كتابات وآراء


الثلاثاء - 20 سبتمبر 2022 - الساعة 11:44 ص

كُتب بواسطة : علي مكرشب - ارشيف الكاتب


تسبيبا لمنشور الامس وللجيل الجديد من ابناء الجنوب وتهامة و اليمنيين الذين تم تزييف وعيهم ب ماكتبه المستعمر الزيدي، حاولت وضع ملخص موجز لمن لم يكن بالتاريخ الحقيقي عالم.
تاريخيا وجغرافياً؛ تهامة لم تكن يوما ضمن دولة اليمن بل كانت دولة مستقلة. كانت القبائل التهاميه تتوزع من باب المندب جنوبا حتى ميناء الليث (حاليا محافظة الليث. الحجاز. بالسعودية) شمالا ومن البحر غربا وحتى بداية المرتفعات الغربية شرقا في حين ظهر اسم المملكة المتوكلية حديثا وبالتحديد في العام 1915م بعد ان صادقت السلطنة العثمانية على اتفاق دعان 1911م الذي عقد في قرية دعان. عمران بين الامام يحي حميدالدين (ممثلا طائفة الزيديه الوافدين اساسا من العراق وايران) وبين ممثل السلطنة العثمانية والذي نص على منح الامام يحي حميد الدين سلطة حكم ذاتي محدود على المنطقة الزيدية (صنعاء وصعدة وذمار) والاعتراف به حاكما للمنطقة الزيدية واماما للمذهب الزيدي مقابل اعترافه بالسلطنة العثمانية وتوريد عشر الجباية اليها. كانت حينها حدود المنطقة الزيدية (المملكة المتوكلية اليمنية) تمتد غربا الى الحدود التاريخية لدولة تهامه (منطقة باب الناقة. شرق باجل حاليا) واما جنوب المملكة المتوكلية فقد كانت اب وتعز (فيما تعرف باليمن الاسفل) وبسبب النزعة الاستعمارية التوسعية للائمه الزيديه قامت بشن الحروب الاستعمارية جنوبا وغربا لتحتل تهامه الحديدة غربا،وتحتل اليمن الاسفل وصولا للحجرية والمقاطره جنوبا بعد حروب طاحنه مع زرانيق تهامه خلفت عددا هائلا من القتلى. لم يستقر للائمة حكم تهامه بسبب الحروب التي كان زرانيق تهامه يشنوها بين الحين والاخر ويلحقوا الهزائم الساحقه بالائمه الملكيين الى ان قامت 26 سبتمبر كثوره تم لاحقا ركوبها من الائمه بمظهر الجمهوريين حيث تم تعيين اول محافظ للحديدة من المنطقة الزيدية سنان ابولحوم للانتقام من ابنائها فباشر التنكيل بهم وتم مقاومته من الزرانيق وحصلت حرب وفتك بالزرانيق بمساعدة قوات صنعاء (فيما يعرف بتمرد الزرانيق) ثم قام بنهب اراضي الزرانيق في القصرة ببيت الفقيه وضمها لما يسمى الدولة بزعم انها كانت لبيت حميد الدين وآلت للدولة
لم تهدأ الاوضاع بين زرانيق تهامه والائمه فبمجرد سيطرة الائمة الحوثيين على الدولة نهاية عام 2014 قاومهم زرانيق تهامه اةكاول مقاومه مسلحة في اليمن كلها عام 2015م والواقعة معروفه ثم انتقلوا لعدن الحبيبه ومنها تم تشكيل لواء الزرانيق الذين عادوا مجددا لمواجهة الائمة في ثوبهم الجمهوري الجديد فانتقلوا الى الساحل الغربي ومنه الى مدينة الحديدة نهاية 2018م الى ان وصلوا لابواب ميناء الحديدة ولولا ان تم ايقافهم باتفاق استوكهولهم المشؤوم الذي تبناه الاخوان بثوب الشرعية "بهدف منع القوات المشتركة من السيطرة على الحديدة وموانئها" لكانت الحديدة محررة بكاملها بل واليمن برمتها.
في شهر سبتمبر من هذا العام واستمرارا لحقد الائمه الزيود اتجهوا لبلاد الزرانيق للانتقام منهم مجددا فارسلوا حملة عسكرية مدججه بالاطقم والمدرعات والشيولات وقاموا بنهب اراضي القصرة ببلاد الزرانيق. بيت الفقيه وتهجير اهلها وقتلهم وسجن المتبقين منهم حتى امتلئت سجون الحسينية بهم، واليوم نسمع من العميد علي هندي حصول صلح علي اراضي الزرانيق، لم نقف بعد على بنوده.
هذا ملخص للصراع و الحرب الدائرة بين ابناء تهامه والائمة الزيديين منذ بداية القرن الماضي وحتي اليوم.
ووفقا للوقائع والمعطيات السالف ذكرها فان القول بان ابناء تهامه ضعفاء يسهل السيطرة عليهم قول كرسه الائمة الزيديه منذ احتلالهم تهامه ويكذبه التاريخ والجغرافيا فتهامه لم تكن ضمن الدولة المتوكلية اليمنية ولم تخضع طواعية لحكمها في يوم من الايام بل الصراع مستمر والتاريخ يعيد نفسه
علي مكرشب
١٩/ ٩/ ٢٠٢٢م