كتابات وآراء


السبت - 10 فبراير 2024 - الساعة 03:59 م

كُتب بواسطة : خالد سلمان - ارشيف الكاتب


‏مع فاصل زمني عمره شهر وبضعة أيام إنتقل محمد عبد السلام كبير مفاوضي الحوثي ،من تسمية السعوديين بالأشقاء إلى الإخوة وقبلهما بالعدو التاريخي ورأس الشر وقائدة العدوان.
حدث هذا في لقائه مع “الشرق الأوسط” ، الصحيفة السعودية الأوسع إنتشاراً والمقربة من صانع القرار.
ليست المشكلة هنا ماذا قال القيادي الحوثي ، المشكلة التي تفتح على قلق متنامٍ : لماذا تعيد السعودية إنتاج الحوثي ثانية، بإخراجه من خانة الإرهاب الدولي إلى الشريك المؤتمن.
السعودية توفر للحوثي قارب نجاة من العزلة ، تحصنه من العقوبات الدولية القادمة ، وتحيل مؤشر التعامل معه كجماعة رديفة لداعش والقاعدة ، إلى جماعة وطنية لاقلق من تسليمها مقاليد حكم اليمن بالتفاوض التآمري المنحاز لها ، أو كسلطة أمر واقع.
إعادة تسويق الحوثي يمنحه مساحة وقت لمغادرة أزمته السياسية العسكرية المميته ، وإستعادة قدراته ، ما يلحق الضرر بالداخل وبمشروع التسوية، ومع وقبل وأثناء ذلك أمن الإقليم والجوار.
السعودية تشتغل على ملف أمنها الداخلي في معزلٍ عن الأمن المترابط المتداخل ، وإن كان على حساب الجميع.
هذه ليست برجماتية ولا واقعية سياسية ،هذه مغامرة مع طرف ليس سيداً لقراره، ومثل هكذا سياسة سعودية ربما ستؤجل الخطر قليلاً ولكنها لن تلغيه، يمكن شراء التهدئة مع الحوثيين لبعض الوقت ، ولكنها لاتستطيع أن تقطع يقيناً ماذا عن خطوتهم التالية ،وفي كل الأحوال ببقاء الحوثي قوياً ستبقى مصالح السعودية، رهن صواريخ إيران و تحت الطلب .