كتابات وآراء


الجمعة - 04 أغسطس 2023 - الساعة 03:23 م

كُتب بواسطة : سعيد أحمد بن إسحاق - ارشيف الكاتب



زبيد بحسن بر محرم خط أحمر.. لا يحق لأي دولة تجاوزها لانها سيادة وطنية تقرها الاعراف والشرائع والقوانين.
لكل دولة لها مقامها.. ومصالحها مع بعضها بعضا قائم على المنافع، وإن شاءت الأقدار لأحدها ان تعيش اوضاعا استثنائية، فهذا لا يعني أن الضعف فرصة للانقضاض وإنما هنا تتجلى تبادل المنافع حسب المصالح بموجب المواثيق والمعاهدات الدولية المتعارف عليها بين الدول والفلك دوار عند الذي يفهمونه وذلك بعدم تجاوز المحظور، لاحترام الشعوب وسيادتها الوطنية.
إن الوضع اليوم الذي يمر به الجنوب لا يحسد عليه، فهو في حالة استنفار دائم دفاعا عن وطن وهوية، وارض وعرض، ولحماية أبناء من الغزو الفكري الهدام، ومن إغراءات لاستقطاب الشباب نحو اتجاهات تتنافى مع السلوك السوي، وصد لكل تيار هادم للاجيال،وحرب مع الفقر والجوع،والمرض والخدمات والعملة وتدني الجودة في كل شئ.
تمارس على الجنوب العربي حربا اقتصادية وسياسية وفكرية وثقافية ودينية.. حق عليه من ان يتخذ الطريقة المناسبة لها بما تقتضيه المصلحة والمنفعة، فحيثما المصلحة فثم وجه الله، لاستعادة الدولة الجنوبية المغدور بها (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) وهويته الذي يحاول الاستعمار الحاقد محوها، ولن ينال ما يتمناه مادام بالشعب الجنوبي نبض، ومهما حاول الطامعون بتغذية أدواته المرتزقة، فإن مصيرهم قمامة التاريخ.. لأن الحق منتصر والباطل خاسر، ومن يراهن ان يكون الجنوب صومالي آخر، فإن الصومال في طريقه نحو التصحيح ومن كان يسير عكس التيار في محنته فليتحمل نتائج مساره ويحصد اليوم او غد ثماره.
إن بالتاريخ أخبارا يحملها، ومنها نتعلم.. فتعلمنا ان للامم خطوطا حمراء فمن تجاوزها فقد حكم على نفسه بالخسران المبين إن عاجلا أم آجلا ، وان خطوط الجنوب الحمراء في قادته وقياداته نحو استعادة الدولة والهوية، الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي واللواء الركن الثائر الحر فرج سالمين البحسني واللواء الركن المناضل احمد سعيد بن بريك والمجاهد صقر الجنوب المحرمي (ابو زرعة) لن يقبل الجنوب تجاوزها، فليس الشعب الجنوبي عجينة تسهل تشكيلها كما تشاء، لانه شعب يصبر ويصابر، ولا يمتلكها إلا شعب جبار، ويؤمن قطعا بأنه سوف ينتصر قرب الزمان أم قصر.
فلماذا يعاقبنا أشقاؤنا العرب؟ فهل على سياسة قد مضت أم على وحدة غلط؟
إن الجنوب العربي بأمس الحاجة الى الأفكار الريادية، والمبادرات العربية نحو التكامل الاجتماعي والصوت الشعبي الواحد لا لتفكيكه الى مكونات لغايات كيدية وربما انتقامية او تأديبية.. سمها كما تشاء.. لاجل تماسك يغذيه و يدفعه نحو هموم الناس وما يكابده في معيشته، في اصعب مراحله الدقيقة والحرجه نتيجة وحدة غير متكافئة من جميع جوانبها، لم تأتي إلا من قصور عقلي وفكري وغباء سياسي وتشنج حزبي متعالي، وأن الأشقاء يعرفون ذلك جيدا، فأين وجودكم أيها العرب في ذلك؟ وكم كنا نتمنى منكم مبادرات يتعلم منها العالم في كيفية المعالجات لكثير من المشاكل والمتاعب حول العالم.
لا شك ان الجنوب سيشهد تغييرات مشجعة لايجاد الحلول الناجعة في يوم ما ولن يستمر الحال كما هو باذن الله، وحينها حيث المصالح فثم وجه الله.
فإلى متى تتغير أو تعدل الدبلوماسية العربية وخاصة الأقليمية منها لتأكيد أحقية الشعب الجنوبي باستعادة دولته، وان الوحدة مع اليمن ليست ركنا ولا شرطا لاقامة الصلاة. وزبيد بحسن بر محرم.. خط أحمر لا يختلف عليه إثنان، قد قال كلمته وحسم امره، ولا يهمه إلا وطنه وهويته.

أ. سعيد أحمد بن إسحاق