كتابات وآراء


الأربعاء - 07 أبريل 2021 - الساعة 07:52 م

كُتب بواسطة : مسعود أحمد زين - ارشيف الكاتب


يقترب المسار التفاوضي بين مصر والسودان واثيوبيا حول آلية ملئ وتشغيل سد النهضة من نهايته والوصول الى باب مسدود.
1- كانت مفاوضات كينشاسا قبل يومين المحاولة الاخيرة بعد توقف دام لعدة أشهر واستمر الموقف الإثيوبي متعنتا وعدم رغبته بتوقيع اتفاق ملزم للجميع.
2- الجديد خلال الاشهر الماضية هو زيادة التقارب والتنسيق بين دولتي المصب السودان ومصر بطريقة لم تحصل في تاريخ العلاقة بين البلدين منذ عقود وتبلور بينهما موقف شبة موحد حول ملف سد النهضة بما يعني ان إمكانيات البلدين السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية ستوضع دائما في كفة واحدة مقابل اي جهد اثيوبي مما يقوي فرص دول المصب في ادارة الملف لمصلحة دولتيهما.
3- باستثناء اي مبادرة يمكن ان يتقدم بها طرف خارجي لإيجاد تسوية تفاوضية ، اعتقد ان خيارات دول المصب تتجه الان للتصعيد السياسي في مجلس الامن والمنظمات الدولية ضد اثيوبيا ومحاولة كسب موقف دولي داعم لها في أن تصرفات دولة المنبع اثيوبيا بشكل احادي يضر بالمصالح الحيوية لشعبي السودان ومصر وقد يترتب على ذلك وضع اقليمي غير مستقر ويهدد الأمن والسلم الدوليين.
4- ستأخذ هذه الجهود السياسية مجراها هذا العام واذا نفذت اثيوبيا برنامج خزن المياه هذا العام دون تنسيق ( 13 مليار متر مكعب) دون تنسيق فسوف يقوي ذلك حجة السودان ومصر دوليا.. مما يمنحها الفرصة للحصول على غطاء قانوني دولي يدعم موقفها مستقبلا جهة وقف استمرار الملئ الإثيوبي احادي الجانب باي وسيلة.
5- من المعلوم ان الكمية المستهدفة للخزن هذا العام مع الكمية المخزنة العام الماضي هي 18 مليار متر مكعب من اصل 74 مليار مستهدفة عند اكتمال السد بعد اربع سنوات من الان،
6- لذلك، مازال امام دول المصب الوقت الكافي للعمل والوصول لنتائج تحافظ على مصالح شعبيهما في مياه النيل الأزرق.
7- امر مهم اخر وهو ان التعنت الإثيوبي الحالي لا يعني ان اثيوبيا في موقف قوة حقيقي تجاه السودان ومصر اللذين يدركان حقيقة الوضع الداخلي الإثيوبي وان المواقف المتصلبة الإثيوبي تستخدم اليوم لأهداف سياسية داخلية وليس لاعتبارات تنموية.
8- تريد القيادة الإثيوبية ان تصنع من ملف سد النهضة عنصر وحدة وطنية يجتمع علية كل الشعوب الإثيوبية بعد ان وصل الخلاف العرقي حد الحرب الأهلية في اقليم تيغراي وقبلها الصراع الدائر في اقليم اروما وقبل هولا جميعا المطالبة بالانفصال والمقاومة المسلحة في اقليم اوغادين الصومالي.
9- حتى الارض التي بني عليها السد هي تتبع قومية بني شنقول الذين ينادون منذ عقود بانهم يتعرضوا للاضطهاد والتهجير والتمييز العرقي من شعوب دولة المركز في أديس أبابا. و يمارس افراد من هذه القومية بعض الأعمال المسلحة ضد تواجد الدولة المركزية في هذا الإقليم من حين لآخر.
10- هذه احد نقاط ضعف الموقف الإثيوبي على الواقع ( الوضع الداخلي العرقي الهش)،
ونقطة الضعف الثانية هي ان هذا المشروع الكبير يقع في منطقة جبلية على أطراف الحدود مع السودان ولاتوجد منه اي استفادة زراعية لاثيوبيا ( بما قد يعني استغلال مياة السد) ولكنه برمته عبارة عن مشروع لتوليد الطاقة الكهربائية وتوزيعها داخليا وخارجيا،
هذا الهدف الأساسي للمشروع ( توليد الكهرباء) يصعب على اثيوبيا حمايته بشكل قطعي من اي تعطيل لاي سبب محلي او خارجي بالمستقبل ،
وبالتالي كأن المشروع لم يكن ولن يحقق هدفه التنموي المنشود.