كتابات وآراء


الثلاثاء - 05 سبتمبر 2023 - الساعة 06:55 م

كُتب بواسطة : سعيد أحمد بن إسحاق - ارشيف الكاتب



زاد الطين بلة وزادت الانزلاقات الخطرة. تكالبت القوى على جنوبنا العربي وعلى شعبه.
إن الممارسات التعسفية على الجنوب والجرعات المتتالية ، صواعق أنهارت فوق الرؤوس بلا رحمة خلت منها الانسانية والشفقة، لم يستخدمها الشيطان نفسه في حربه على الانسان غير الأغواء للنفس اللوامة، ولكن اعداء الجنوب فاق عداءهم في برنامج مزمن له تم الاتفاق عليه مسبقا، بدهاء وحقد سبق عهده، ويبدو ان صبرا وشاتيلا بالجنوب قد ظهرت اشاراتها وعلاماتها من بني جنسه؛؛ أدوات تعمل نيابة عن العدو دفع لها ثمنه.
حلقة بعد حلقة لقلب لقمة العيش للكلاب الحمر المسعورة بالجنوب ونزعها من فم الطفل الرضيع في يومه الاول حتى للكهل الذي وصل للعمر عتيا. حرب اتخذت الجرعات طريقها للانهاك والاذلال وسيلة للركوع لاهانة المرء في عيشته ليكون تحت المديونية طوال عمره، ومحتاجا يمد يديه ليجعلوه متسولا لكي تصبح مهنته.. وقد اصبحت بتصنيف المهن واقعا ملموسا تمارس بدون خجل، لم يسلم منها الطفل ذكرا كان ام أنثى تم تأهيله، حتى على النصب والسرقة لانشاء جيل لا يهمه وطن ولا دين، فهل رأيت حربا بالعالم بهكذا تخطيط؟ خطة ترتبت عليها الدمار للانهاء ولدولة الجنوب للانهيار في كل شئ لم يمر بخاطر الإنسان، تمس دينه وبالتالي على السلوك والاخلاق، فهل كنت تتوقع ان يظهر من يدعو الى الإلحاد؟ بالتأكيد لا.
إن مايتعرض له الجنوب من حرب فاقت عقول الغاب والبشر من جور ومكر واحتيال، ودهاء لاصطياد الفريسة بكل قسوة خلت من الشفقة والرحمة.
خطة تدرجت من تصفية وإختفاء الى نهب وتدمير، ومن جرعة تلو جرعة الى اسقاط للعلاوات الاستحقاقية، ومن وقف للتوظيف الى تعطيل لصرف الرواتب بصورة استفزازية مهينة وفي اوقات موسمية حرجة كفتح للمدارس لمزيد من التسرب لعدم قدرة ارباب الامور على الشراء، ولدفعهم لطلب العون في طوابير للصور والاشهار، وللتخلي عن مطالبهم لاستعادة الدولة وخلق الكراهية لقياداتهم النضالية والعسكرية، للتمزق لكي تتقاتل نيابة عن العدو الحقيقي.
إن ارجاع شيكات رواتب موظفي الدولة، وربط صرف راتب اغسطس برفع كشف الراتب الاصلي الى وزارة المالية بعدن (تعسف) وتنزيل الموظف المجاز بدون راتب (اسقاط لخانته) وهناك امثلة حية لموظفين كانوا باجازة بدون راتب، وعند عودته الى عمله لم يصرف له الراتب برغم متابعتها في عدن، وهناك من وقع في خطأ مطبعي بقاعدة البيانات في يوم تاريخ ميلاده وليس بالشهر والعام ويمارس عمله، واعطى لوزارة الخدمة الاثبات والتأكيد ليتم تصحيح اليوم بالبيانات وبرغم المتابعات المضنية إلا انه يفاجئ الموظف المختص بالمطالبة للبطاقة الشخصية القديمة الغير ألكترونيّة التي سحبها السجل المدني أليس ذلك (تعجيزا؟ وما ذلك إلا لأجل (أخذ علاوة الموظف المستحقة وحرمانه فوق ما يعانيه من تدني راتبه الذي لا يفي بأبسط الاحتياجات الضرورية لأسرته).. وهناك الكثير من صنوف الحرب الجائرة والتنكيل.
إن الأهداف من الخطة المرسومة القذرة (التجويع) للاخضاع ونزع الثقة بين الشعب وقياداته الجنوبية بالميدان الذين يتعرضون للوعيد والتهديد وللضغوطات الجسيمة المستمرة ولفت النظر عن التخلي باستعادة الدولة الجنوبية وعدم المطالبة للثروة لأهلها.
