحصولي على جائزة عليها أيضا فتحت لي أبوابا كثيرة كالالتحاق بورش الكتابة الكترونيا مع عدد من النقاد والتعرف على كاتبات مصريات الأمر الذي انعكس كثرا على مستواي في الكتابة )) .
كما أكدت الروائية سعاد سواد ومن خلال تجربتها (( وجود إشكالية تطوير المهارات الأدبية في بلدنا حيث سيكون طبيعياً تخبط أي كاتب شاب لأنه لا يوجد مكان واضح المعالم يمكن أن يقصده أي مبدع وهذا ما حدث لي في حضرموت وجعلني أتأخر في عملية النشر بعكس ما هو حاصل في غير بلدنا )) .
وأضافت مشجعة : (( أتمنى على كل كاتب مبدع شاب أو شابة أن يستمر مهما كانت الصعوبات لأنه في يوم من الأيام سينضج إبداعه ))
الروائية سعاد سواد حازت على جوائز كثيرة منها جائزة رئيس الجمهورية للشباب في مجال القصة عام 2010 , إضافة إلى فوز روايتها (هُمام مبثوثة ) بالجائزة الثانية في مسابقة (دار المثقفون العرب للنشر والتوزيع ) في مصر.
نور الهدى باشراحيل :
نور الهدى فهد باشراحيل كاتبة شابة يملؤها الأمل وهي من مواليد ١٦/ نوفمبر ٢٠٠٠ ولها نشاطات متعددة فهي روائية وكاتبة محتوى وسناريست كما أنها تعمل كمدقق لغوي وكاتب محتوى لدى قناة حضرموت الفضائية و كاتبة محتوى لدى مكتب mix3 و رئيس تحرير مجلة سلوكي حياة و عضو في اتحاد فكر للكتاب والمثقفين العرب
نور الهدى هي صاحبة رواية كفى التي كانت حاضرة في المعرض وهي تحكي عن استعادة ذكرى قصة حب قديمة , وتعالج قضايا الطبقية والتنمر والهجرة .
نور الهدى كغيرها من المبدعين تشكو قلة الدعم حيث قالت (( أن ما أتي بهذه الرواية إلى الوجود إنما هو الجهد الشخصي المحض , حيث لم الق دعما من أي جهة في بلدي في تجربتي الأولى )) .
وحينما سألتها هل تغير الحال بعد نشر الطبعة الأولى من الرواية ؟ أجابت نور الهدى (( بعد ما أن نشرت الرواية الأولى و عرف اسمي في الوسط الأدبي لم يتغير الأمر كثيراً سوى في الإطراء والإشادة فحسب ، المؤسف أن الدعم والتشجيع لم يكن من البلد لكن من خارجها ، فقد تكفلت بنشر الطبعة الثانية من روايتي دار نشر مصرية ( كتبنا ) )).
وعن إعمالها المقبلة قالت الأديبة نور الهدى (( ترقبوا رواية قريباً بعنوان سلام )) ودعتها و أنا أرجو السلام لها ولبلدنا فقد طال انتظاره .
نور الهدى حازت جوائزًا مختلفة أهمها جائزة المركز الأول لكتابة المحتوى ضمن برنامج مستقل التابع لمؤسسة حضرموت
حائزة على المركز التاسع لكتابة القصة القصيرة ضمن مسابقات دار كتبنا المصرية على مستوى ٢٢ دولة
حائزة على درع التميز و وسام الكاتب المميز من مجلة مدارات الحروف العربية واتحاد فكر للكتاب والمثقفين العرب .
سماهر بن طالب :
سماهر فرج بن طالب الكثيري. وهي روائية شابة أخرى لم تكن حاضرة بجسدها لكن ببعض رواياتها خاصة رواية
( ألا نعود )ونابت عنها في عرضها زميلتها الروائية نور الهدى ، سماهر من مواليد 2004 م بالمملكة العربية السعودية-جدة. بنت أصلها من حضرموت ومن شبام الصفراء تحديداً وهي تقيم حالياً في جمهورية مصر العربية .
سماهر حصلت على المركز الأول في كتابة السيناريو المسرحي على مستوى المدرسة لعام ٢٠١٧. كما نالت الوسام الذهبي لعام ٢٠٢١ بمجلة مدارات الحُروف العربية. إضافة إلى حصولها على وسام الكاتب المميز لشهر فبراير عام ٢٠٢١ بمجلة مدارات الحُروف العربية.
