كتابات وآراء


الأربعاء - 11 أكتوبر 2023 - الساعة 01:22 م

كُتب بواسطة : هويدا سالم - ارشيف الكاتب


في وسط وبيئة هادئة تحيطها السكينة والطمأنينة، وفي الجهة المقابلة تتعالى أصوات الآباء والأمهات والأسرة، مخترقة نوافذ البيوت، تتساءل الحيطان ماذا بهم؟

الجريمة الإلكترونية وما تثيره من مشكلات او التجريم الذي ينصب على النظام الالكتروني الذي يساء استعماله، فتتعرض الضحية لتعكير نفسي او مشاكل في الصحة العقلية، يمكن ان تؤذي للتفكير بالانتحار وقد يتم تنفيذه.

استرق جوالي في قاعة تدريب
هذا ما صرحت به الصحفية هدباء اليزيدي البالغة من العمر حوالي (40) عاماً منسقة مواد تدريبية كان آخر يوم في التدريب بشهر نوفمبر للعام 2022م، هدباء: من كثرة انشغالي لم أتيقن من ضياع جوالي إلا وأنا في طريق العودة إلى البيت، بعدها توجهت بالإبلاغ عن ضياعه في مقر التدريب (مستشفى ابن سيناء).

وتستكمل اليزيدي بعد 5 أشهر رن جوالي الآخر، إنها نغمة الواتسأب وصلت رسالة برقم غريب في محتواها أن (الجوال بحوزته ويطلب مني مبلغ ألف ريال سعودي)، أدركت حينها أن الغرض لم يكن السرقة بل الابتزاز المادي، حينما قام المبتز بإرسال صورة خاصة لإثبات أن الجوال بحوزته، لازالت المشكلة لم تحل حتى هذه اللحظة بالرغم من أن البحث جاري عنه.

إجراءات أمنية
كنا نتلقى بلاغات الابتزاز الإلكتروني دون جدوى فهي لم توصلنا للجاني بصورة رسمية، هذا ما قالته الأستاذة فاطمة الكسادي عضو استشاري في المركز الإرشادي لأمن المعلومات في قسم مكافحة الجريمة الإلكترونية بالمكلا / محافظة حضرموت "بسبب كثرة البلاغات لمراكز الشرطة عملنا على إنشاء هذا القسم خلال السنتين الماضيتين وتحويل الملفات البلاغية إلى النيابة العامة، بقرار من مدير أمن المديرية وتشكيل لجنة للقسم مكونة من ثلاثة ضباط وعنصر نسائي واحد".
واضافت الكسادي هذه الجهود المبذولة لم تكن كافية، تبنينا برامج عدة وندوات لمنظمة صدى الإعلامية عبر برنامج الزوم وندوات بالتنسيق مع المجلس الانتقالي وندوات إلكترونية عبر الانترنت لكننا بحاجة للمزيد من الخبرات في مكافحة الجريمة الالكترونية.
هذه الفوضى تعيق العيش بسلام في اوساط بعض الأسر التي تعرضت فيها احدى الفتيات او النساء لجريمة من هذا النوع، خوف ورعب واهتزاز في الثقة جسدته هذه المشكلة، التي قد تأتي لأسباب عديدة اغلبها قلة الوازع الديني الذي قد يكون لطرف دون الآخر أو للاثنين معاً والثقة المفرطة في مقابل الخطوط الحمراء لدى الأسرة وهي العار...
نفذ المركز مبادرة شبابية ونزولات ميدانية توعوية بالتنسيق مع السلطة المحلية بالمحافظة ومكتب التربية والتعليم ل(10) من الثانويات والمجمعات للبنات بمدينة المكلا، "استهدفنا خلالها 6665 طالبة، تطرقنا فيها لعدة جوانب ما قبل الابتزاز وأثناء وما بعد كإجراءات مساندة للضحايا وزرع الثقة في نفوسهن".
لا شك أنك تتساءل ماذا يحدث وما مصير الضحايا في زمن تجرأ الإنترنت أن يسطوا على الحقوق والخصوصيات بشتى الطرق وما العمل؟ على صعيد ذلك أكدت الأستاذة سارة الجابري مسؤولة بجمعية الأسرة السعيدة للحد من الابتزاز الإلكتروني للفتيات، عملت عدة مؤسسات ممولة على تنسيق علاقة عمل مع محلات إلكترونية وتم تدريب 60 فتاة خلال المشروع التقني والذي نفذ بتمويل مؤسسة العون للتنمية المستدامة، في 2 أكتوبر 2022م، دربن خلاله في مجال (صيانة الحاسوب _صيانة الجوالات _ برمجة تطبيقات الجوال _تصميم المواقع).

واضافت الجابري أن البعض منهن تم فتح محل لها تعمل فيه وتمارس عملها في مجال الحماية والمساندة بعد أن تم تمكينهن وربطهن بسوق العمل مباشرة وتدريبهن في دورات المهارات الحياتية وريادة الأعمال ايضا.

