كتابات وآراء


الخميس - 09 يوليه 2020 - الساعة 09:20 م

كُتب بواسطة : طارق كرمان - ارشيف الكاتب


ا يخفى على أي مراقب لسياسات النظام التركي بقيادة اردوغان مدى التناقض الشاسع فيما بينها نتيجة لهاثه المحموم للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي من جهة واستعادة تأريخ الاحتلال العثماني للبلدان العربية من جهة أخرى، ذلك التناقض الذي يصل إلى حد السفور والوقاحة في كثير من الأحيان.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن هذا المعتوه الذي أعلن اليوم تحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد لخطب ودّ العرب والمسلمين وتغطية هزائمه في ليبيا، هو نفسه المعتوه الذي في الأمس ونزولاً عند رغبة الاتحاد الأوروبي أقر قوانين زواج المثليين وتشريعات الاتجار في الدعارة..

وإن لم يكن هذا الفصام عجيباً من رجلٍ مصابٍ بجنون العظمة فالعجيب بالتأكيد هو انخداع كثيرين من العامة به سواءٌ دعاة الانحلال من أصحاب الفكر اليساري أو دعاة التعصب من أصحاب الفكر اليميني المتطرف، فهؤلاء يرونه نصيراً للمدمنين والشواذ وأولئك يرونه أميراً للمؤمنين والدعاة، والحقيقة أنه من المستحيل أن يؤمن به أو يتبعه صاحب مبدأ سواء كان يمينياً أو يسارياً، إذا أن كل الشواهد تثبت أن اردوغان نفسه منافق لكلي الطرفين ودجّالٌ عليهما يستخدمهما (مزاجياً) لأغراض شخصية لا هوية لها ولا مبدأ.

الجديد في الأمر، هو اصطدام هذا الدجّال المنافق بصخرة مصر في ليبيا والتي منعته أوهامه وأحلامه من إدراك وجودها يوم قرر التدخل السافر بحدّه وحديده في رمالها العربية المتحركةلي ليبدأ الغوص في براثنها ولن يصحو من سكرته إلا وقد أغرقته.

ختاماً فإن التخبط الأردوغاني بين مساعيه ليكون عضواً أوروبياً وزعيماً إسلامياً في نفس الوقت هو ضربٌ من الجنون أصابه بفصام جعل من المستحيل عليه تحقيق أي من الهدفين.

وكما قال المثل (لا نلتَ بلح الشام ولا عِنَب اليمن)، يمكننا القول لأردوغان أيضاً (لا قبِلتك أوروبا ولا سيّدتك العرب)، أيها المنافق الدجّال.