-تُعدّ رواية "ألّا نَعود" هي العمل الروائي والباكورة الأدبية الأولى للكاتبة.
مشروع شاعرة وقاص : نوره باكيلي – أحمد بامحمود
وعلى خطى هذه النجمات الثلاث ، نوره عمر باكيلي و أحمد بامحمود اللذان مضت أيام فقط على تخرجهما من الثانوية العامة وهاهما يحوزان لهما مكانا في هذا المعرض .
نوره باكيلي :
مشروع شاعرة بالفصحى وكذا العامية مذ أن كانت في الصف الرابع الابتدائي وكبرت معها هذه الموهبة وأحبتها وتعلقت بها ولها ديوان شعر لم تطبعه بعد ، كما أن لها محاولات في كتابة القصة فلها قصتان لم تنشرهما بعد ، وحينما سألتها عن المشجع لها والدافع أجابت أن الأمر مجرد شغف ذاتي و أنها لم تلق تدريبا أو توجيها من مختصين ، ولكن كان لأمها أثر كبير في تشجيعها وكذا من بعض مدرساتها اللاتي لا زلن يتواصلن معها.
نوره تعتبر أنها لا تزال في بداية الطريق رغم أن من حولها يخبرونها أنها كاتبة وشاعرة موهوبة ، لكنها تصر على أنها لازالت في البدايات . وعن الدعم والتشجيع من السلطات قالت بحرقة نعم يأتون ويشجعون معنوياً لكن الدعم المادي والفعلي من طباعه وتشر وخلافه لا نجد منهم دعماً للأسف وقد يكون مرد ذلك إلى الظروف التي تعيشها البلد .
أحمد محمد بامحمود :
( 19 سنة ) الشاب الوحيد ضمن هذه الجوقة الثقافية وهو كـ (نوره ) أنهى دراسته الثانوية قبيل أيام قليلة ، ويعرف أحمد نفسه كشاب مبتدئ في عالم الأدب وهو يقف أمام باكورة إنتاجه المنشور ( بالأمس كنت كارهاً ) الذي يدور حول شاب فقد والده صغيرا ، ثم وقع في الغرام ، الذي قلب حياته وغير مسار حياته ضمن أحداث متسلسلة , هذه القصة التي يذكر الشاب أحمد أنها أول تجربة يخوضها في النشر مضيفاً أنني لم أكن متوقعا أن يظهر أسمي على غلاف كتاب مطبوع ويباع في المكاتب , ويتحدث الشاب أحمد عن تشجيع أستاذ له يدعى محمد لم يلقه شخصيا لكن عن طريق التراسل كان له دور في تحفيزه و دعمه
وعن المساندة المادية أكد أحمد أن تسعين بالمائة كان بجهد شخصي بدون أي دعم ولا مساندة ذات أثر ، وكزميلته نوره كانت الأم حاضرة فقد خصها أحمد بامتنانه لها لدعمه وتشجيعه .
اتحاد معاناة :
من حديثي مع الكاتبات الثلاث وحتى مع الشابين احمد ونوره ... صدمني وآلمني اتفاقهم في جملة ( أنهم يأتون ويرحلون فحسب ... ) .
وهم يقصدون الجهات الرسمية المعنية بالثقافة والعمل الثقافي نعم حصلوا على دعم معنوي لكن بعد أن برزوا بجهودهم الذاتية وحتى الدعم المعنوي ليس كافيا فلابد من تحفيز مادي .. كالإسهام في الطباعة والنشر . وشراء كميات من إنتاج الشباب المبدعين وتوزيعها على النقاد في البلد و كذا المراكز الثقافية .. وتخصيص مسابقات أدبية .
فقد وصل الأمر ببعض المبدعين الشباب أن يقولوا أنهم توقفوا عن المشاركة في بعض الفعاليات بسبب الظروف المادية التي تعيقهم .
أمل :
قد يكون قفزا على الواقع أن نطالب بحراك طبيعي في زمن غير طبيعي زمن اضطراب زمن حرب ، لكن جريمة هي بمكان أن نترك مبدعين يواجهون واقعا مرا وحدهم واعتقد أن ثمة من يهتم في وسط كل هذا الضجيج أن يبرز لنا شباباً ، يثبتون أننا لا نحيا بالخبر وحده .
أملنا في الجهات المعنية أن تلتفت إلى المبدعين وان تدعم بقدر استطاعتها وبالقدر الذي يأخذ بأيدهم ليحلقوا في سماء الأدب والعلم .
تقرير من أعداد :
أمجد الرامي