أخبار وتقارير

الخميس - 09 يوليه 2020 - الساعة 10:48 م بتوقيت اليمن ،،،

ترجمة حصرية : عين العرب

في صباح يوم الثلاثاء 2 يونيو، قتل نبيل القعيطي بسيارته. الصحفي والمصور البالغ من العمر 34 عامًا، الذي يتعاون مع العديد من وسائل الإعلام العربية والعالمية، بما في ذلك وكالة الصحافة الفرنسية، صعد سيارته ولم يبدأ بتشغيل المحرك بعد حتى أطلق عدة رجال النار عليه من مسافة قريبة. 
انتشر خبر اغتياله على الفور في عدن ومنذ ذلك الحين، اجتاحت المدينة الساحلية موجة من الخوف.
 "ظل قتلة نبيل يلاحقني كل يوم لقد رأيت مراراً رجالاً يرتدون الأقنعة وهم يقفون سياراتهم بالقرب من منزلي لدي انطباع بأن شخصًا ما يراقبني "، يصرح صحفي يمني لصحيفه " ليبراسيون  " بشرط عدم الكشف عن هويته.
 صلاح العقل ، مراسل قناة RT الإخبارية الروسية ، تلقى تهديدات مباشرة بالقتل بعد وفاة زميله نبيل القعيطي وقال "تلقيت رسالة تقول ،" سيكون دورك قريبًا. "
من يقف وراء ملاحقه الصحفيين في عدن؟ من بين الخيوط التي يجب علينا اتباعها: الحكومة الشرعية في المنفى في الرياض بمساعدة مقاتلي الجماعات الإرهابية كالقاعدة.
الحكومة اليمنية، التي شرعيتها معلقة الآن بخيط وفي وضع حرج، تقاتل في جنوب البلاد منذ ما يقرب من عام وأعلن المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يجمع بين الحنين إلى الجنوب اليمني السابق، المرتبط بالشمال في عام 1990، استقلاله في 25 أبريل وأعلن تطبيق الإدارة الذاتية على الرغم من اتفاقيات الرياض الموقعة في نوفمبر، والتي من المفترض أن تعزز الحركة الجنوبية في الحياة السياسية اليمنية وتهدئ حماسها الانفصالي، فقد منح المجلس الانتقالي الحكم الذاتي في عدن، لحج، الضالع وجزيرة سقطرى. 
بينما حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، المحاصرة في الشمال كما في الجنوب، في حالة هزيمة وأعادت صحوة الجنوبيين العداوات القديمة بين القطبين اليمنيين.
"العناصر الإرهابية"
لم يكن نبيل القعيطي وزملاؤه يعرفون جمهورية الجنوب الديمقراطية الشعبية السابقة، لكنهم، مثل جزء من الجيل اليمني الشاب، يشعرون بالحنين إليها. 
بعد الربيع العربي، بدأ هؤلاء المراسلون في تغطية ولادة الحركة الثورية الجنوبية من جديد، متأرجحين بين الصحافة والنشاط وما زالوا ينددون بفساد الحكومة المركزية.
 وقال صحفي يمني جنوبي " إنهم يريدون تصفيتنا لأننا ندعم استقلال اليمن الجنوبي" وأضاف إنهم يستخدمون إرهابيي القاعدة لتحقيق أهدافهم كما فعلوا في التسعينيات". 
وعلى غرار علي عبد الله صالح من قبله المتهم بقتل الصحفيين والمفكرين والسياسيين الجنوبيين، يبدو أيضاً أن عبد ربه منصور هادي يستخدم أعضاء تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في معركته ضد "مكافحة الإرهاب" ومؤيديه.
وهوا ما ثبته فرناندو كارفاخال، عضو سابق في فريق خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المعني باليمن، الذي أورد بتقرير فريق الخبراء: ان "هناك تعاون بين القوات المسلحة الحكومية التابعة للشرعية ومسلحي القاعدة وفي بعض المحافظات، استفاد مقاتلو التنظيم الارهابي من المعدات والأموال الحكومية. 
وقال القائد في القوات الجنوبية محمد النقيب والذي يقاتل حاليا في محافظة أبين ضد القوات الحكومية.
 "إن ما يسمى بالجيش اليمني التابع للشرعية يضم عشرات العناصر الإرهابية في صفوفه واضاف لقد أبلغنا نظام المخابرات لدينا عن مشاركة قيادي بارز في القاعدة، يدعى صابر أبو علي، يقاتل الى جانب القوات الحكومية.
"بابا القاعدة"
أما سالم ثابت العولقي، عضو رئاسة "هيئه المجلس الانتقالي الجنوبي"، فيمضي إلى أبعد من ذلك ووفقاً له، فإن الحكومة في المنفى في موقف حرج لدرجة أن "تحالف الجماعات الإرهابية مع القوات الحكومية ليس مخفياً حتى ولم يعد القادة الرئيسيون التابعون لتنظيم القاعدة يحجمون عن القتال علناً على الخطوط الأمامية إلى جانبهم.
واضاف لقد قتلنا وجرحنا بعض الإرهابيين خلال المعركة في جبهة شقرة".
من جهته، يشير مايكل هورتون، عضو مؤسسة جيمس تاون، وهي معهد للبحث والتحليل حول الإرهاب، إلى مسؤولية نائب الرئيس علي محسن الأحمر: "في اليمن، والذي يُعرف باسم "بابا القاعدة".
 كما سهل استخدام مسلحين القاعدة ضد الحوثيين ونشرهم من جديد ضد الانفصاليين في الجنوب". 
ووفقاً للباحث، يعود تاريخ الاندماج إلى بداية الحرب في اليمن في عام 2015. 
ومن الناحية الأيديولوجية، فإن دعم "القاعدة " لحكومة هادي قائم وفي الشمال، يهدد تقدم المتمردين الزيديين - وهو فرع من الشيعة - والإرادة الانفصالية للجنوب الشيوعي سابقاً، الذي أصدرت قيادات دينيه متطرفة من الشمال فتاوي بتكفير سكان الجنوب والذي دفع رغبات الهيمنة للجماعة السنية المتطرفة الى السيطرة على الجنوب على المدى الطويل. وقال "هذه التحالفات مع القاعدة سوف تصبح بالتأكيد أكثر وأكثر تواترا. ويقول هورتون إن القوات الحكومية ضعيفة وتقاد إلى حد كبير من رجال غير مدربين تدريباً جيداً، على عكس مسلحي القاعدة، التي لديها مقاتلين محنكين وسبق لهم القتال في أفغانستان ضد الرؤوس والقوات الأمريكية هناك.
وردت حكومة هادي، التي اتصل بها مراسل صحيفة " ليبراسيون، بصوت مختار الرحبي، مستشار وزير الإعلام اليمني الذي قال: "نحن الحكومة المعترف بها دولياً وبالتالي فإن هذه الاتهامات بالتحالف مع القاعدة باطلة.
وأضاف ان الإرهابيين هم الذين يقاتلون بجانب القوات الجنوبية نحن جيشنا مدعوم من المملكة العربية السعودية".
 لكن تقريراً لوكالة أسوشيتد برس من عام 2018 وجد أن المملكة قد عقدت عده اتفاقات مع القاعدة في صراعها مع المتمردين الحوثيين.
 لعبة تحالفات تشكل تهديداً كبيراً لحرية الإعلام في جنوب اليمن