يعاني الشرق الأوسط من مشكلة الميليشيات. من بين 400 مليون شخص في العالم العربي، يعيش أكثر من ربعهم في بلدان حيث الدولة أضعف من أن تتمكن من كبح جماح الجماعات المسلحة. لبنان فيه حزب الله. يوجد في اليمن الحوثيون، وهم فصيل شيعي يسيطر على المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان في البلاد. العراق لديه كوكبة من الميليشيات. وكذلك ليبيا وسوريا.
أن تكون لبنانياً يعني أن ترى، في كل الأحوال، بذور حرب أهلية جديدة. لقد وفرت الأشهر الأخيرة سببا كافيا للقلق. وفي مارس، واجه سكان قرية رميش المسيحية في الجنوب أعضاء من حزب الله، وهو ميليشيا شيعية وحزب سياسي، أثناء محاولتهم إنشاء منصة إطلاق صواريخ في وسط المدينة. ثم في 7 أبريل، تم اختطاف باسكال سليمان، المسؤول في القوات اللبنانية، وهو حزب مسيحي يميني، بالقرب من مدينة جبيل الشمالية وقتله. وسارع زعيم الحزب إلى التلميح إلى دور لحزب الله.
مثل هذه المجموعات ليست فريدة من نوعها في الشرق الأوسط. وما يجعل ميليشياتها متميزة هو تعايشها مع الدولة.
تجلب الميليشيات حرباً ضروساً إلى بلدانها. لكن منذ 7 أكتوبر، ساعدوا أيضًا في جر أربع دول عربية إلى معركة متصاعدة مع إسرائيل، حيث عملوا كوكلاء لإيران، التي امتنعت حتى وقت قريب عن القتال بشكل مباشر.
تقوم الميليشيات بقتل وترهيب مواطنيها، وتنهب مليارات الدولارات من سندات الخزانة، وتخيف المستثمرين الأجانب. إنهم مكروهون بشكل متزايد، ولكن من الصعب للغاية اقتلاعهم من جذورهم.
إن استخدام العنف أو التهديد به هو العامل الأول. ويُلقى اللوم على حزب الله على نطاق واسع في سلسلة من الاغتيالات التي طالت خصومه، من رفيق الحريري، رئيس الوزراء الأسبق، في عام 2005.. لقد عرفوا بالضبط من سيقتلون.
يلعب المال دوراً أيضاً: حيث تسيطر العديد من الميليشيات على إمبراطوريات اقتصادية واسعة.
إن الدول الضعيفة وغير الشرعية هي العنصر الأول في سيطرة المليشيات. وتستمد ميليشيات المنطقة من آبار عميقة من الغضب الشعبي.
أضف بعد ذلك الحرب التي تكون بمثابة سبب وجود الميليشيات وتجعلها مفيدة للدولة. لعقود من الزمن، سيطر نظام الأسد على سوريا بإحكام. ثم جاءت الانتفاضة الشعبية في عام 2011 والتي تحولت إلى حرب أهلية عندما بدأت القوات في قتل المتظاهرين. وكان الجيش السوري بحاجة إلى المساعدة من العديد من الميليشيات لسحق الثورة.
تمنح الدولة في كثير من الأحيان درجة من الشرعية لمثل هذه الجماعات، ثم تجد أنه من المستحيل التراجع عنها. ودعا الاتفاق الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان عام 1989، جميع الميليشيات إلى نزع سلاحها. لكنها استثنت حزب الله الذي قال إنه جماعة مقاومة تقاتل إسرائيل.
و تنقسم ميليشيات الشرق الأوسط إلى فئتين. واليوم هم الدولة في معظم أنحاء اليمن. لكن باستيلائهم على السلطة، حشد الحوثيون المعارضة. ويلومهم العديد من اليمنيين الآن على الفقر والمجاعة والمرض. بصفتهم متمردين، هاجم الحوثيون الفساد الرسمي؛ في السلطة، اعتنقوا ذلك.
أولئك الموجودون في العراق ولبنان وسوريا فقد اتبعوا سيناريو مختلفاً. وبدلاً من الاستيلاء على الحكومة، سعوا إلى استمالتها. ويوزع حزب الله العقود عبر الوزارات، ويستأجر مؤيدين لوظائف الخدمة المدنية، ويسرق الأموال من الجمارك.
