كتابات وآراء


الأحد - 25 فبراير 2024 - الساعة 02:00 م

كُتب بواسطة : أمجد الرامي - ارشيف الكاتب



كان المشهد يمضي بما يخدم جماعة الحوثيين بوتيرة سريعة ... هدنة وتفاهم وشبه تحالف وتوائم مع الرياض ، ضد خصوم الحوثيين في الصراع الدائر ، إضافة إلى ضغوط الرياض لما يبدو تمكينا لجماعة انصار الله الحوثيين من المشهد العسكري واالسياسي في كل مساحة التى شكلت الجمهورية اليمنية وليدة 90م .

ما الذي تغير في الوضع و أربك المشهد :
كان لهجوم حماس في السابع من اكتوبر الأثر الكبير في تغيير المشهد بصورة دراماتيكية ... وتغيرت التخندقات تبعاً لذلك إلى ما كانت عليه قبل ما تسمى بالمصالحة السعودية وايران .
...........................................
صورة المشهد بشكل عام :
السعودية :
أسقط في يده سياسيها وهي ترى كل ما سعت اليه معرض للانهيار ( سلامها مع إيران – تطبيعها مع إسرائيل – إحتواء الحوثيين ) و فوق ذللك أصبحت في خصومتها مع أمريكا الديمقراطية مكشوفة الظهر ، كما أن صلحها مع الحوثيين بعد تصعيده الأخير في البحر الأحمر سيوقعها في حرج كبير خاصة بعد تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية .

الحوثيون :
أضاعوا مكتسبات التفاهم مع السعودية – نظرة العالم تغيرت إليهم باعتبارهم جماعة إرهابية – أرغموا على الدخول في صراع أكبر من حجمهم العسكري والاقتصادي .

الانتقالي و شرعية العليمي و فصيل طارق :-
ببرغماتية يمكن القول أن الثلاثة كانت حرب غزة بالنسبة لهم طوق نجاة من الضغوطات السعودية التي ذهبت لعقد تفاهمات مع الحوثيين وكأن هذه الأطراف ليست بأطراف أصيلة في الصراع ، حتى الفصيل الأضعف بينهم ( شرعية العليمي ) الذي تنفس الصعداء بعد إن كان يرى أنه استبعد نهائياً ، سواء أمضى مع سياسات التصالح السعودية أو رفضها وبقى رهيناً لدى الانتقالي .
.....................................
الدافع الذي جعل الحوثيون يخاطرون بإضاعة مكاسبهم :-
لا شك أن خلف كل فعل عسكري او سياسي دافع باعث على تبني ذلك الفعل فما الذي جعل الحوثيون يذهبون إلى التصعيد والمخاطرة بفقدان كل مكتسباتهم آنفة الذكر بداية المقال .
كل الجماعات الأيدلوجية تمتلك بذور فنائها إما بحتمية الصراع مع الآخر أو بالانشقاقات الداخلية حول من يمثل فعليا النقاء الإيديولوجي الذي ترفعه ، و الحوثيون جماعة تصف نفسها بأنها ثورية ، زد على ذلك أنها ذات أيديولوجية طائفية دينية ، وكونهم بتلك الصفات فلاشك أن لهذا التصنيف تبعات ، هي من جرت الحوثيين إلى الزاوية التي حشروا أنفسهم فيها ، تلك الجماعة أنى كانت .
1- الشعارات : و مستحقاتها والحاجة لتحقيق شي من المصداقية على ارض الواقع .
2- التحالف الإيراني : وهو ركن الجماعة الأشد ، فهم بحاجة إلى تخفيف الضغط على حزب الله المتعقل من جر لبنان إلى حرب جرب مثلها ، بفعل من جماعة ناشئة تتوق إلى مشروعية بأي طريقة ولا تبالي بأي خسائر تنال من هم تحت سيطرتها ، وهي بالمناسبة خسائر لن تثير أحد ولن يلق لها العالم بالاً .
3- مستلزمات السلام : من الصعوبة بمكان على إي جماعة مسلحة أن تفي بمستلزمات السلام ، وبقاؤها في حالة حرب مستمرة يمنحها أريحية ويضع عنها كافة مستلزمات الشعوب الطبيعية .
......................................
ما هي مكاسب الحوثيين من التصعيد لصالح غزة :-
في منطقة تتحكم العاطفة الدينية والسياسية على العقل في معظم الاحوال يمكن القول أن الحوثيين ربحوا دعما شعبوياً عربيا لا بأس به ، و الذي مكنهم من أن يسوقوا أنفسهم كمخلصين ذوي نقاء ثوري عروبي وإسلامي ، لكنهم بذلك أضاعوا ورقة الدعم والصمت الدولي حيال الحوثيين فمن أنقذ قواتهم من الانهيار في الساحل الغربي هي جهود تلك الدول التي يحاربونها اليوم ، وليست هتافات الشعوب والتي هي متغيرة ولا تملك غيرها .
قد تكون الجماعة أفلحت في اكتساب صفة المقاومة ، وأصبحت ثاني قوة ترسل صواريخها ( سلاح الفقراء ) ومسيراتها إلى إسرائيل بعد الراحل غدراً صدام حسين ، وأصبح عبدالملك الحوثي صاحب الصاروخ الذي يحمل رقم (40 ) ، نعم أطلق الصاروخ الأربعين على إسرائيل لكن لم يفكر احد ماذا جنت صواريخ صدام التسع والثلاثون التي سبقته ، ويبدو أنه لن يفكر احد بما ستجنيه الصواريخ التي أطلقت بعده .
كتبه :
امجد الرامي
25-2-2024م