كتابات وآراء


الأحد - 26 أبريل 2020 - الساعة 01:14 م

كُتب بواسطة : سعيد أحمد بن إسحاق - ارشيف الكاتب


إن إعلان بيان المجلس الانتقالي الجنوبي بحالة الطوارئ هو بمثابة تصحيح الثورة نحو المسار السليم الذي يجب ان تكون فيه لانقاذ وطن من استعمار جديد اكثر بطشا وحقدا من الاستعمار البريطاني، حيث ركز على تمزيق النسيج الاجتماعي من خلال عودة التركيبات الطبقية من قبلية عصبية وطائفية ومذهبية لخلق العنصرية والنعرات المتقاتلة ليمهد لنفسه الامان والتسلط والاستحواذ لكل شئ ونشر البلبلة ولهو الشباب بأمور لتنحيته عن الواجبات الوطنية للنهوض والارتقاء بالبناء المنشود.
إن ما أقدم عليه المجلس الانتقالي الجنوبي هو من مطالبات شعبيةملحة منذ سنوات طوال لانقاذ شعب يغرق يوميا في متطلباته التي تزداد سوءا حتى أصبحت عملته المحلية بلا غطاء وتلونت ألوانها بالفئة الواحدة مما جعلت الامم تسخر منه فضاعت هيبته بعدما كانت له دولة ذات سيادة تذكر بالمحافل الدولية فأصبحنا بلا دولة ففقدنا الكرامة بين الدول.
إن بيان المجلس الانتقالي الجنوبي جاء ملبيا لتطلعات شعبية ضد استعمار من بني جنسنا--للاسف الشديد---أستشرى فساده فأحرق اليابس والاخضر وتمادى في غيه وطغيانه وحارب الشرفاء وجمد الكوادر والخبرات في ظاهرة لم يسبق له مثيلا في اي امة تريد اللحاق بالتنمية التي خطتها الدول لأمن شعوبها من التقلبات والتغيرات الطارئة.. أستعمار أقبح من أستعمار أجنبي غريب في سلوكه واخلاقه، عمل بحصر الشعب تحت عنوان (الاستجابة الإنسانية) الوهمية قائمة على الاستغاثة المستمرة التي لا حدود لها بإسم الوطن وهي في حقيقة الامر -- غرق الشعب في مديونية طويلة المدى-- تجعله راكعا لسداد ماعليه، غير قادر على النمو الاقتصادي لسنوات.
إن ماأقدم عليه المجلس الانتقالي الجنوبي هو تطبيق شعبي لمطلب على لسان من اختاره صوتا واحدا يمثل شعب مقهور تآكلت أركانه وانقاذ لشعب من ظلم حل به.. سلبت ثرواته ودمرت بنيته التحتية فحاصرته المخاطر وداهمته في جميع الاتجاهات وجعلته لايهنأ بنوم .. انغصته حياته، دائم الحزن لأبنائه الذين خطفتهم أيادي الغدر ولم يجد من يعازيه، فكان بيان المجلس الانتقالي الجنوبي الصوت المزلزل لشعب طالت معاناته وبركان ثائر ضد استعمار الجشع والظلم والفساد وصاعقة لاسترداد الدولة والكرامة.
25/ابريل يوم انتظرناه طويلا ويوم متواصل مع 24/ابريل مع تحرير عروسة البحر العربي _ المكلا _ فكان عرسا للشعب بهيجا.