كتابات وآراء


الجمعة - 14 يوليه 2023 - الساعة 04:22 م

كُتب بواسطة : أمجد الرامي - ارشيف الكاتب




لا يمكن إنكار ما للقومية من أثر، فبها تشاد الدول وبعصاها تساس البشر ، خاصة في أوقات التحولات الكبرى كالتي نعيشها راهناً ، لكن أحياناً يكون هذا الانتفاخ القومي قاتلاً .... حدث مثل هذا لأمم عظيمة سابقاً ، الألمان أنموذج صارخ لهذه الحالة ... حيث سبق النهوض الألماني وتوحشه دفعة فكرية هائلة ، قادها فلاسفة ومفكرون عظام ، جعلت من العرق الآري في نظر الألماني أسمى الأعراق . انتفاخة ساقتهم إلى الانفجار المميت ............ فلم يبعد من قال أن الكلمة تقتل فقد كان .
.........................
شيء من هذا يحدث في حضرموت مع التحفظ فليس لدينا أمثال نيتشه ، سوق الوهم لدينا رائجة أباطيل وأسمار زرقاء .. مرة باسم التفاؤل و باسم القدر تارة أخرى .. من قبيل ( حضرموت ليست كغيرها )... و ( حضرموت الله حارسها ) .
فيسهمون إن عمداً وإن جهلاً في تعزيز السلبية التي يعاني منها مجتمعنا أصلا .. حضرموت يا سادة كغيرها بل ربما حالها أسوأ.. اقرؤوا تاريخها ... بلد كغيره بإيجابياته وسلبياته ، مراحل علت فيها حضرموت ومراحل انحطت شأن الله في المداولة .
قطعا هي ليست ارض الميعاد .. ولا شعبها شعب الله المختار....فلم يرد نص واحد في تقديسها ولو قتلتم أنفسكم بحثاً في كتب التراث عنه ... وهب جدلاً أنكم وجدتم أليست أرض الشام الأرض المباركة أمامكم .. وفيها عشرات الآيات والأحاديث تعلي من شأنها وتقدس أركانها.
..........................................
لسنا قطعاً شعب الله المختار والأحمق من يصور لكم ذلك. نحن خلق من خلق الله يطرأ علينا ما يطرأ على الآخرين ... فلسنا بمعزل ولا بمنأى عن سنن الكون ، مؤلم احتياجنا أن نقرر مثل هذه الحقيقة الآنفة لأنه دليل على وجود أزمة ضربت في الوعي الجمعي للقوم .
ما حبانا الله به من صفات وميزات إنما هو تراكم لتطور حضاري إنساني ، يمكن لأي شعب أن يحضى به إذا مر بنفس المؤثرات التي مررنا بها ، يجب أن ندرك ذلك وأن نعي أيضاً أنه قد مرت بنا أدوار كنا فيها أسوأ حالا من غيرنا فيها قبلنا كل غريب إلا قبولا بإخواننا ... ونجحنا في كل صقع خلا ديارنا... أدوار أصبح قوتنا فيها قليل وقولنا عنها كثير ... نقيم الصلاة غرباً إن أقيمت شرقاً ونقنت ظهراً إن قنت بعضنا فجراً .
..........................................
والمؤسف أن اليوم عندما يتحدث الحضرمي عن تميز حضرموت... فإنما يعني غالباً جهته و قبيلته وقريته إلى أن يصل إلى بيته في أضيق الحدود ... عوامل عدة جعلتنا لا نطيق بعضنا ويتقلص الوطن فينا من الواسع الكبير إلى الضيق الصغير ...(جارة سوء ومذاهب كراهية وإملاق وأخوهن الجهل .. تطوق كل هذا ذراعا القبيلة ... إلى صدر الوطنية الزائفة التي يستدعيها السياسيون متى احتاجوها من المطحونين )
ختاماً.... فقد مللت ..
يقولون أن المثقفين لا يضعون حلولاً ..........فقط إن أنصفتهم هم يصفون ... لكن أحياناً يشيرون .. وإلا فهم في أبراجهم سالمون
كتبه أمجد الرامي