استطلاع رأى " مع الحق في المطالبات السلمية وضد التخريب والفوضى

إستطلاع رأي : كيف تستقبل شهر رمضان المبارك في ظل ارتفاع اسعار السلع التجارية

كيف تراى الوضع الصحي في اليمن بعد الموجة الثانية من فيروس كورونا



كتابات وآراء


السبت - 15 فبراير 2020 - الساعة 06:36 م

كُتب بواسطة : سعيد بكران - ارشيف الكاتب



نحن لسنا قلقين من مشروع تحرير المحرر.. في أسوأ الحالات ماذا سيحدث؟

لنفترض أن هذا المشروع الفاشل والميت سريرياً أسقط عدن وكل المناطق المحررة، ماذا بعد ذلك؟

تحرير المحرر لن يأتي بغير المحرر هذا أولاً.

وثانياً، لن يستطيع هذا المشروع الفاشل الحفاظ على المحرر لا عسكرياً ولا أمنياً، ولن يقدم أي جديد، ولن يحقق أي تغيير إيجابي في حياة الناس، لن يخلق دولة العدالة والنظام والقانون وحكم الدولة.

رموز هذا المشروع ومن يسانده كانوا حكام صنعاء وسلطتها منذ أربعين عاماً، وحكموا عدن بعد مشروع توحيد الموحد بالقوة والموت بدلاً عن التراضي والطوعية..

فشلوا في صنعاء والشمال لم يصنعوا دولة النظام والعدالة والحداثة وكرهوا الناس في الشمال بمشروعهم حتى استدارت مشاعر الناس وتلقفها الحوثي.

وفشلوا في الجنوب بمشروع توحيد الموحد بالقوة والدم والموت حتى كره الناس كلمة وحدة وكل ما يمت لها بصلة.

لا نخشى هؤلاء الفاشلين الماضويين، ونعلم يقيناً أن مشروعهم يحمل في داخله عوامل الرفض الشعبي، وكما لم يقبله أحد لا في الشمال ولا في الجنوب من قبل، لن يمر الآن.

لكننا نخشى ونرفع أصواتنا محذرين من قدرة هؤلاء الفشله على الوصول لنقطة القوة في الجنوب التي هزمت المشروع الحوثي السلالي الكهنوتي.

تلك هي الإرادة الفردية في الجنوب الرافضة للمشروع الحوثي، تلك الإرادة تخلق بها الرفض التام والاندفاع للقتال ومواجهة الحوثيين..

كذاب من يقول إن هذا الرفض الجنوبي الذي حقق الانتصارات على الحوثيين إنما جاء لقاء المال.

المال لا يخلق إرادة مقاتل ينتصر حتى لو سقط شهيداً لكنه ينتصر ويهزم عدوه، وفي أقل الظروف وأدناها إذا لم ينتصر ويتقدم يعطي عدوه حجمه الحقيقي ويفضح قدراته.

المال يمكن أن يبني جيشا يقاتل لكنه ينهزم، حتى وهو يسقط قتيلاً على يد العدو ينهزم ويترك مواقعه ويهرب، وفي أحسن الظروف لا يتمكن من إعطاء العدو الحجم الحقيقي بل على العكس يمنحه بفقدان إرادة القتال النابعة من ذاته حجماً أكبر من حجمه.. ويجعل منه البعبع الذي لا ينهزم وهو أوهى من بيت العنكبوت.

لا يخلق المال مقاتلاً منتصراً ظافراً، ومن أجل وجود مقاتل منتصر لا بد من دافع ذاتي وإرادة قتال، والدافع والإرادة لا يخلقها إلا مشروع وقضية وحلم تتبناه قيادات تخلقت من بين الناس، وكانت رمزاً لأحلامهم وأهدافهم.

نخشى أن ينجح هؤلاء الفاشلون في كسر هذا الجنوب، وتحطيم هذه الإرادة في رفض مشروع الملالي الكهنوتي.

نخشى أن يتمكنوا من خلق شمال جديد في الجنوب، لا يجد فيه الجنوبي أي مبرر لقتال الحوثي ورفضه، كما فعلوا بالشمال..

إذا كان البديل للحوثي هو أسوأ منه أو مثله في أحسن الحالات من سيقتنع بخوض مغامرة مواجهة النسخة الحوثية الخمينية الكهنوتية السلالية لينتصر للنسخة الإخوانية الكهنوتية والعائلية الوراثية الفاسدة والفاشلة والمجربة..

هذا هو بالتحديد ما نخشاه على الرغم من نجاح هذه العصابة طيلة سنوات ما بعد الحوثي في المناطق الجنوبية من ضرب إرادة القتال والرفض للحوثيين في الجنوب.

لقد حولوا حياة كل مدينة ومنطقة تحررت من الحوثيين لجحيم خدماتي وإداري وأمني، وجحيم سياسي وخلقوا المعارك الجانبية.. حتى استقر لدى كثير من الجنوبيين تساؤل ما فائدة تحررنا من الحوثيين.

إن الخطر الذي نخشاه هو تمكين هؤلاء من العبث في إرادة الجنوبيين الرافضة للحوثي، واستبدال المقاتل المنتصر ذي الإرادة وصاحب الهدف والمشروع إلى مقاتل منهزم من أجل المال والمنافع الفردية أو منافع الجماعة.

* من حائط الكاتب على موقع "فيسبوك".