كتابات وآراء


السبت - 14 أكتوبر 2023 - الساعة 03:46 م

كُتب بواسطة : أمجد الرامي - ارشيف الكاتب




ثمة منطقات اليوم يسودان أو لعل الصواب ان نقول ثمة منطق وعاطفة بلا وعي ، حوادث غزة الأخيرة أفرزت كما هائلاً من التعاطف والمتعاطفين ، وهذا ليس غريبا ولا عجيبا فهذا هو المتوقع من كل من يحمل في صدره قلب يخفق ، لكن المرعب هو التخوين والرمي بالتصهين لمن يحمل بعض الارتياب في مآلات هذه المعركة ونتائجها ، المرعب هو تغييب العقل والمنطق نهائياً لصالح عاطفة لا قيمة معنوية لها على ارض الميدان .
......................................
من يهاجمون المتعقلين ويرمونهم بالتصهين هما صنفان .... مؤدلجين فقط همهم فقط التحريض على الأنظمة العربية وبيان عوارها سعياً لإسقاطها أو على الأقل إحراجها ، وصنف آخر غلبته عاطفة ، ولا يعلم هذان الصنفان أن كثير من هؤلاء المتعقلين إنما هم اناس سايروا وعايشوا القضية الفلسطينية قبل حتى أن ينطق المهاجمون حروف العربية بطريقة صحيحة ، فلا تزايدوا عليهم ..... عاصروا صبرا وشاتيلا وهزيمة المقاومة في بيروت وانتفاضة الأقصى وتفجيرات التسعينات التي أدت إلى تدمير عملية السلام . هذه النغمة سمعوها مراراً سنة 48م وسنة 67 وسنة 79 وسنة 82وسنة 91 وسنة ويعرفون حتى قبل أن تبدأ نهايتها .
............................................
مروا باتفاقية كامب ديفيد ونزعة السبعينات اليسارية وتساقط الطائرات المدنية وتفجيرها بأيدي اليسار الفلسطيني ، وشاهدوا الانتصار الوحيد الذي حققته المقاومة الفلسطينية ، وهو ما كان من انتفاضة الحجارة والمراهنة على أحرار العالم و دوله الحرة كالهند وسويسرا وفنزوليا ، أحرار العالم كالذين الذين تظموا أعظم مسيرة في الطرف الاخر لإدانة غزو العراق بينما كانت كل عواصم العرب صامتة حتى وصفهم احد الكتاب بأمة من الجردان ، وكراشيل البريطانية التي سحقتها جرافة الاحتلال تحت جنازرها وهي تقاوم الاستيطان .
..............................
إذا كان ثمة متصهينين عرب فهناك أيضا أغبياء عرب ، لا أدين هنا أحداً إلا كردة فعل ، وليس من حقكم أيضاً إدانة أحد هنا فالمعركة محتدمة وقطعا ستنتهي لصالح طرف ، كل عواطفنا أن يكون هو الطرف الفلسطيني ، حتى من خطؤوا حماساً هم يتمنون نصرها ، وإكمال الإذلال للاحتلال وقواه زمناصريه بعد أن استعرت الحرب .
وحقيقة المتعقلون والدول المتعقلة هم من يسعون الآن إلى إطفاء الحريق بينما دول المناهضة والتحدي صامتة صمت القبور ، ينتظرون فقط حصد المغانم إن كانت ثمة مغانم .
أيد الله شعب فلسطين بنصره وأمدهم فوق صبرهم صبراً و حفظهم أخرجهم مما هم فيه منتصرين شامخين .
(( بالمناسبة هل تعرفون شيئاً عن اليسار الإسرائيلي )) .
...#تباً
كتبه
امجد الرامي
14/اكتوبر/2023م