كتابات وآراء


السبت - 13 مارس 2021 - الساعة 07:50 م

كُتب بواسطة : أ. د. عبدالله سالم بن غوث - ارشيف الكاتب


في فترة قياسية الموجة الثانية تتجاوز ذروة الموجة الاولى، وملاذا وادي حضرموت
أكثر وبائية؟ وماذا عن السلالة الجديدة؟

وأخيرا وصلت الموجة الثانية من جائحة الكوفيد -19 الى اليمن بعد أن اجتازت دول عظمى، فقد وصل
العدد التراكمي لحالات الكوفيد -19 المؤكدة مخبريا منذ بداية الجائحة في اليمن بتاريخ 10 أبريل 2020م
الى تاريخ كتابة هذا التقرير (13 مارس 2021م) الى 2771 حالة و683 وفاه بنسبة وفيات من الكوفيد 19
تبلغ 6,24 .%وبمتابعة المنحنى الوبائي منذ بدء الجائحة الى الان يتبين أن اليمن تمر بموجه ثانيه أكثر انتشارا. فالموجة الأولى في عام 2020م نتجت عنها 2092 إصابة و609 وفاه بنسبة وفيات 29 %
واستمرت منذ العاشر من ابريل (الأسبوع الوبائي الخامس عشر) من عام 2020م وانحسرت تدريجيا بدء بالأسبوع الوبائي رقم 39 أي في الأسبوع الممتد من 19 الى 26 سبتمبر 2020م بينما سجلت حالات فردية الي نهاية عام 2020م. وقد بلغ المنحنى الوبائي للموجة الأولى ذروته في الأسبوع الوبائي رقم 24 (الممتد من 6-13 يونيو 2020م) بعدد 236 حالة مؤكدة مخبريا خلال أسبوع الذروة. واستمرت الحالات الفردية بعد انحسار الموجة الأولى حتى بداية شهر فبراير 2021م وتحديد الأسبوع الوبائي الخامس لعام 2021م (الممتد من 5 الى 12 فبراير 2021م) حيث بدأت الحالات تتزايد تدريجيا منذرة بموجة وبائية
ثانية وبسرعة فائقة وفي فترة قياسية خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة (من تاريخ 19 فبراير الى 12 مارس 2021م) حدث الانفجار الوبائي للموجة الثانية التي نعيشها حتى هذه اللحظة. وقد سجلت خلال هذه الأسابيع
الثالثة الأخيرة اجمالي 612 حالة مؤكدة مقارنة ب 510 حالة مؤكدة في أسابيع الذروة في الموجة الأولى.
ويلاحظ أيضا أنه سجل في هذا الأسبوع (5-12 مارس 2021م) 327 حالة مؤكدة مخبريا وهو يتجاوز العدد المسجل في أسبوع ذروة الوباء في الموجه الأولى (236 حالة مؤكده) ولازال المنحنى الوبائي مستمر تصاعديا للموجة الثانية ولا ندري متى سيكون انحسار الموجة الثانية في ظل الإمكانيات العلاجية المحدودة وانعدام التدخلات الوقائية الفعالة. جدير بالذكر ان أقسام العناية المركزة في بعض المستشفيات زادت فيها الحالات عن قدرتها الاستيعابية مثل مستشفى الجمهورية بعدن وهو مؤشر ينذر بكارثة إذا استمرت الموجة الثانية في الانتشار.
وفي تحليل الانتشار الجغرافي للجائحة تسجل مديريات وادي حضرموت العدد الأكبر للإصابات المؤكدة بأجمالي تراكمي 691 حالة منذ بداية الجائحة (25 %من الإجمالي التراكمي) بينما في الأسبوع الأخير من هذه الموجة الثانية سجل في الوادي 130 حالة مؤكدة من اجمالي 312 حالة في عموم اليمن أي بنسبة وجيها 6,41 % وهي نسبة لم تسجلها المحافظات ذات الكثافة السكانية مثل تعز وعدن، مما يبرز سؤال:
لماذا وادي حضرموت أكثر وبائية؟ هل يكمن ذلك في تحسن أداء الترصد واكتشاف المزيد من الحالات؟
هل نتيجة حركة الناس الوافدة من المحافظات القريبة (مثل مارب وصنعاء)؟ أم هي سلالة جديدة من الفيروس؟ ومع اعتقادنا بأن كل هذه الفرضيات واردة الا ان ما يهم الان كيف سيتم احتواء هذه الموجة الثانية وثم ماذا بعد؟
كثر الحديث مؤخرا عن ظهور طفرات وتحور لفيروس كورونا نتج عن ذلك التحور سلالات جديدة منها على الأقل أربع سلالات منتشرة في كثير من دول العالم ونعتقد أن الموجة الثانية لها ارتباط بظهور السلالات الجديدة في بعض الدول. وفي اليمن ونحن نعيش الموجة الثانية مع شدة حدوثها ال تتوفر معلومات عن أي سلالة جديدة وإذا كان لها عالقة بالموجة الثانية أم لا، لكن عدم توفر المعلومات أو عدم إمكانية
التأكد من ذلك محليا ال يعني عدم وجود سلالة جديدة، وفي ظل وضع طوارئ استثنائية يعيشها اليمن أثر على كل التفاصيل الحياتية للإنسان داخل البلد ومع شدة انتشار الموجة الثانية من غير أفق واضح للاحتواء
والوقاية فأن ظهور سلالات جديده وموجة ثالثة ورابعة أمر وارد.
ومع دخول عدد من اللقاحات ضد فيروس كورونا العمل الوقائي عالميا وهو بصيص امل في احتواء الجائحة عالميا يبقى السؤال الأهم كيف يؤمن اليمن لمواطنيه هذا اللقاح؟ لا شك أن لدى وزارة الصحة رؤية بذلك وبناء على حسن الظن ان لدى الحكومة سياسة وطنية مكتوبة لبرنامج تلقيح امن وافعال ضد فيروس الكورونا ضمن أولويات محددة لكن ال ندري كم من الوقت ننتظر حتى يحقق البرنامج تغطية صحية شاملة باللقاح!
نتمنى أن يلطف الله بعباده في اليمن وتنجلي هذه الموجة الى غير رجعة، ولكن لأخذ بالأسباب وحسب المعطيات الوبائية والإمكانات المتاحة نرى أن الحل يتلخص في اتجاهين متوازيين: الأول تعزيز أقسام العناية المركزة في كل المستشفيات الرئيسية في كل المحافظات اليمنية بما فيها توفر التجهيزات وزيادة
السعة السريرية ودعم الكادر لعالج المرضى المصابين بالكوفيد -19 . الثاني هو تحقيق التغطية الشاملة بلقاح ضد فيروس كورونا المستجد وفي فترة أقصاها نهاية عام 2021م. ومع اعتقادنا ان كال الاتجاهين فوق قدرة اليمن على تنفيذه فأن المسؤولية الأخلاقية تقع على الدول الكبرى ودول الجوار
والمنظمات الدولية فهل من مستجيب؟
2021 2020
المنحنى الوبائي لجائحة الكوفيد-19 في اليمن حسب األسابيع الوبائية (من 7 مارس
2020م حتى تاريخ 12 مارس 2021م)
الموجة الأولى
الموجة الثانية