كتابات وآراء


السبت - 16 مارس 2024 - الساعة 10:26 م

كُتب بواسطة : علي بارواس الكثيري - ارشيف الكاتب





تعد العلاقات الإجتماعية جزء لا يتجزأ من كيان الإنسان وخاصة الرجل العربي الأصيل، الذي يعتبر العلاقات الإجتماعية سمه أساسية في مبادئ حياته، فقد يبذل عناية فائقة للحفاظ عليها على اعتبار أنها طريق يسلكه لمعرفة الكثير من العادات والأعراف والتقاليد الاجتماعية بين أفراد المجتمع.

فالراحل الفقيد الوالد الشيخ عبد السلام بن علي بن عامر الرواس الكثيري -رحمه الله- اماراتي الجنسية ومن أصول يمنية، كان من أبرز الشخصيات الاجتماعية في الوطن وخارجه تربىٰ وترعرع بين في أسرة عريقة وبين أناس بسطاء أحبه الناس لتواضعه وكرمه وأخلاقه العالية ومواقفه النبيلة التي تحلى بها وتربىٰ عليها يعرفه القريب والبعيد من خلال مواقفه الشجاعة والشاهدة على أفعاله.

رغم ذلك استمر في مسيرته الإجتماعية حتى أصبح من الأشخاص الذي يعتمد عليهم في كثير من الجوانب الإجتماعية فهو شخصية معتبرة ساهمت في كثير من الأعمال التي تخدم الوطن وأهله، رغم انشغالاته وكثرة سفره إلا أنه لم ينقطع لحظة عن علاقته بأهله في هذا الوطن وخارجه يتواصل بشكل مستمر مع أقاربه وأصدقاءه وجيرانه وكل محبيه ليعلم أحوالهم اليومية ويقف إلى جانبهم، وكان المغفور له بإذن الله تعالىٰ المرافق والملازم الشخصي للوالد الشيخ القائد علي بن عامر الرواس الكثيري في كثير من مراحل حياته العملية والقبيلة رغم صغر سنه في تلك المرحلة.

وأصبح الشيخ عبد السلام من أبرز الكفاءات الوطنية والقيادية والأمنية وذلك في وقت سابق من خلال مواقفه الشجاعة وآراءه الوطنية ومبادئه الواضحة في خدمة أبناء وطنه بالداخل والخارج وساهم في العديد من اللقاءات والمؤتمرات والندوات العربية والإقليمية عبر مؤسسات المجتمع المحلي والخارجي، بالإضافة إلى لقاءاته الخاصة بقيادات الدولة وسفراها والشخصيات البارزة في الوطن، تقلد عدة مراكز هامه بالإضافة إلى كونه رئيس المعهد الديمقراطي الأمريكي للسلام في فترة زمنية محددة، وله أدوار بارزه ومشهوده في تحرير ساحل حضرموت وما بعد التحرير، وهو من رجالات الأمن والشرطة الأوائل في إمارة أبوظبي، عاش محباً ومخلصاً لوطنيه دولة الإمارات العربية وحضرموت.

وبعد تلك النشاطات الإجتماعية والوطنية التي برزت في حياة وشخصية الفقيد الراحل الشيخ عبد السلام لسنوات عديدة، حضي بشخصيته المثينة بعلاقات واسعة وسلك طريق التجارة الحرة وتعرف على رجال المال والأعمال في الوطن وخارجه وأصبح محل ثقة لدى الجميع حتى ترأس عدة شركات كبيرة لها مكانتها ودورها الفعال في المجال التجاري والاستثماري وشارك في إنشاء العديد من المشاريع البارزة داخل الوطن وخارجه منها اكتشاف حقل شرمة النفطي واستثمارها لصالح الدولة اليمنية، وآخرها مساهمته في تقديم مشروع ضخم لتوليد الكهرباء لمحافظة حضرموت كخطوة أولية وبعدها يتم توسيع المشروع إلى مختلف المحافظات الأخرى عبر شركة دولية متخصصة في مجال الطاقة البديلة، ولكن للأسف لم يتحقق حلمه بسبب بعض الإشكالات والنزاعات السياسية بالدولة.

وفي حين غفلة وهو ينتظر شهر رمضان المبارك ترجل الفقيد الراحل الشيخ عبد السلام عن فرسه مُسلماً روحه الطاهرة إلى جوار ربه العلي القدير في السابع والعشرون من شهر شعبان ألف وأربعمائة وأثنان وأربعون هجرية، -غفر الله له- وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.