استطلاع رأى " مع الحق في المطالبات السلمية وضد التخريب والفوضى

إستطلاع رأي : كيف تستقبل شهر رمضان المبارك في ظل ارتفاع اسعار السلع التجارية

كيف تراى الوضع الصحي في اليمن بعد الموجة الثانية من فيروس كورونا



كتابات وآراء


الإثنين - 30 مارس 2020 - الساعة 12:45 م

كُتب بواسطة : أمجد الرامي - ارشيف الكاتب



من لا يفهم طبيعة المنطقة فلن يستطيع أن يستوعب هذا الاستهتار واللامبالاة بالخطر الصحي الوشيك الذي يتهدد الجميع ,الأمر يرتكز على موروث ضخم من العنف والصراع وثقافة الموت اليومية إضافة إلى عوامل التخلف التي تشكل بهارات أساسية للحياة السياسية والاجتماعية .
إضافة إلى ما سبق وأثره في تشكيل أي وعي مجتمعي فإن نوعية ضحايا المرض لها دور أيضاً في طريقة تعامل اليمنيين معه ومن وسائل الإعلام وما تبثه عن الضحايا المحتملين خلص الناس إلى حقيقتين .
الأولى : المرض لا يصيب الأطفال.
( للأسف فقد ثبت إصابة أطفال به فقد توصلت دراسة أشرف عليها باحثون صينيون، ونشرتها دورية "نيتشر ميديسن" إلى إمكانية إصابتهم بالمرض )
الثاني : المرض يستهدف كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة .
(الحديث يدور عن أن أعمار أكثر من نصف المصابين بالفيروس تتراوح بين الـ 40 والـ 59 عاماً، وإلى أن 10 في المئة فقط من المصابين كانوا دون سن التاسعة والثلاثين. طبعاً هذه النسب تعتمد على مجموعة من العوامل: فئتك العمرية وجنسك والحالة العامة لصحتك والنظام الصحي في بلدك).
اليمن قبيلة كبيرة ترتدي رداء دولة مهلهل .... والقبيلة أهم عنصر فيها الرجال الأشداء والأطفال الذكور أما النساء و الضعفاء وكبار السن فهم في مراتب متأخرة .... ومتى ما أدرك الباحث هذه الأمر وهو جلي لمن نظر بتجرد بالإضافة إلى الحقيقتين السابقتين المترسخة في أذهان الناس بغض النظر عن صحتهما ومع الأخذ بعين النظر لطبيعة الموروث الاجتماعي والصحي والثقافي والسياسي فسيتفهم تقبل المجتمع تداعيات المرض فمن سيهلك هم أفراد غير صالحين ومكلِفِين ويعتبرون عناصر ضعف في الدولة القبيلة . أعتقد أن هذه هي الحقيقة وإن لم يجرؤ أحد على التصريح بها .
المجتمع عموماً يبدو أنه متقبل لسياسة القطيع خاصة مع نسبة الوفيات القليلة نسبياً مقارنة بغيره من الأوبئة وليحيا من حيي وليمت من يمت فمن سيموت هم في النهاية عناصر ضعيفة وغير مجدية في سلم القبيلة الاجتماعي .
ومن المعلوم أن سياسة مناعة القطيع تعتمد في التعامل مع تفشي كورونا المستجد على تكوين مناعة جماعية بين المواطنين بتركه في حال تفشّي و مواجهة غير مشددة للفيروس مما يؤدي إلى مرض كثير من المواطنين وربما يموت الضعفاء منهم لكن ستتكون مناعة جماعية ضد الفيروس .
الخلاصة الحكومة ستدعي أنها تقوم بعملها في مجال المكافحة والشعب سيقوم بما وجد عليه آباءه وهم بهداهم مقتدون.
حفظ الله الجميع.
كتبه أمجد الرامي