أخبار وتقارير

الأحد - 30 أبريل 2023 - الساعة 06:07 م بتوقيت اليمن ،،،

خاص - عين العرب

حوار :

أمجد الرامي

 

ان تزور متحفا في إحدى المدن الكبيرة لربما هو أمر اعتيادي ... لكن زيارةمتحف في إحدى قرى حضرموت النائية لهو أمر مستغرب بل الأكثر غرابة هو وجود المتحفنفسه .

لم تكن وزارة الثقافة ولا شيء من مؤسسات الدولة وهيئاتها هي منشئة هذاالمتحف ، بل وليست صاحبة الفكرة حتى ..... سالم محمد باراس هو من استحوذت عليه هذهالفكرة و بذل في سبيلها جهده ، حتى أخرجها الى الواقع متحفاً منزلياً ، به اكثر من300 عينة شاملة جميع انواع المقتنيات و الثرات القديم والتاريخي والأعشاب .

المدرس والرحالة والكاتب :

صاحب فكرة هذا المتحف عندما تلقاه وترى انجازاته ، سرعان ما يذهب فكركإلى رواد الرعيل الأول من المعلمين الموسوعيين فهو معلم ورحالة وكاتب  ... الأستاذ سالم محمد بجود باراس الحاصل على بكالوريوسدراسات أسلامية جامعة العلوم والتكنولوجيا ، والقاطن قرية الدهماء والمشتغل بمهنة التدريس منذ عام ٩٥م هو كتلة منالمواهب التي امتزجت بحب هذه الأرض وناسها ، كان لي معه لقاء هذه خلاصته :-

فكرة المتحف :

كان من الطبيعي ان أسأله في أول لقاء عن سبب تعلقه بهذه الهواية رغم انهابعيدة عن مجال تخصصه الاكاديمي ، حيث اجاب قائلاً :

((  هواية كل قديم وتراثي هي هوايةتجري في دمي لأشياء كثيرة فطبعي الفضول العلمي والثقافي والتاريخي ،وأحب أن أغوص فيعلوم كثيرة كثقافة وحب للمعرفة والاطلاع ، ،فقد تعلقت بهواية جمع العملات بأنواعهاوكنت ألوي لها أعناق الإبل إن جاز لي التعبير وهي هواية الملوك كما يقال ،ثم أحببتجمع كل قديم من مناطق شتى رغم راتبي البسيط كمعلم ، فجمعي كان له عدة أسباب منها الجمعللتدوين والتوثيق للأجيال والتعريف بها ))

 استاذ سالم هل ثمة دوافع أخرى لك غير كونهاهواية ؟

- طبعاً ولاشك أن منها لفت الإعلام لتعريف الناس بتراث حضرموت واللبس الحضرميالأصيل ، كما أن هناك جانب ثقافي وتاريخي أحببت إظهاره للمجتمع فمثلاً العادات والتقاليدبالهضبة وحضرموت لذلك وضعت كتاب زبدة الخلاصة في عادات وتقاليد حضرموت طبعته دار الوفاق..اهتممت بالشعر الشعبي القديم فوضعت كتاب المقدم الشاعر سعيد بن سالم بانهيم وعاداتوتقاليد من سيبان طبع عام ٢٠١٦م .

زوار المتحف :

ماذا عن زوار المتحف هل يندرجون تحت فئة معينة ؟

أثناء تنفيذنا للفكرة في 97 م زارنا كثير من السواح ، والحمدلله الانكذلك فالكثير  يتوافدون لزيارة المتحف من الأهاليوالمواطنين والمعلمين والطلاب ، ممن جمعهم حبهم للثرات .