جهود شبابية
وعقب محمد بهيان مدير مركز المكلا ورئيس قسم الابتزاز الإلكتروني بمديرية أمن المكلا، بالقول "واجهنا صعوبات عديدة في تجهيز القسم، كعدم توفر الميزانية التشغيلية والدعم اللازم والنواقص الإلكترونية لتسهيل عمل هذه اللجنة كان العمل عبارة عن جهود ذاتية، وتم التنسيق مع المساحة الآمنة للمرأة وتم الاستعانة بهم لتغطية بعض النواقص لحاجتنا لأخصائية نفسية واجتماعية".

وعن مصير المشروع يقول بهيان نحن متأثرين من انخفاض الوعي بهذه الأحداث لدى الأسر نريد الدعم في توفير الطاقم الكافي في بعض الثانويات والمجمعات التعليمية والدعم النفسي للضحية، لكننا في صدد التوسع نفكر أن نعمل نزولات للجامعات ونستهدف الثانويات الأخرى متى ما توفر التمويل الكافي.

جلسات نقاشية نسائية
على صعيد آخر نظم فرع اتحاد نساء اليمن بساحل حضرموت جلسة نقاشية تتضمن مواضيع عدة من ضمنها ما تتعرض له الفتيات من ابتزاز إلكتروني، ولكن ذلك لم يلق الصدى الكبير ولم يكن محور أساسي في النقاش فقد تضمن النقاش مواضيع مختلفة مثل كيفية حماية المرأة من خلال حقوقها المشروعة والإجراءات القانونية وطرق الوصول إلى الجهات الضبطية والقضاء وفقاً لما سردته نائب مديرة الدائرة القانونية لاتحاد النساء المحامية صفاء باكونه.

خدمة إلكترونية
كان للمملكة العربية السعودية دور بارز في مكافحة الابتزاز هناك، وهي خدمة إلكترونية نفذتها وزارة الداخلية والدفاع المدني السعودي عبارة عن بوابة إلكترونية للإبلاغ عن حالات الابتزاز الإلكتروني. تسمى البوابة "مكافحة الجرائم الإلكترونية" وتهدف إلى تلقي البلاغات والشكاوى المتعلقة بالجرائم الإلكترونية، بما في ذلك الابتزاز الإلكتروني وتوفير الدعم والحماية للمواطنين والمقيمين في السعودية في مجال الأمن الإلكتروني.

تأسست البوابة عام 2013. وتم تطويرها كجزء من جهود السعودية في مكافحة الجرائم الإلكترونية وتعزيز الأمن السيبراني في المملكة حيث يتم تقديم البلاغات: عبر الدخول على الرابط https://www.998.gov.sa/
أو ادخل إلى بوابة وزارة الداخلية
https://www.moi.gov.sa// عبر تطبيق (أبشر) الذي يتم تحميله من السوق الالكترونية جوجل بلاي ثم الدخول على خدمات الامن العام. واختيار بلاغ الجرائم الالكترونية ثم نوع البلاغ وتعبئة الحقول المطلوبة، اضافة الى وجود خط ساخن للاستفسار والتواصل على الرقم 92245

النموذج يحتوي على الحقول المطلوبة لتقديم المعلومات الضرورية للتحقيق بحيث تضمن البوابة سرية المعلومات والبيانات التي يتم تقديمها. كما تتخذ إجراءات أمنية صارمة لحماية خصوصية المبلغين والضمانات اللازمة لتأمين البلاغات المقدمة، وفي النهاية يتم توجيه البلاغات المقدمة عبر البوابة إلى الجهات المختصة في مكافحة الجرائم الإلكترونية في المملكة، ما يضمن التعامل معها بشكل فعال وفي الوقت المناسب. كما توفر البوابة معلومات مفصلة حول أنواع الابتزاز الإلكتروني وكيفية التعامل معها. ويمكن للأفراد الاطلاع على النصائح والإرشادات والمعلومات القانونية ذات الصلة لمساعدتهم في الحماية والتصدي للابتزاز الإلكتروني. اضافة الى تشكيل علاقة تكاملية مع هيئة الاتصالات عن طريق الاتصال الموحد بالرقم 999 او والتنسيق مع المديرية العامة للأمن العام عبر الاتصال بالرقم 1909 للتواصل مباشرة مع الشرطة السعودية لتقديم البلاغات

ويوضح بيان صادر عن الجهة إحصائية لأبرز الجرائم الإلكترونية المُسجلة لدى الوحدة العام 2022، يفيد بأن قضايا الجرائم الإلكترونية تزايدت خلال الأعوام السّبعة الأخيرة بنحو ستة أضعاف، إذ ارتفعت من (2305) في عام 2015 لتصبح (16027) قضية في عام 2022م. ولازالت احصائيات البوابة للعام 2023 م غير معلنة حتى اعداد التقرير.

تم إنتاج هذه المادة بدعم من مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي