أخبار وتقارير

الجمعة - 19 نوفمبر 2021 - الساعة 04:18 م بتوقيت اليمن ،،،

خاص-عين العرب


هشام الكاف – خاص- عين العرب

-  بعد مرور حوالي خمسة أشهر على أتفاق الرياض وقبله ماراثون مفاوضات جدة بين وفد الحكومة الشرعية و المجلس الأنتقالي يسأل السائلون وهم كثر، عن أين أتفاق الرياض؟ - أين هو لم يترجم على أرض الواقع؟، أين الخلل؟، سيل الأتهامات طبعاً بين الطرفين كلا على حسب مصلحته ومصلحه الأفكار التي يحملها يرى بأن الطرف الآخر هو المسؤول عن الخلل وعن عدم تطبيقه، تتبعنا وسائل الأعلام لكلا الطرفين لنعرف هل فعلاً من خطوات مجدية لأحد الأطراف للتنفيذ مقابل تلكؤ من الآخر؟، كان سيل الشتائم هو المحطة الرئيسية التي يمر بها أي شخص يحاول يفند ويعرف الحقيقة و التي لا معنى لها بغير قانون المصلحة في السياسة.. 
والآن بعد كل هذه الفترة – أجد أن الأسباب الرئيسية التي جعلت أتفاق الرياض يبقى في الرياض ولم يتم تطبيقه في  الواقع هي كالتالي : 

1- كان الاتفاق يركز على الجانب الامني بين الشرعية و الانتقالي وكيفية ايجاد مخارج مرضية ومقنعة لكلاهما دون ان يكون لمصلحة المنطقة و الجغرافيا أي دور؟، أذ بمعنى أن الأتفاق لم يراعي الحدود و المساحة الجغرافية التي يمكن لأي طرف ان يحتفظ بها وكيفية أيجاد حل لمشكلة تناقض التوجه بين قوتين عسكريتين كل واحدة منهما تنادي بدولة مختلفة عن الأخرى! ، إذ أن الأمر تعدى أن يكون جيش يتبع حزب أو فصيل سياسي معين في أطار دولة واحدة   وان كانت شكلية ومغيبة عن القيام بدورها الطبيعي ، وفي المقابل قفز الاتفاق على كل هذه التناقضات نحو مجموعة ترتيبات امنية تأخذ بالتدريج بلا معنى ولا هدف لها  سوى أنها تنشر في وسائل الأعلام، و التي حاولت السلطة الشرعية لي ذراع الاتفاق لأجل مصالحها المؤقتة . 

2- لم يحدد الاتفاق – من المسؤول عن كل هذه التعطيلات التي سببت أحداث شبوة 2019- ولم يكن هنالك أي تصريح رسمي من قبل يذكي فيه التحالف العربي على جرح احد الطرفين بأعتباره راعي الخروقات و القلاقل،وهذا الأمر استمر لما بعد الأتفاق – فـ بالرغم من مضي كل1هذه المدة على التوقيع و التصوير و التسمين و التشحيم للحاضرين– لم يتوضح للكثيرين من المسؤول عن الخروقات؟- الضبابية في وضع من هو الجاني من المجني عليه في مرحلة الأعداد وفي مرحلة الخروقات وفي مرحلة النسيان جعلت الاتفاق على مايبدو عليه و الضباب الكبير الشائك هذا من المشاكل العديدة التي تتغذى عليها الحكومة الشرعية بطريقة او بأخرى .. 
3- بعد قرابة السنتين – صارت شبوة بيد الحكومة الشرعية – وقبل الاتفاق كانت بعيدة عن قوات  بيد الحكومة– بينما المجلس الانتقالي يسيطر على باقي مناطق الجنوبية الاخرى – وكل هذه القوات وبالرغم من تناقضهما الصرف على أرض الميدان– يتبعان التحالف العربي ويمشيان على خطى ورحابة المملكة وكرمها و التي لم توضح أو تؤنب أو بشكل دقيق لم يكن هنالك استخدام لأي أيادي أو أساليب لألجام أحدهما و لي ذراعه لأجل تطبيق المخرجات؟ ؛ فلو أفترضنا – ان الطرف المعرقل هو الحكومة الشرعية بالكامل وكل مالها أنها تتعاطى مع الحوثي في الشمال ضد المصلحة الجنوبية للأنتقالي – طيب.. ماهي الأجراءات للجم هذه الحكومة؟- للجم الصراخ و العويل في الشمال- و الشطارة و البطولة في الجنوب؟- كانت مجمل الأجراءات – تغريدات تويتر التي تتقنها الحكومة الشرعية جيداً ! 

3-أن أتفاق الرياض خامساً كان قائماً على فكرة أيجاد حل مهدئ لمشكلة طويلة الأجل بين طرفين لا يطيقان بعضهما البعض منذ أن نشأ التحالف العربي في مارس 2015، و الذي سبب التنافر بينهما لأحداث كثيرة طيلة السنين الماضية وكان أهم حدث فيها ؛ أحداث محافظة شبوة و التي أفرزت الاتفاق في النهاية- لذلك كان الاتفاق لتخفيف الاحتقان بين الطرفين وليس لـ أيجاد حل لمشاكل سياسية و عسكرية أخرى وهو الذي جعله يتورم ويصبح من الصعب تطبيقه كون الأمر صار زائد عن الوزن المطلوب، بمعنى ان الاتفاق في وسائل الاعلام كان لصورة مغايرة وكبيرة عن الاسباب و المسالة الحساسة التي اتت به - احداث شبوة وتنازع المناطق الساحلية بين الشرعية و الانتقالي وبالتالي أودى به إلى أن يتضخم ويتورم ويصبح في خبر كان! .

هشام الكاف – كاتب وباحث سياسي.