الأحد - 24 يناير 2021 - الساعة 09:11 م
أول ما وصلت السعودية وأختلطت بالبسطاء من أبناء الشمال حينها عندما كنا نتناقش حول وضع الجنوب قبل الوحدة كانوا يرددوا بكل ثقة:
"عندكم في الجنوب كان الحزب الاشتراكي يشل البنات من البيوت بالقوة ويفعلوا بهن ما يشتوا"
هذه العبارة هي أكثر عبارة سمعتها منهم عندما يتحدثوا عن تاريخ الجنوب قبل عام ٩٠
في نظرهم حتى الجنوبي -الذي هو معهم مؤخرا- من قبل أن يكون معهم كان ديوث إلى أن اعتنق مذهبهم السياسي والفكري حينها أصبح رجل يمني أصيل بعد أن انقذوه من الدياثه (طبعا بحسب تفكيرهم التافه)
أكتشفت فيما بعد أن هذا التفكير المشوّه لم يأت من فراغ بل هو نتاج لتعبئة من نخب دينية وسياسية وإعلامية ظلت تلقنهم أياه على مدى عقود
فهد القرني واحد من المؤثرين وفنان له مكانته عند المجتمع الذي اعتاد على متابعة مسلسلاته وأدواره.. هو أيضا -بالقرن ٢١ - يتحدث بنفس المنطق لمواجهة فصيل سياسي جنوبي .. يتهم كل الجنوبيين المنضوين تحت هذا الفصيل بانهم يبيعون بناتهم ونسائهم وغدا سيتلقف هذه الكلمات عشرات الآلاف ويسقطونها على الجنوبيين عموما ويكون بنظرهم الجنوبي الذي يختلف مع مذهبهم السياسي والفكري عبارة عن ديوث كما صوره في مخيلتهم هذا الممثل الذي اقل ما يقال عنه "منحط"، وبنظرهم ليس هناك رجل في الجنوب ولا امرأة محترمة إلا من يؤمن بمشروعهم السياسي!
المضحك بالأمر أن هناك أغبياء جنوبيين حاقدين يستمتعون عندما يسمعون هذه الشتائم تطلق على إخوانهم الذين يختلفون معهم سياسيا ولا أدري أن كانوا يعلموا أم لا أنهم أيضا في نظر المتلقين يشبهون إخوانهم وأن الوصف يشملهم كذلك!
على كل حال لن يلتفت أحد لهذا التحريض الذي ينشر على أعلى مستوى ولكن أن قال مفسبك جنوبي تافه كلمة ضد جهة ما سيتداولونها بكل مكان وستسمع إدانتها من أعلى مستويات النخب والساسة والإعلاميين والقنوات.
أخيرا على الجنوبيين الذين ينجرفوا خلف هذا "المنحط" أن يدعوه يعبر عن مشروعه وأخلاقه فهي بالأخير تمثله هو والجهة السياسية التي يتحدث باسمها ولن يكون هذا الانحطاط مؤثرا على أحد إلا على أصحابه والمعجبين به لأنه يكشف حقيقتهم وانحطاط تفكيرهم