وأن المركزية المفرطة في عدن هو جزء من الحرب على الجنوب، تتخذ من التعجيز والمماطلة والتكرار بالمطالبات والمتابعات وسيلة للمضايقات لاجل عدم رفع المظالم ولتقتنع ان صنعاء أفضل بكثير من عدن وتطالب بالرجوع الى صنعاء.. وهذا ما يتردد على كثير من الألسن اليوم نتيجة ما تتعامل بها مكاتب الوزارات في عدن.. ولا شك ان التعامل هو جزء من الحرب لسلب الحقوق بصورها البشعة والمهينة للمواطن الجنوبي الذي يواجه المعاناة في أسوأ وأحقر حالاتها وتصنيفاتها بين الدول، التي جعلته يعتمد على الاغاثة التي لا تصل الا للمقربين ولمزيد من التعذيب جعلته يتحدث مع نفسه لتبعده عن قضيته المصيرية التي يحلم بها لسنوات ويتمنى لها النور ليراها ليعيشها ويتعايشها قبل الخروج من دنياه. حربا اعطت للمؤشرات ارتفاعا بالفقر والجوع والتسرب من التعليم وتدنيا فيه، والتعطيل بالقوى العامله وباحثا عن عمل، وتدنيا بالخدمات من كهرباء وماء وصرف صحي وصحة و من عدم المساواة (طبقية،قبلية،حزبية) وهذه مؤشرات تمس الانسان مباشرة وهي مؤشرات هامة من اهداف التنمية المستدامة، لا تستقيم التنمية الا بالارتقاء بها وليس على العكس بواقعنا المرير الذي نلامسه ونكتوي بناره.
إن مانشاهده في واقعنا الجنوبي وهذا الذي يهمنا لا يشجع من خلال الممارسات اليومية في حياتنا التي لا تعطي لمؤشرات لنوعية افضل لحياة الناس ولا للاستغلال الامثل للثروة البشرية اولا وللثروة الطبيعية ثانيا ولا لاحداث تغيير مستمر لنقلة افضل لحاجيات ومتطلبات أولية للوطن والمواطن لتحقيق نمو اقتصادي حقيقي نحو تنمية مستدامة. فأي شراكة نتحدث عنها في هكذا حرب، وقد قطعت الحبل السري عن الجنين في بطن أمه؟ والشراكة هدف للتنمية المستدامة قد توافقت عليها الأمم.. وأي شراكة بعد عدم الصرف للرواتب على نهاية الشهر؟ بماذا نسميه؟ أليس للذل والمهانة والتجويع والخضوع؟ فأين حقوق الإنسان في ظل الفقر والتنكيل؟ واين الاستجابة الانسانية؟ فقد هربت وتوارت عن الأنظار ، وبقيت التنمية المستدامة تحتفى بها بالورش فقط واللقاءات؟ كذبة ظاهرة عن الفقر والجوع بالوطن،ألا تتوارى خجلا؟! وكذبة سحقت الابداع ومن عنده علم، وألبسته ثوب الاحباط على جسم متهالك. فكم حذرنا من مغبة التجويع، ولكن من يسمع؟ لا يسمع إلا لمن له شال على الأكتاف يشرع.
إن هذا الشهر ستغلق الدكاكين امام الموظف، فهل نطلب تعميما من عدن بعدم الاغلاق أمام الموظف الغلبان المقهور؟ هذا آخر طلب لموظفي الدولة حتى لا يموت..إذن نحو الميادين نستوطنها للعصيان ثورة للجياع، فهل لعطروش أناشيد ينشدها لشعب الجنوب العربي كالأول بها يعود؟ أم أن منابعها قد جفت؟فقط فوق المسارح لها ذكريات لماض قد غابت وولت،،، وهل له ان يتغنى للعلاوات التي اخذت كرا وفرا طوال أشهر وطلعت كذبة، ضحك منها إبريل حتى أنقطع عنه النفس، فإلى متى نعاني الويلات والتعذيب؟ فهل لك ياأغسطس تخبرني عن الراتب متى يأتي، فإن الرضيع يريد اللبن ويحتاج للحفاظات وللمريض بالسكري والضغط والصدر دواء؛ وللبطون ماء وغذاء؟فأين القارئ للوطن وأين المقرئ للانسان؟! ويبدو أننا بانغلق الدكان.