كتابات وآراء


الأحد - 26 يناير 2020 - الساعة 03:39 م

كُتب بواسطة : خالد سلمان - ارشيف الكاتب


نستحضر الان الهزيمة ،نلطم عليها ،ونندب حظ الجنود الذين وقعوا في شراكها، نلعن صناعها ،ونرفع سقف التمنيات بجولة نصر قادمة.
نحن
لا نبحث عن جذور الهزيمة ،عن اسبابها ،عن تركيبة الجيش والقوى المهيمنة.
نحن
لا نذهب بعيداً في سبر أغوار الحقيقة، ووضع يدنا ،على عوامل الانكسارات المتتالية ،نحن لا نجرؤا على مكاشفة الذات قبل مكاشفة الشعب ،بإن ليس لدينا جيشاً وليست لدينا قيادةً وليست لدينا عقيدة قتالية ،وإعداد وتدريب حديثين، يتسقان وضرورات ضمان تحقيق النصر.
نحن
لدينا جيشاً تم اختطافه،لصالح حزب ،تم تغيير مسمياتة، القائد أميراً للجماعة، والتسلسل القيادي يأخذ ذات صفات، التسلسل التنظيمي في هيكل الاصلاح.
نحن
لدينا ثقافة القدرية ،وتسييد الاتكالية ،والاعتماد الكلي على خوارق السماء ،ودور الرب في تحقيق الانتصار.
نحن
لدينا جيشاً يجرى شحنه بالغيبيات ،بتعطيل فكره ،قدرته على النقاش وإعمال العقل ،وتسليم حياته ،بلا تردد للأمير الناطق باسم الله والحزب ،الممسك بيديه مفاتيح الجنة والنار.
نحن
لدينا جيشاً مختطفاً من جماعة دينية ،لدينا جماعات جهادية تكفيرية ،تزرع قيمها بين الأفراد ،تحت عناوين التربية الفكرية، غير معنية بأسباب وشروط وعوامل الانتصار، وفق معايير العلم العسكري، وتجارب المعارك الحديثة.
نحن
لدينا أمراء الجماعات يستدلون بشروط النصر ليس باستحضار دروس وتجارب ،الحربين العالميتين، او بتقنيات العلم الحديث ،بل باستحضار غزوات الصحابة والخلفاء ودروس الجهاد في البوسنة والهرسك وافغانستان ،ودور العامل الغيبي في تحقيق النصر ،ما يدفع بين الجنود الى حالة من الاسترخاء ، واليقين بان إتقان استخدام السلاح، مجرد سبباً وليس اداة مهمة للنصر، طالما ان النصر سيأتي لمجرد طلبه من السماء.
نحن
ليس لدينا جيشاً ،نحن لدينا تجمعات مسيطر عليها، من قبل كل مسميات التيارات الدينية ،وجميعهم يخضعون لإمرة الامير الاصلاحي ،المسلح بإصدارات قطب ،وليس بكراسات وآخر مخرجات العلم الحديث.
لذا نحن
نهزم وحين نُهزم لا نبحث عن أسباب الهزيمة ،بل نكتفي بتسميتها امتحان الله ،ونفتش بدلاً عن الخرائط وتقصير القيادات ،نفتش في الضمائر عن الذنوب والمفاسد الاخلاقية التي قادت الى الهزيمة.
مرة اخرى نحن نُهزم لأن لدينا جيشاً للإصلاح ،وليس جيشاً للوطن.

* من حائط الكاتب على موقع "فيسبوك".