تعب وجهد وشغف :

ماهي الصعوبات التي واجهتكم وتواجهكم ؟

كانت الصعاب كبيرة لا توصف في أسطر عابرة ،..فقد وضعت خطة وتحدي كبير أمامنفسي لخوض غمار هذا الموروث الشعبي الأصيل ، وكان للأعشاب والنباتات الطبية نصيبهامن الجهد رغم مشقة البحث والتدوين وخوض الصعاب بكل ما تعنيه الكلمة ،فيحتاج لك نزولميداني لكل عشبة سوى قطع مسافات شاسعة وكبيرة أو نزول أودية عميقة أحياناً في شدة البردالقارس وأحيانا أخرى في شدة الصيف وحرارة الشمس المحرقة .. نحن وضعنا لبنة وعلى الجيليكمل المشوار ويصحح عملنا ويضيف ما يرى أننا تجاوزناه بغير قصد ،فنحن عملنا بكل طاقتناوجهدنا رغم كل الصعوبات والمعوقات وبذل المال والوقت والجهد ،لنوصل رسالة فالعالم اللهكم تعبنا وسهرنا في منطقة لا اتصالات فيها ولا خدمات ولا طريق معبدة وكم سنحصي من لآاااتفدونها العين وليس الخبر كالمعاينة .

محتويات المتحف

هل لك ان تطلعنا علىي طبيعة محتوياتالمتحف ؟

المتحف يحوي أقساما شتى منها :

1- العملات : كعملات النقيب صلاح وعملة القعيطي عملات جمهورية اليمن الديمقراطيةالشعبية والفرانصة وعملات لعدة دول عربية وأجنبية 2- المجسمات

وهو الأهم بالمتحف قمت بتصميم مجسمات وكان عملاً مرهقاً ( امرأة تطحن علىالمرهاة امراة اخرى بيدها المغزل  تدق بالهوند امرأة اخرى بزي تقليدي )

3- اللباس الحضرمي القديم : وكان لأم محمد الدور الأكبر في مساعدتي فيه لساعاتطوال في عملية التصاميم والترتيب للمتحف. 4-الاعشاب والنباتات : ويحوي عينات بسيطةللأشجار بالهضبة  5- الاسلحة القديمة  6- ادوات منزلية ثراتية  7- متنوعات : وأهما  ناب الفيل الذي عمره أكثر من ١٥٠ عام .

ما كانت ردات الفعل للمجتمع و للأهلتجاه ما صنعته ؟

..الحمد لله جنيت ما تعبت فيه فقد رأيت فرحة عارمة من المواطنين نساء ورجالوأطفال ومن كل شرائح المجتمع وهم يزورون المتحف الذي أفتتح عام ٢٠٢٢م ، وجاءتني ردودفعل كبيرة تنم عن سعادة لا توصف للحفاظ على هذا الإرث الثقافي والتاريخي وعادات وتقاليد،وخاصة بعد ظهوري في بعض القنوات الفضائية .

هل ثمة جهات قدمت لكم دعماً ؟

للأسف لا توجد أي جهة قامت بدعمنا فالجهود كلها ذاتية ، ومن حر مالي الخاص،ولكن كل يهون في سبيل التدوين والتوثيق لحضرموت وتراثها ،نحن حاولنا بكل الطرق التوثيقفي المجلات والصحف والمواقع الإلكترونية ، ،فحاولنا نواكب التطور والدعاية لأنها السبيلالوحيد في العصر التطور التكنولوجي لتوصيل الرسالة لأكبر شريحة في المجتمع .

الاثار بشكل عام مهملة ومستباحة هلشاهدتم شيئاً خلال جولاتكم لجمع الاثار يوحي بخطورة ما يحدث للآثار ؟

طبعاً العبث بالآثار يوجد بكل مكان بالعالم ولكن باليمن له نصيب الأسد لأسبابعدة الجهل بهذا التاريخ والآثار الهامة ،غياب الوعي وعدم إدراك قيمة ما يفعلون ،عدموجود توعية في مناهجنا التعليمية لأهمية الحفاظ على الآثار والتعريف بها كقيمة تاريخيةهامة .

هل من كلمة أخيرة تحب ان توجهها إلى جهةمعينة ؟

نوجه كلمة شكر وتقدير للجهود التي يقوم بها الشاب المبدع والنشيط رياض باكرموممدير الآثار بحضرموت ، ونأمل من السلطة دعم حقيقي يليق بمن يجد أي آثار تخص حضرموت، ،ونتمنى من المواطنين الحفاظ على تراث وثروات اليمن بشكل عام ،لأنها تايخنا وإرثناوثقافتنا